ربى حسين ..
بدأت قصّته حيث انتهت قصة حاتم الطائي، فالأخير ضحّى بآخر دجاجة لديه على شرف ضيوفه، بينما ضيفنا الكريم رثا دجاجته الأولى وهو ابن الثالثة عشرة، فكان ذلك صدمة لوالده الّذي اعتلى صدر المجلس يومها أمام جمع من الأصدقاء والشّعراء ورجال الدّين قائلًا له: "اقرأ علينا قصيدتك في رثاء دجاجتك" فقرأها وتلقّى التّشجيع والثّناء، هذا الرثاء كان شرارة البداية الأولى لوميض شعلة لا تخبو جذوتها على مدى سنوات وسنوات من الإبداع الشعري.
هو السّيد هاشم عبد الرَّضا باقر الشّخص، رجل جمع الشمائل من أب إحسائي وأمّ لبنانيّة، هو من مواليد النّجف الأشرف، تنقل منذ صغره بين لبنان والعراق الذي فارقه بسبب الأحداث السّياسيّة. وهو العربي الّذي عشق فلسطين منذ صباه وكتبها شعرًا، وفاز في بداياته في إحدى المسابقات الشّعرية المدرسيّة بقصيدة جاء فيها:
لامس الحقد رقّتي فاستحالت
حمماً تبعث الردى أصدائي
فوداعاً يا همسة الطيب بالحقل
وأهلا بالزعزع النكباء
أمس غنّيت يا فلسطين حتّى
ملّ مني عبر الدّروب غنائي
وسقيت الرّمال خمري وأتر
عت كؤوس الرّبيع الصهباء
عراق أنت في ثغري نشيد
في بداية حديثه معنا، كان لنا وقفة مع بداياته الشّعريّة في النّجف "وطنه الآخر" وهو الّذي وعلى حدّ قوله لا يمدح من لا يستحق المدح: "بالأمس كان النّجف يضم كبار الشّعراء الّذين تشتتوا بسبب الأوضاع السياسيّة في النّجف آنذاك منهم السّيد مصطفى جمال الدّين، مظفّر النّواب، محمد حسن الأمين، والشّيخ عبد الحميد الخنيزي، هؤلاء كانو روافد الشّعر النّجفي، هذه المدرسة النّجفية الّتي ضمت من عشرين إلى خمس وعشرين ألف رجل دين من مختلف أصقاع العالم الّذين أتوا لينهلوا من معين النّجف الأشرف علمًا وأدبًا، والنّجف لم يميّز بين أحد، فكل من سكنه هو نجفي ابن النّجف، وقل ما تعرف أن الّذي أمامك هو من دولة أخرى ولا أحد يسأل أصلًا".
وقد أشار إلى مشاراكاته في العديد من المسابقات الشّعرّية، حيث كان جلّ قصائده في مدح أهل البيت (ع)، ومنها مشاركته في المهرجان الشّعري الّذي أقامه السّيد محمد بحر العلوم بمناسبة ولادة الإمام الحسين (ع) بالنجف الأشرف الّذي تربّى في حضنه ونهل من علمه، وكان له هذا المطلع الشّعري يومها:
عراق أنت في ثغري نشيدُ
ومجدك أوحد وتر فريدُ
ومن ذكراك أجلو ألف لحن
أغنيه فيسكرني القصيدُ
عراق الرّوح يا وطنًا مفدّى
ويا نجفًا به تثوي الجدود
الشّعر خبز النّاس
وبعد أكثر من ربع قرن من النّتاج الفكري والشّعري الرّاقي، يحدّثنا السّيد هاشم عن بداياته الشّعريّة في النّجف، ومدى تأثّره بالشّعر النّجفي الأكثر واقعيّة، الّذي لم يغرق في الحداثة البعيدة عن المجتمع والنّاس. فيقول: "وأنا فهمت الشّعر رسالة على أنّه كما يقال خبز النّاس وليس شعر المترفين. وقد حاولت على منوال الشّعر العباسي، أن أقدم الشّعر السّهل الممتنع حيث يبذل الشاعر الكثير ليفهمه الإنسان البسيط والأديب، وهكذا ومن بعد 25 سنة فإنّ الإنسان يتطوّر في ميدان الشّعر وتدوير زواياه".
وفي مقاربة بين الأمس واليوم، لفت السّيد هاشم إلى أنّ الشّعر أيّام النّجف كان في أجواء من الحرّية والوضوح، وقد تأثر به شعراء كبار من الخارج، أمثال البستاني وجورج جرداق وبولس سلامة من لبنان، والشّاعر أحمد شوقي الذي كان يثني على الشّعر النجفي وهو الذي تأثّر بالشعر الحلّي خصوصًا المنسوب إلى الشاعرين "السيّد حيدر الحلّي وجعفر الحلّي" فهو عندما سمع قصيدة السّيد جعفر في رثاء الإمام الحسين قال "هذا هو الشّعر"! لكن اليوم بعض الشّعراء اتجه إلى الرّمزيّة خوفًا من الخوض في السّياسة، وبعضهم استهواه أن يتحرر من وزن الشعر وقافيته فكتب أي كلام ظنًّا منه أن النّاس لا تقرأ أو لا تميّز بين الغث والسمين.
ملتقى ابن المقرّب
ومن بعدها طرحنا عليه سؤالًا في ما خصّ المحطّة الألمع في مسيرته الشعريّة الحافلة بالإنجازات فكان ردّه: "لا شكّ أن البدايات جميلة، والعراق محطّة غذّتني بالشّعر الجميل، ولكن الآن لدي محطة جميلة فقد أنشأنا ملتقى أدبيًّا باسم ملتقى ابن المقرّب أحد شعراء الأحساء الكبار، والمنتسبون إليه ينشدون في حاضرة الدّمام الحالية، ونخوض في شتى أنواع الشعر العربي، ونحن ندعى إلى مهرجانات ثقافية داخل البلاد وشاركنا مع النادي الأدبي، أمّا خارجيًّا فقد شاركنا في مهرجانات في الكويت ومصر ونأمل أن تفتح لنا جميع أبواب العالم العربي لنكون مؤثرين ومتأثرين نحمل آماله وأحلامه. وكما أنّنا عقدنا مسابقات شعرية في أمير المؤمنين عليه السلام في السّت سنوات الماضية وجمعنا هذا الشّعر في كتاب "فراشة على كتف الغدير" من ثلاثة أجزاء قاربت الألف صفحة من الشّعر في مديح الإمام علي (ع) بأسلوب راقٍ جدًّا".
ماذا عن المواهب الواعدة
وبصفته أحد مؤسّسي ملتقى ابن المقرب الأدبي إضافة إلى ملتقى الكوثر الأدبي في القطيف، الّذي أقام مؤخّرًا مسابقة "رئة الوحي"، أثنى السّيد هاشم على مواهب شعريّة عالية لدى بعض المنتسبين أمثال "حسين آل عمّار، وعلي الشّيخ، وعلي البحراني"، الذين تميّزوا بالشّعر النبطي والفصيح، وحتى أنّ بعضهم كان ينظم الشّعر بالأسلوبين. وعن مسابقة أفضل ديوان ولائي في أهل البيت (ع) ذكر لنا السّيد هاشم تألّق الشاعر العراقي"شاكر الغزي" والشاعر "محمد آل قرين" من القطيف.
وختامًا كان سؤالنا عن السّبب الكامن وراء عدم إصدار ديوان خاص به يحوي عصارة سنين من الشّعر، فردّ قائلًا: "في الحقيقة لدي ما يملأ ديوانين، وإن شاء الله أنا بالحقيقة بالنّسبة للديوان الولائي كنت أتمنّى أن أملأ السّلسلة الذّهبية لجميع الأئمّة (ع) وبقي لدي ربما إمام أو إمامان لم أقل فيهما شعرًاً وأنا أخجل أن أطبع ديوانًا مثلًا عن ثلاثة عشر معصومًا من أصل أربعة عشر، فقررت أن أكملهم جميعهم أفضل. وأنا إن دعيت إلى أحد اللّقاءات الولائيّة لا أتأخر في قراءة قصائد منه خلال أيّام السّنة، وأعتبر تلبية هكذا دعوات واجبًا علي".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان