صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
ناجي حرابة
عن الكاتب :
ناجي حرابة، شاعر من مواليد الأحساء عام 1399هـ، حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، ويعمل في مجال التعليم، شارك في كثير من المحافل الأدبيّة على الصّعيدين المحليّ والخارجيّ، وحصل على كثير من الجوائز، له مجموعة من الإصدارات الشّعريّة بينها: (غرق في نغمة عالية) و(ما رآه الأعمى) و (عثرات الكمان) و(عندما يبتسم الوجع) و(شعلة)..

الشّعر إزميلي

راحلٌ من تلَّةِ ذاتي إلى أعماق الكائنات

ممتطيًا صهوة اللّغة

محتشدًا بالأسئلة والهواجس والأحلام

أتفحّص الحياة جيداً كصائغٍ يُمعن في منحنياتِ ياقوتته

والشّعر إزميلي الذي أجاهد به من أجل كسر كلّ زائدةٍ قبيحةٍ فوق أديم الحياة

على أطراف قلبي أُحسُّ بنبضاتِ العوالم

فأنفخ في روحها من روحي

ولكنها غير مكترثة بي

آهٍ ما أثقل هواجسي! وما أضعفني! هي رحلةٌ أزليّةٌ أبدية

فمنذ أن قطَعتْ القابلةُ حبليَ السّريّ

ونذرتني أمي لطقوسِ الحب

ومضامير الطفولة

وأطلقت المقاديرُ صفّارةَ مكابداتي

وأنا في هرولة لا استراحة فيها

أنا الآن قطعت نصفَ مسافة الوجع الهامس

ولا طاقة لي على قطع النّصف الآخر

لذا سأصرخ عالياً: يا أيّتها الكائناتُ أنا الظامئُ الذي ينتظر اندلاع الغيمة

والغريق الذي ما زال يحلم بخبز أمّه السّاخن

والخَليُّ الذي بلل روحه بنبيذ الوله

عينايَ طائرانِ مهاجرانِ لم يدركا بعد شاطئ الوطن الجديد

وقلبي ذاكرةٌ مغموسةٌ في خمرةِ الحنين

وأضلاعي أقواسُ حبٍّ أصطادُ بها طرائدَ المشاعر النّافرة في بريّة العمر

لا.. لا.. لن أصرخ

بل سأتلاشى في الصمت

وسأوحي لمخيلتي بأمنيتي الأخيرة: أيتها المخيلة إن رحلتي طويلةٌ وزادي قد نفد

فامنحيني جمرةً كي أُشعل عشبَ العواطف

وأطبخَ طائر المجاز

فأنا قصيدة جائعة تتوقُ إلى وليمةٍ من جمال

ولستُ أخشى أن تكون عشائي الأخير..

أنا راحلٌ..

راحلٌ..

راحلٌ يا أمّي.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد