يقول: مَن فطّر مؤمنًا في ليلته (ليلة عيد الغدير) فكأنّما فطّر فئامًا وفئامًا يعدّها بيده عشرة (مليون) نبيّ وصدّيق وشهيد، فكيف بمن تكفّل عددًا من المؤمنين والمؤمنات؟! وأنا ضمينة على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر.

حين يدور الحديث عن الموت، نشعر وكأنّنا نتكلّم عن نقطة مجهولة.. نحسّ وكأنّ لحظات الفرح والسّعادة في تلك اللّحظة تتّجه نحو الزّوال، وأنّنا نواجه وحش الموت!

اليوم لا نريد الكلام حول هذا الدّعاء، بل حول دعاء عرفة الخاصّ بالإمام السّجّاد (ع) الإمام الذي وصلتنا عنه تلك الأدعية المدهشة والنّيّرة، المذكورة في الصّحيفة السجّاديّة، نُقل عنه دعاء ليوم عرفة أيضًا

إذا اتّصَفنا بالتقوى وبدَت علينا مظاهرُها فليس من الضروري لـمَن يراها أن يكون مُسلمًا! يُعجَب بها.. يقول: مُنتهى الروعة! وهذا مُهمّ جدًّا.

(إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللهِ أَتقاكُم)؛ يجب أنْ يُعْلَم (عند الله) أنه أتقى، فلا يمكن الحُكم بهذه البساطة! لا تُقيِّموا الناسَ بهذه السهولة.

عليك في النهاية أن تصلحه، لا ينبغي أن يلتحق بالمدرسة بهذه النفسية. تحتاج وحدة "التقوى" (أي قولُك: احترسْ) إلى وحدتَين دراسيّتَين مُسبَقتَين وهي القيمة الوجودية للإنسان نفسه.

ما أردتُ قولَه هو إنّ محاربة النفس هي كرفع الحجر بالضبط، كرفع الأثقال تمامًا، ليس هو بالضبط، إذ لن تقول له: "لماذا تبذل كلّ هذا الجهد لرفع الأثقال؟! دعني أربطها بحبل من الأعلى، وكلّما أحببتَ، أسحَبُه من هنا فيرتفع! لماذا كلّ هذا الجهد؟!"

ولهذا تحديدًا يقال له: أنيس النّفوس، الشخص الذي إن خاطبته يضغي إليك بكلّ كيانه، إنّه أقرب شخص منّا، ونحن أقرب أناس منه، لدرجة أنّنا حين نكون في مشهده الشّريف نشعر وكأنّنا في بيتنا، ونحسّ ذات السّكينة والأمن اللّذين نحسّهما في منزلنا. والآن يوم ميلاده، ميلاد أقرب إمام إلى قلوبنا، الإمام الرّضا عليه السّلام.

يقول لله: انشغلْ بشؤونك! استعِنْ بالله. ليس من المقرَّر أن تخلّصَ أنت نفسَك، اطلُب منه أن يخلصّك، يخلّصك من أغلال الدنيا. فيبدأ بتخليصك..

المعاناة تمنح منتهى الحرّية! من دون معاناة لا تتحرّر بعضُ قوى الإنسان أبدًا. بعد المعاناة القاسية التي تعيشُها سينتعش فكرُك أكثر، كلّما في الأمر أنّ عليك أنْ تتفاعل جيّدًا مع المعاناة؛ أَقبِل عليها.. اِختَرها!

ويقولوا: يا سيّد الشهداء كنّا نهوى أن نأتيك.. ولكن تَعذَّر سلامٌ إليك من البُعدِ سلامٌ إلى سليمان العالَمِ من النَّملِ ما قاله سماحة السيد القائد من أنه ناجوا الحسين(ع) وقولوا له: كنا نهوى أن نأتيك فلم نستطع

عندما ينزل الله عليك نعمة من نعمه، يحب أن تتمتّع وتهنأ بها، إذ أنت تحتاجها وهي من رزقك.