قراءة في كتاب

تواتر النص على الأئمة (ع)


د.عباس هاشم
كتاب "تواتر النص على الأئمة (ع)" للعلامة المحقق الشيخ محمد صنقور علي السنابسي حفظه الله.
كتاب قيّم جدًّا وفيه فوائد تاريخية ورجالية وعقدية.
من فوائد هذا الكتاب، تثبيته الاعتقاد بوجود وولادة الإمام القائم عليه السلام بشكل قاطع وبعدة طرق نقلية، وربما كل طريق وحده يكفي لتثبيت هذه العقيدة فضلًا عن الجمع بين هذه الطرق.
..في رواية تحكي حديثًا بين الإمام العسكري عليه السلام وأحد أصحابه اسمه أحمد بن اسحاق: قلت يا بن رسول اللَّه فإن غيبته المهدي- لتطول؟ قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به فلا يبقى إلا من أخذ اللَّه عز وجل عهده لولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه".

وعن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - قال : «فينا نزلت هذه الآية (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وجعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة؛ وإنّ للغائب منّا غيبتين إحداهما أطول من الأُخرى، فلا يثبت على إمامته إلاّ من قَوِيَ يقينه وصحّت معرفته ".
العلم والمعرفة من أسباب الثبات على هذا الاعتقاد، ونختصر ما ذكره العلامة صنقور في التالي:
أولًا: لقد تواتر النص على أن الأئمة اثنا عشر وكلهم من قريش..روايات كثيرة جدًّا.
ثانيًا: تواترت الروايات التي تثبت أنهم اثنا عشر أولهم الإمام علي، ثم الحسن ثم الحسين ثم تسعة من عقب الحسين، آخرهم القائم المنتظر، وهذه قد تزيد عن تسعين رواية.. ونلاحظ أن الروايات ثبتت التعاقب، أي أنهم إمام ابن إمام ابن إمام.
ثالثًا: تواترت الروايات التي تنص على أسماء هؤلاء "الاثنا عشر" واحدًا واحدًا، والتي تفيد أن آخرهم محمد المهدي وأنه ابن الإمام الحسن العسكري، وعدد هذه الروايات قد تزيد عن خمسين رواية، وهي كافية للقطع بولادته ووجوده. ولا يمكن أن يكون ابن العسكري يأتي بعد أكثر من ألف سنة.
رابعًا: إذا أضفنا لكل ما سبق تواتر النص من أن الأرض لا تخلو من حجة أبدًا، ولو خلت منه لساخت بأهلها، فسيحصل لنا القطع بوجوده عليه السلام، إذ لابد من إمام في كل لحظة من الحياة على هذه الأرض. وقد عرض الكتاب أكثر من أربعين رواية في هذا الإطار.
خامسًا: إذا أضفنا لذلك كله ما قد يزيد عن 40 رواية تنص على ولادته وإمامته بشكل خاص..فهذه وحدها تكفي لإثبات وجوده، فكيف بكل ما سبق.

لقد جمع سماحة العلامة المحقق الشيخ محمد صنقور –جزاه الله خيرًا- كل ما سبق في كتابه، وأضيف لما سبق؛ فإن من المؤيدات القوية على وجوده المبارك حصول التواتر في تشرّف المئات طيلة القرون الماضية بلقائه، وهؤلاء في قمة الورع والصدق من كبار العلماء وربما آخرهم الشيخ بهجت رحمة الله عليه، ولا مجال لتكذيبهم، بل خصّ الإمام مثل الشيخ المفيد برسائل فيها تنبيهات ونصائح مهمة، وليس تشريعات إذ لم نعلم من أحد ممن تشرّف بلقائه أنه قد أخذ عنه حكمًا شرعيًّا..
ما سبق من أدلة دامغة لا يمكن ردها ولا حتى مجرد التشكيك فيها بالتالي فالاعتقاد بوجود المهدي (ع) ضرورة من ضروروات مذهب الشيعة الإمامية.
نسأل الله الثبات، وحسن الخاتمة، ونختم تبركًا بهذه الرواية:
عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق عن أبيه الباقر عن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال :
نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا يمسك
الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة، ويخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها".
قال (عليه السلام) -كما يظهر أنه الصادق-: ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها، ظاهر مشهور، أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله .
قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟ قال : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة