لقاءات

فاضل المتغوي: تقاسيم الوجه عالم كبير وشمسه العين ولكل تقسيمة ديوان شعر


نسرين نجم ..

لأنه أحب العدسة بإخلاص وتفان بادلته الوفاء والمودة عبر حصده للعديد من الألقاب والجوائز العربية والدولية، فقد حصل على لقب EFIAP من الفيدرالية الدولية لفن التصوير فياب، ولقب PPSA من الجمعية الإمريكية ، ولقب أفروديت مع التيجان 4 من الاتحاد الدولي للتصوير GPU وهو عضو كل من الاتحادات PSA: GPU, FIAP، إنه المصور الدولي البحريني فاضل المتغوي الذي أجرينا معه هذا الحوار:


* صناعة الصورة:
بدأ الأستاذ فاضل المتغوي مشواره في عالم التصوير: "من بداية التسعينات ولكن اتجهت إلى مجال الرسم وذلك أيام دراستي الجامعية وبعد التخرج والعمل في الألفية وتحديدًا عام 2012 رأيت نفسي أعود لهوايتي السابقة والدخول لها بشغف كبير ولم أرَ هذا الاختلاف الكبير بين أساسيات الرسم والتصوير وذلك للخروج بعمل قوي فكرة ومعالجة، فالرسام يمزج الألوان ومعالج الصور الرقمية يمزجها في برامج المعالجة".


وحول ما إذا كان يؤمن بأن المصور هو من يصنع الصورة وكيف يكون ذلك؟ أجاب: "نعم بكل تأكيد هو من يصنع الصورة من خلف الكاميرا، فالأمر يحتاج إدارة فقط، ومن يملك فكرًا فنيًّا بإمكانه الخروج بأجمل الأعمال باستخدام كاميرا بسيطه فالإحساس والرؤية الفنية هما المرتكز وليس شيئًا آخر". ثم سألناه: كيف يمكن للصورة أن تكون رساليّة ذات قضية؟ فأجاب: "لاتوجد حقيقة صور عشوائية ومن يلتقط شيئًا لا بد بأن هناك أمرًا أوقفه لالتقاطه، ولكن تختلف المقدرة بإخراج ذلك الشيء للمتلقي أو اإصال تلك الرسالة بوضوح، ويعود هذا لاختلاف خبرة المصور وفكره، والصورة هي شاهد على الأحداث ويمكن لصورة أن تحل الكثير وتثير الرأي العام للالتفات لذلك الحدث أو الموضوع".


البعض من المصورين يلتقط الصور تبعًا لموضة "ما يريده المشاهد" فهل هذا الأمر ينعكس على الفنان الفوتوغرافي فاضل المتغوي: "أنا ضد هذا الموضوع وقد طرحته على حسابي بالفيس بوك، فالأعمال تمثل المصور وهي انعكاس لما فيه، وعليه أن يخرج ذلك الإحساس بأعمال تمثله وليس ما يريده الآخرون، ولا ضير في الاختلاف أو عدم استحسان البعض لها فهذا أمر طبيعي".
والصورة بالنسبة إليه لا صلاحية محددة لديها: "هي اليوم تعتبر توثيقًا وشاهدًا كما أسلفت عن أحداث تأريخية وتجد الكثير منها في متاحف العالم كإرث عالمي ومثال على ذلك صور الحروب العالمية وماضي الدول وهي توثيق للتراث والعادات فعندما نريد مثلًا الرجوع لأكثر من 150 عامًا نجد صورًا تعلمنا ما هي تلك الحقبة الزمنية".


* تقاسيم الوجه أبيات شعرية:
هناك من يجد بأن اللونين الأبيض والأسود يعطيان للصورة رونقًا جماليًّا خاصًّا وهناك من يتجنبهما، أما بالنسبة للأستاذ فاضل : "الصور الأحادية هي شغفي ولها مكان خاص في قلبي ودائمًا أنظر للأعمال بالأسود والأبيض قبل النظر إليها بالألوان والصور، أي الأحادية، هي صور تنطق بالإحساس بعيدًا عن بهرجة الألوان هذا النوع من التصوير الأسود والأبيض يرسل الرسائل بشكل أسرع من بالألوان ولا أقول بأن الصور الملونة ليس بالإمكان الخروج برسائل منها ولكن بالحقيقة أميل إلى الصور الأحادية أكثر".


أما الذي يجذب عدسته لالتقاطه: "المشاعر هي التي تجذبني ولكل صورة قصة تحكى ويكفي أن ينظر الإنسان إليها فالتفاعل لا إرادي وهو أمر جاء بالفطرة لإحساس الإنسان بأخيه الإنسان بعيدًا عن دينه ومذهبه وجنسيته". لذا وانطلاقًا من هذا نراه يركز على الوجه وتقاسيمه: "تقاسيم الوجه هو عالم كبير وشمسه هي العين ولكل تقسيمة ديوان شعر به أبيات يكتبها الناس باختلاف مشاربهم الفكرية فالصور لها قراءات متباينة من شخص لآخر".


بالانتقال إلى حال الفوتوغرافيين في العالم العربي يقول: "العالم العربي بخير وأنا من الأشخاص الإيجابيين في الساحة الفوتوغرافية واليوم عند النظر للإنتاج الفني العربي والكم الهائل وأيضًا عندما ندقق  في الكيف نرى مدى تطور المصور العربي فكريًّا وتقنيًّا في هذا المجال وهو يضاهي وينافس اليوم الأسماء الكبيرة في الغرب، نعم ينقصنا الكثير وبالأخص الاهتمام والمساندة والدعم من الجهات الحكومية في الوطن العربي ومن المؤسسات الفردية الخاصة فهي ما زالت مقصرة ولم تعرف بعد عمق هذا المجال وقيمته".


وعن مشاريعه الحالية والمستقبلية: "ما زال النشاط والعمل للخروج بأعمال جديدة ومغايرة قائمًا وأيضًا هناك رحلات فوتوغرافية قادمة تتضمن ورشًا ومحاضرات لنشر الوعي الفوتوغرافي، والمعارض الشخصية هي واحدة من الأنشطة التي أعمل عليها وأيضًا هناك قناة باليوتيوب سأقوم بنشرها قريبًا سيكون عبارة عن محتوى تعليمي سأطرحه في حلقات أسبوعية".


بالختام يتوجه بنصائح لمن يرغب بدخول هذا العالم: "الفوتوغراف هو أحد تلك الأساليب التي يمكن من خلالها نقل ما يحس به الإنسان وهو كالمرآة تمامًا وهو أحد الفنون مثله كمثل الرسم والمسرح والشعر .. الخ وهو عالم جميل جدًّا وسهل وعلى من يريد الدخول فيه أن يتعلم ويأخذ بطريق المعرفة بابًا لصعود درجات على سلم النجاح ولا ننسى هنا الشغف والطموح فهما المحركان له. وبالمثابرة والتصوير بشكل شبه يومي يتمكن المصور من الحصول على الخبرة وصقل موهبته بعد التعرف على الكاميرا التي بين يديه وأخيرًا عليه بنشر أعماله وعدم الخوف من النقد".