من التاريخ

من سيرة الإمام الجواد عليه السلام

وُلد الإمام أبو جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام، يومَ الجمعة، في العاشر من شهر رجب سنة 195 للهجرة في المدينة المنوّرة، وقيل في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، ولكن وردت في بعض الأدعية المرويّة عن الناحية المُقدّسة الإشارة إلى أنّ ولادته عليه السلام كانت في رجب: اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِالمَوْلودَيْنِ في رَجَبٍ؛ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثّاني وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ.

اسمه الكريم: محمّد، وكُنيته المشهورة أبو جعفر؛ ويقال: أبو جعفر الثاني للتمييز بينه وبين الحديث عنه وعن الإمام الباقر عليهما السلام. وألقابه: «التقيّ» و«الجواد»، وقيل أيضاً: «المُختار»، و«المُنتجب»، و«المُرتضى»، و«القانع»، و«العالِم»، وغيرها.

والده الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، ووالدته السيّدة سبيكة عليها السلام، وسمّاها الإمام الرضا عليه السلام «الخَيزران». وكانت من أهل النُّوبَة، وهي قبائل تسكن منطقة تمتدّ على ضفّتي نهر النيل أقصى شمال السودان وأقصى جنوب مصر، ومن قبيلة مارية القبطيّة أُمّ إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكانت أفضل نساء زمانها، وقد أشار إليها رسول الله صلّى الله عليه وآله، عند تعداده أسماء الأئمّة الاثني عشر، فقال: بِأَبي ابْنُ خيرَةِ الإماءِ النُّوبِيَّةِ الطَّيِّبَة.

وأمّا كيفيّة ولادته عليه السلام، فترويها السيّدة حكيمة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام، قالت: «لمّا حَضَرَت ولادةُ الخَيزُران أدخَلَني أبو الحسن الرضا عليه السّلام وإيّاها بيتاً (أي غرفة) وأغلق علينا الباب والقابلةُ معنا، فلمّا كان في جوف الليل انطفأ المصباح، فاغتَمَمنا لذلك، فما كان بأسرعَ أن بدر أبو جعفر (الجواد) عليه السّلام فأضاء البيتَ نوراً! فقلتُ لأمّه: قد أغناكِ اللهُ عن المصباح.

فقعد في الطَّسْت، وقبض عليه وعلى جسده شيء رقيق شِبهُ النور.. فلمّا أصبحنا جاء الرضا عليه السّلام فوضعه في المهد وقال لي:  الْزَمي مَهْدَهُ.

قالت: فلمّا كان اليوم الثالث، رفع بصره إلى السماء ثمّ لمح يميناً وشمالاً، ثمّ قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ مُحَمّداً عَبْدُهُ وَرَسولُهُ. فقمتُ رَعِدةً فَزِعةً وأتيتُ الرضا عليه السّلام فقلت له: رأيت عجباً!

فقال أي الإمام الرضا عليه السّلام: وما الّذي رَأَيْتِ؟

فقلتُ: هذا الصبيُّ فعَلَ الساعةَ كذا وكذا.

قالت: فتبسّم الرضا عليه السّلام وقال: ما تَرَيْنَ من عَجائِبِهِ أَكْثَر. الثاقب في المناقب لابن حمزة: ص 504/ ح 1

وروي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال:  قد وُلِدَ شبيهُ مُوسى بنِ عِمْرانَ فالِقِ البِحارِ، فَيَبْكي عَلَيْهِ أَهْلُ السَّماءِ، وَيَغْضَبُ اللهُ تَعالى على عَدُوِّهِ وَظالِمِهِ، فَلا يَلْبَثُ إِلاّ يَسيراً حَتّى يُعَجِّلَ اللهُ بِهِ إلى عَذابِهِ الأَليمِ وَعِقابِهِ الشَّديدِ.

وفي (إثبات الهداة) للحرّ العامليّ أنّ الفضل بن سهل بعث إلى محمّد بن أبي عبّاد كاتب الإمام الرضا عليه السلام يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد عليهما السلام، فأجابه: ما كان الرضا يذكر محمّداً إلا بكُنيته، يقول: كَتَبَ لي أبو جَعْفَر.

وكنتُ أكتب إلى أبي جعفر عليه السلام وكان آنذاك بالمدينة، وهو صبيّ، وكانت كُتُبُ أبي جعفر ترِد إلى أبيه وهي في منتهى البلاغة والحُسن.

من مناقبه عليه السلام

روى العلاّمة المجلسيّ وغيره أنّ عمر الإمام الجواد عليه السلام كان تسع سنين عند وفاة أبيه، وقيل سبع سنين. ولمّا استُشهد أبوه عليه السلام كان في المدينة، وشكّ بعضُ الشيعة في إمامته؛ لصغر سنّه حتّى حجّ العُلماء والأفاضل والأشراف وأماثل الشيعة من أطراف العالم، ثمّ جاؤوا إليه عليه السلام بعد إتمام مناسكهم، فزالت شبهاتهم وشكوكهم بعد ما رأوا غزارة علمه وكثرة معاجزه وكراماته، وأقرّوا بإمامته.

وفي (عيون المعجزات) للشيخ حسين بن عبد الوهّاب، أنّه لمّا قُبض الرِّضا عليه السلام كان سنُّ أبي جعفر عليه السلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة بين النّاس ببغداد وفي الأمصار، واجتمع الريّان بن الصَّلت، وصفوان بن يحيى، ومحمّد بن حكيم، وعبد الرحمن بن الحجّاج، ويونس بن عبد الرحمن، وجماعة من وجوه الشّيعة وثقاتهم، في دار عبد الرحمن بن الحجّاج... يبكون ويتوجّعون من المصيبة، فقال لهم يونس بن عبد الرحمن: دعوا البكاء! مَن لهذا الأمر وإلى مَن نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ يعني أبا جعفر عليه السلام.

فقام إليه الريّان بن الصلت، ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له: أنت تُظهر الإيمان لنا، وتُبطن الشّكّ والشِّرك. إن كان أمره من الله، جلّ وعلا، فلو أنّه كان ابنَ يومٍ واحد، لكان بمنزلة الشّيخ العالم وفوقه، وإن لم يكن من عند الله فلو عمّر ألف سنة فهو واحدٌ من النّاس، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه. فأقبلت الجماعة عليه تعذله وتوبّخه.

وكان وقت الموسم، فاجتمع فقهاء بغداد والأمصار وعلماؤهم، وعددهم ثمانون رجلاً، فخرجوا إلى الحجّ، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام، فلمّا وافوا أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام لأنّها كانت فارغة، ودخلوها وجلسوا على بساطٍ كبير، وخرج إليهم عبد الله بن موسى (ابن الإمام الكاظم عليه السلام)، فجلس في صدر المجلس وقام منادٍ، وقال: هذا ابنُ رسول الله فمَن أراد السؤال فليَسأله.

فسُئل عن أشياء، أجاب عنها بغير الواجب، فوَرَد على الشّيعة ما حيّرهم وغمّهم. واضطرب الفقهاء، وقاموا وهمّوا بالانصراف، وقالوا في أنفسهم: لو كان أبو جعفر عليه السلام يَكْمُل لجواب المسائل، لما كان من عبد الله ما كان من الجواب بغير الواجب.

ففُتح عليهم بابٌ من صدر المجلس ودخل موفّق الخادم وقال: هذا أبو جعفر، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه، وسلّموا عليه، فدخل صلوات الله عليه... وجلس وأمسك النّاسُ كلّهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله، فأجاب عنها بالحقّ، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له: إن عمّك عبد الله أفتى بِكَيْتِ وكَيْتِ، فقال: لا إلهَ إلّا اللهُ، يا عَمُّ، إنّهُ عَظيمٌ عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقِفَ غَداً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيقولَ لَكَ: لِمَ تُفْتي عبادي بما لم تَعلَمْ، وفي الأُمّةِ مَنْ هو أعْلَمُ مِنْكَ؟.

وقد رُوي أنه عليه السلام أجاب عن ثلاثين ألف مسألة غامضة في مجلسٍ واحد أو مجالس متوالية.

وفي (دلائل الإمامة) للطبري، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السلام. قال إسحاق: فأعددتُ لي في رقعةٍ عشر مسائل لأسأله عنها، وكان لي حمل (أي كانت امرأته حاملاً). فقلتُ: إذا أجابني عن مسائلي سألتُه أن يدعو الله لي أن يجعله ذكراً، فلمّا سأله الناس قمتُ والرقعةُ معي لأسأله عن مسائلي، فلمّا نظر إليَّ قال لي: يا أبا يَعْقوبَ، سَمِّهِ أَحْمَدَ. فوُلد لي ذكرٌ وسمّيته أحمد.

شهادته عليه السلام

لمّا استدعى المأمون الإمام الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه إلى بغداد وزوّجه ابنته، مكث الإمام ببغداد مدّة، فضاق صدره من سوء معاشرة المأمون، فاستأذنه في الذهاب إلى الحجّ، فتوجّه إلى بيت الله الحرام، ومن هناك عاد إلى مدينة جدّه وبقي هناك إلى أن مات المأمون، واغتصب الخلافة بعده أخوه المعتصم. وكان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة (218 للهجرة). فلمّا استولى المعتصم على الملك، وسمع فضائل الإمام الجواد عليه السلام ومناقبه، وبَلَغَهُ غزارةُ عِلمه، اضطرمت نارُ الحسد في قلبه، وصمّم على القضاء على الإمام عليه السلام فاستدعاه إلى بغداد؛ فلمّا توجّه الإمام إلى بغداد جعل وصيّه وخليفته ابنه عليّ الهادي عليه السلام، ونصَّ على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب، وسلّم إليه كتب العلوم الإلهية والأسلحة التي كانت للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام.

وقد أخبر الإمام الجواد عليه السلام بعض أصحابه بأنّه غيرُ عائدٍ من رحلته هذه، فقد روى محمّد بن القاسم، عن أبيه قال: لمّا خرج – أبو جعفر الاِمام الجواد عليه السلام - من المدينة في المرّة الأخيرة، قال:  ما أطَيْبَكِ يا طِيبَةُ! فَلَسْتُ بِعائِدٍ إِلَيْكِ.

وبُعيد ذلك أخبر الاِمام عليه السلام أصحابه في السنة التي تُوفّي فيها بأنّه راحلٌ عنهم في عامه. فعن محمّد بن الفرج الرخجيّ، قال: كتب إليَّ أبو جعفر عليه السلام: احْمِلوا إليَّ الخُمْسَ فَإِنّي لَسْتُ آخِذَهُ مِنْكُمْ سِوى عَامِي هَذا. فقُبض في تلك السنة.

ثمّ ودّع الإمام أهله وولده، وترك حرمَ جدّه صلّى الله عليه وآله، وذهبَ إلى بغداد بقلبٍ حزين، ودخلها يوم الثامن والعشرين من شهر محرّم سنة (220 للهجرة) وقتله المعتصم في أواخر هذه السنة بالسُّمّ.

وكان قد شاع بين الناس مبلغُ علم الإمام محمّد الجواد وتصاغُرُ كبار الفقهاء والمحدّثين بين يديه، وكان أحد المؤثّرين على المعتصم قاضي قضاته أبي دُؤاد الإياديّ السجستاني. ولقد حقد أبو دُؤاد على الإمام الجواد أشدّ ما يكون من الحقد، وذلك حينما أخذ المعتصم برأيه في مسألة فقهية وأهمل آراء بقية الفقهاء، فتميّز أبو دُؤاد غيظاً وغضباً على الإمام عليه السلام، وسعى إلى الوشاية به، وتدبير الحيلة في قتله.

وبيان ذلك ما رواه زرقان الصديق الحميم لأبي دُؤاد قال: إنّه رجع من عند المعتصم وهو مغتمّ، فقلت له في ذلك..

قال: إنّ سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، وقد أحضر محمّد بن عليّ (الجواد)، فسألنا (المعتصم) عن القطع؛ في أيّ موضعٍ يجب أن يُقطَع؟

فقلت: من الكرسوع لقول الله في التيمّم: ﴿..فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ..﴾، واتّفق معي على ذلك قوم. وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق.

قال: وما الدليل على ذلك؟

قالوا: لأنّ الله قال: ﴿.. وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ..﴾.

قال: فالتفت إلى محمّد بن عليّ (الجواد) فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟

قال: قد تكلّمَ القَوْمُ فيه..

قال: دعني ممّا تكلّموا به، أيّ شيءٍ عندك؟

قال: اعْفِني مِنْ هَذا...

 قال: أقسمتُ عليك بالله لمّا أخبرتني بما عندك فيه.

فقال: إِذا أَقْسَمْتَ عَلَيَّ بِالله إِنّي أَقولُ: إِنَّهُمْ أَخْطأوا فيهِ السُّنَّة، فإنَّ القَطْعَ يَجِبُ أنْ يَكونَ مِنْ مَفْصِلِ أُصولِ الأَصابِعِ فَيُتْرَكَ الكَفُّ.

قال: لِمَ؟

قال: لِقَوْلِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: السُّجودُ على سَبْعَةِ أَعْضاء: الوَجْهِ واليَديْنِ والرُّكبتَيْنِ والرِّجْلَيْنِ، فإذا قُطِعَتْ يَدُهُ مِنَ الكُرْسوعِ أوِ المِرْفَقِ لم يَبْقَ له يَدٌ يَسْجُدُ عَلَيْها، وَقالَ اللهُ تَبارَكَ وَتعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ..﴾، يَعْني بهِ هذِهِ الأعْضاءَ السَّبْعَةَ الّتي يَسْجُدُ عَلَيْها ﴿..فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾، وما كانَ للهِ لَمْ يُقْطَعْ.

قال: فأَعجب المعتصم ذلك، فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ.

قال زرقان: إنّ أبا دُؤاد قال: صرتُ إلى المعتصم بعد ثالثة فقلت: إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة، وأنا أكلّمه بما أعلم أنّي أدخلُ به النار.

قال: ما هو؟

قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيّته وعلماءهم لأمرٍ واقعٍ من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه، فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك، وقد حضر المجلسَ أهلُ بيته وقوّاده ووزراؤه، وكتّابه، وقد تسامعَ الناسُ بذلك من وراء بابه، ثمّ يترك أقاويلهم كلّهم، لقول رجلٍ يقول شطرُ هذه الأمّة بإمامته، ويدّعون أنّه أولى منه بمقامه، ثمّ يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء!

قال: فتغيّر لونه، وانتبه لما نبّهتُه له، وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً..

وأمّا كيفية شهادته عليه السلام، فقد وقع الخلاف فيها، لكن الأشهر أنّ زوجته أُمّ الفضل بنت المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم؛ لأنّها كانت تضمر العداء والبغض للإمام؛ حسداً منها لأُمّ الإمام عليّ النقيّ الهادي عليه السلام، فكانت دائمة الشكاية منه عند أبيها وهو لا يستمع إليها، وقد عزم بعد أن قتل الإمام الرضا عليه السلام على ترك أذى أهل بيت الرسالة عليهم السلام وعدم التعرّض لهم للحفاظ على المُلك.

وكيف ما كان، فقد نقل عن كتاب (عيون المعجزات): أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام، وأشار على ابنة المأمون بأن تسمّه؛ لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدّة غيرتها عليه، فأجابته إلى ذلك وجعلت سُمّاً في عنب رازقيّ ووضعته بين يديه.

فلمّا أكل منه ندمتْ وجعلت تبكي، فقال:  ما بُكاؤُكِ؟ وَاللهِ لَيَضْرِبنَّكِ اللهُ بِفَقْرٍ لا يَنجَبِرُ، وبَلاءٍ لا يَنْسَتِرُ. فماتت بعلّة في جوفها، حيث صار فيه ناسور (ورَم) فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلّة واحتاجت إلى الاسترفاد والاستعانة بمال الآخرين.

ثم غُسّل الإمام عليه السلام، وكُفّن ودُفن في مقابر قريش خلف رأس جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وصلّى عليه ظاهراً الواثق بالله، ولكنّ الحقيقة هي أنّ الإمام عليّ النقي الهادي عليه السلام جاء من المدينة بطيّ الأرض وتولّى أمر تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه.

ووقع الخلاف في تاريخ استشهاد الإمام الجواد عليه السلام، والأشهر أنّه استُشهد في آخر شهر ذي القعدة سنة (220 للهجرة)، وقيل غير ذلك. وكان ذلك بعد سنتين ونصف من هلاك المأمون كما قال الإمام نفسه: الفرجُ بعدَ المَأْمونِ بثلاثينَ شَهْراً. وعمره الشريف خمسٌ وعشرون سنة وبضعة أشهر. وهو أصغر الأئمّة الطاهرين عليهم السلام سنّاً.. وقد ضُبط في بعض المصادر بخمس وعشرين سنة، وشهرين، وثمانية عشر يوماً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة