لا ريب في أنّ الله سبحانه -على ما ينادي به كلامه- إنما يدعو عبده إلى الإيمان به، وعبادته بالإخلاص له والاجتناب عن الشرك، كما قال تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾

يقول الله تبارك وتعالى (الأعراف/180): ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ

رُوي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لمّا نظر – يوم بدر - إلى كثرة عدد المشركين وقلّة عدد المسلمين، استقبل القبلة وقال: «اللّهمّ انجِزْ لي ما وعدْتَني، اللّهمّ إنْ تَهْلِكْ هذه العصابَةُ لا تُعْبَدْ في الأرضِ».

قد تحدى أيضًا بعدم وجود الاختلاف فيه، قال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }

إن المراد بالقلب هو الإنسان بمعنى النفس والروح ، فإن التعقل والتفكر والحب والبغض والخوف وأمثال ذلك وإن أمكن أن ينسبه أحد إلى القلب باعتقاد أنه العضو المدرك في البدن على ما ربما يعتقده العامة كما ينسب السمع إلى الأذن والإبصار إلى العين والذوق إلى اللسان ، لكن الكسب والاكتساب مما لا ينسب إلا إلى الإنسان البتة.

من الطبيعي أن يعتمد الفكر الديني كسائر الأفكار، على مصادر كي يستلهم منها مواده وأسُسه، كما هو الحال في الفكر الرياضي لحلّ مسألة ما، فإنّه لا بدّ من الاستعانة بمجموعة من النظريات والفرضيات، لينتهي، بالنتيجة، إلى المعلومات الخاصة به.

نعم ورد في بعض الروايات أن عليًّا (عليه السلام) وعثمان بن مظعون كانا قد حرما الخمر على أنفسهما قبل نزول التحريم، وقد ذكر في الملل والنحل رجالًا من العرب حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، وقد وفق الله سبحانه بعض هؤلاء أن أدرك الإسلام ودخل فيه

قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ

الهداية من العناوين التي تُعَنْوَن بها الأفعال وتتَّصف بهالهداية من العناوين التي تُعَنْوَن بها الأفعال وتتَّصف بها؛ تقول: هَديتُ فلاناً إلى أمر كذا، إذا ذكرتَ له كيفيّة الوصول إليها؛ تقول: هَديتُ فلاناً إلى أمر كذا،

يعدّ القرآن الكريم معيشة الإنسان الناسي لربّه «ضنْكاً» وإن اتّسعت في أعيننا كلّ الاتّساع، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا..﴾ طه:124.

كيفَ يعرفُ الإمام أنّه إمام؟ (أي أنّ الإمامة قد انتقلت إليه)