بعيدًا لأنّ الغيبَ لا أفق يُمسِكُه قريبًا لأنّ الوحي لا قلبَ يدرِكُه توضأ بالأحلام حتى تناثرت

يا شاطئ الوجد خان القلب زورقه ولم يكن غيره للحزن أطلقه لي دمعة كلما فارت على جهة يرسو بها زورقي المكسور تغرقه

أذن الحزن أم أقام البكاء أم دعتنا لفرضها كربلاء؟! أزف الدمع إنما الموعد العشر

خِصْبُ الجِراحِ وشَتْلاتُ السَّمَاواتِ كانتْ تَوَابِيْتُهُمْ كالمِزْهَرِيَّاتِ كانتْ حَدَائِقُهُمْ تحتَ العُرُوقِ وفوقَ الغيبِ تَحْرُسُ مِحرَاثَ القِيَامَاتِ

يَا نَاحِتَ الضّوءِ فِي عُمْقِ المُنَاجَاةِ مُذْ دَمْعَةُ الْحُزْنِ صَلّتْ فِي جِرَاحَاتِي دَهْرِي يَنُوحُ وَيَا لَلْحُبِّ مُنْكَسِرًا

لم يلتفت كان يمشي دون أن يقفا ليكملَ الدرب لكن المدى انتصفا! أشاح عن صورةٍ في الرملِ

أَناعِيَ قَتلى الطَّفِّ لا زِلتَ ناعِياً تُهيجُ على طولِ اللَّيالي البَواكِيا أَعِد ذكرَهُم في كَربَلا إنَّ ذكرَهُم طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجلِّ فؤادِيا

تَأَوَّهَ قَلبي والفؤادُ كَئيبُ وأُرِّق نَومي فالسُّهادُ عجيبُ فمَنْ مُبلغٌ عنّي الحسينَ رسالةً وإنْ كَرِهَتْها أنفسٌ وقلوبُ

عِـشْ في زَمانِكَ ما اسْتَطَعْتَ نَبيلا وَاتْـرُكْ حَـدِيثَكَ لـلرُّواةِ جَـميلا لا غَـرْوَ إِنْ طَـوَتِ الـمَنِيَّةُ ماجِداً كـَثُرَتْ مَـحاسِنُهُ وَعـاشَ قَـليلا

وَيَوْمَ «الغَديرِ» اسْتَوْضَحَ الحَقُّ أَهْلَهُ بِضَحْياءَ لا فيها حِجابٌ وَلا سِتْرُ أَقام رَسولُ اللهِ يَدْعوهُمْ بِها ليَقْرَبَهُمْ عُرْفٌ وَيَنآهُمْ نُكْرُ

وَكانَ عَنْها لَهُمْ في «خُمّ» مُزْدَجَرٌ لَمّا رَقَى أَحْمَدُ الهادي عَلى قَتَبِ وَقالَ وَالنّاسُ مِن دانٍ إِلَيْهِ وَمِنْ ثاوٍ لَدَيْهِ وَمِنْ مُصْغٍ وَمُرْتَقِبِ:

لِذَلِكَ ما [لمّا] اخْتارَهُ رَبُّه لِخَيْرِ الأَنَامِ وَصِيّاً ظَهِيرا فَقَامَ بِخُمٍّ بِحَيْثُ الغَديرُ وَحَطَّ الرِّحالَ وَعَافَ المَسِيرا