السيد منير الخباز
التربية الأسرية في عالم الغرب حوافز وعوائق
الليلة التاسعة محرم 1446 هـ
المركز الإسلامي (ميشيغان)
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74]
صدق الله العلي العظيم
انطلاقاً من الآية المباركة نتحدث في هذه الليلة عن التربية المثلى، وذلك من خلال محاور ثلاثة:
1. تعريف التربية ووظائفها.
2. المدارس المختلفة حول حقيقة التربية.
3. معالم التربية الناجحة.
المحور الأول: في تعريف التربية ووظائفها
هنا عدة أسئلة نطرحها:
السؤال الأول: لماذا الإنسان بطبعه يحب النسل والأولاد؟
الإنسان بطبعه وفطرته وجبلته يحب النسل والأولاد، يحب أن يكون له بقاء ببقاء أولاده. القرآن الكريم يقول: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ﴾ [آل عمران: 14].
الإنسان كما يحب المرأة يحب أن يكون له نسل، لكن ما هو السر في ذلك؟ لماذا يحب الإنسان أن يكون له نسل وأولاد؟
حب الأولاد نابع من حب الذات. أقوى غريزة يعيشها الإنسان هي غريزة حب النفس، وغريزة حب الذات تبعث الإنسان على أن يحب البقاء، لأنه يحب نفسه يحب أن يبقى، يحب أن يعيش، ولأنه يحب أن يبقى فإنه يحب الولد والنسل.
يقول الفلاسفة الوجود قسمان: وجود حقيقي، ووجود اعتباري.
الوجود الحقيقي هو وجود الجسم، وهذا الوجود ينقضي يوماً من الأيام بالنزول إلى القبر ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ «1» حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ «2»﴾ [التكاثر: 1 - 2]. بالنزول إلى القبر ينتهي الوجود الحقيقي على الأرض.
أما الوجود الاعتباري فهو وجود أوسع من الوجود الحقيقي. الوجود الاعتباري هو وجود العنوان، مثلاً الإنسان عندما يصبح نجماً رياضياً مشهوراً، فإن الشهرة تعطيه وجوداً وعنواناً، وهذا الوجود هو وجود اعتباري. هذه العناوين: مخترع، رياضي، عالم، ممثل، شاعر، أديب، هي وجود لكنه وجود اعتباري، وهذا الوجود أوسع من الوجود الجسمي الذي ينتهي بالذهاب إلى التراب لأن الوجود الاعتباري يبقى ويستمر.
ومن الوجود الاعتباري للإنسان الأولاد، يبقى الإنسان بعد موته ويتجاوز وجوده الجسمي إلى وجود أكبر ويمتد من خلال وجود نسله وأولاده.
إذن وجود النسل هو وجود للإنسان، بقاء النسل بقاء للإنسان، فلأن الإنسان يحب الحياة والبقاء فهو يحب النسل لأن النسل بقاء له، لذلك كما أن الإنسان يخطط لوجوده الحقيقي بأن يعالج جسمه من الأمراض، ويعنى بنظافة جسمه وسلامة أجهزته وأنسجة جسده كذلك يخطط بطبعه إلى بقائه ببقاء نسله، يخطط لوجود النسل، يخطط للامتداد من خلال النسل والأولاد.
من هنا نلاحظ القرآن الكريم كيف يبين هذه النقطة بدقة، يقول: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ [الحديد: 20] أي أن الإنسان طموحه يمر بعدة مراحل، المرحلة الأولى وهي اللعب، السبع السنوات الأولى هي مرحلة اللعب، وبعد أن يتجاوز هذه السنوات الأولى يبدأ بالدخول في طموح آخر وهو اللهو، فيعيش اللهو من سبع سنوات إلى أحد عشر سنة، ينتقل من شيء لشيء، يمر بتجارب مختلفة، وألوان مختلفة، ينتقل من مرحلة اللعب إلى مرحلة اللهو. وبمجرد أن يدخل عهد المراهقة يبدأ الإنسان بالاهتمام بشكله وجماله وأناقته، كيف يظهر أمام الناس، هذه مرحلة يمر بها الإنسان لا محالة وهي مرحلة البحث عن الزينة والمظهر لأنه في عهد المراهقة يبحث عن الجماليات.
تنتهي هذه المرحلة فيبدأ في مرحلة التفاخر، الإنسان بمجرد أن يبلغ سن الأربع والعشرين يبدأ عهد المراهقة بالانتهاء ويدخل في مرحلة التفاخر، أنا ابن فلان، أنا عندي الشهادة الفلانية، أنا عندي وظيفة، أنا عندي مركز، أنا لي أثر، أنا لي فكر. يبدأ في مرحلة التفاخر.
وإذا تعدى هذه المرحلة وهي مرحلة التفاخر وأصبح في سن الأربعين أو قريبًا منها، وعندما يشعر بأن العمر قد انقضى وأنه لن يعيش الكثير، على أكثر التقادير ذهب نصف العمر، فيضمن بقاءه في الحياة الدنيا بالتخطيط للأولاد، أن يبقى ببقاء الأولاد، لأنه يعتقد أن بقاء الأولاد هو بقاء له وبقاء لذكره، إذن الآية فعلاً تتحدث بشكل دقيق عن مسيرة الإنسان وطموحه وسعة أفقه.
إذن بقاء الإنسان ببقاء النسل، لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الطور: 21]. إذا كنت مؤمناً وفي يوم القيامة كان لك مقام في الجنة أعلى من أولادك فإن الله سبحانه إكراماً لك يلحق أولادك المؤمنين بك.
السؤال الثاني: ما هو الفرق بين التربية والتنمية؟
مصطلحان في علم النفس الاجتماعي: التربية، والتنمية.
فالتربية هي التكيف مع المحيط، كيف يتكيف هذا الجنين بعد خروجه من بطن أمه؟ كيف يتكيف مع مجتمعه وأسرته وبيئته؟ التكيف مع الأسرة والمحيط هو عبارة عن التربية، والتربية هي وظيفة الأب والأم. بينما التنمية هي التعليم؛ نقل المعلومة من عقل إلى عقل آخر، أي أن وظيفة المعلم في المدرسة هي التنمية، لأنه ينقل المعلومات من عقله إلى عقل التلميذ. والتربية والتنمية لا يفترقان.
مرحلة التفكير عند الإنسان تمر بدرجات، أربع مراحل للتفكير ينمو بها الإنسان إلى أن يصل إلى أرقى درجات التفكير، وهي: التفكير الحركي، التفكير اللغوي، التحرر من الأنا، التفكير المجرد.
- المرحلة الأولى: التفكير الحركي
الطفل خلال السنتين الأوليتين يفكر فقط كيف يتحرك، كيف يحرك يده، كيف يحرك فمه، كيف يحرك رجله. هذا التفكير يسمى بالتفكير الحركي.
- المرحلة الثانية: التفكير اللغوي
بعد هذين العامين يبدأ بالتفكير اللغوي، يتقن اللغة، يتقن الأداء، يتقن التعبير عما في نفسه وقد يستمر إلى سبع سنوات في التفكير اللغوي.
- المرحلة الثالثة: التحرر من الأنا
إذا وصل الإنسان إلى عمر أحد عشر سنة يبدأ بالتحرر من الأنا، قبلها هو في الأسرة يتكل على الوالدين والأسرة في جميع أموره، يعيش أجواء الأسرة بما لها من أجواء سعيدة أو شقية. عندما يدخل الولد مرحلة المراهقة يتحرر من الأسرة، ويتحرر من الأنا، يبدأ بالبحث عن أصدقاء، يبدأ بالبحث عن آراء، يبحث عن مواقف، وينشغل بذلك لفترة.
- المرحلة الرابعة: التفكير المجرد
إذا وصل إلى عمر خمسة عشر سنة، بدأ بالتفكير المجرد، التفكر خارج الصندوق، مستقبلي ما هو؟ تخصصي ما هو؟ كيف أكون نجمًا؟ كيف أكون رياضيًا؟ كيف أكون عالـمًا؟ كيف أكون مخترعًا؟ ماذا عندي؟ ماذا أعطي؟ يبدأ بالتفكير المجرد ويتجاوز محيطه وبيئته، أن يتجاوز الصندوق. هذا التفكير المجرد قد يبقى مع الإنسان إلى أربعين سنة ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف: 15].
بما أن الإنسان يمر بهذه المراحل الأربع إذن هو يحتاج إلى تربية وتنمية، يحتاج إلى تربية وتعليم في كل مرحلة. فالتربية والتنمية لا ينفصلان، تربية بدون تعليم لا تقوم عليها الشخصية، وتعليم بدون تربية لا تقوم عليه الشخصية أيضاً. الشخصية الناجحة المتطورة هي التي تعتمد على جناحي التربية والتنمية، لذلك عندنا آيتان من القرآن:
الآية الأولى قوله تبارك وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة: 2]. التزكية هي التربية، والتعليم هو التنمية، والآية قدمت التربية على التعليم.
الآية الثانية قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 129]. في هذه الآية جاءت التزكية بعد التعليم، وكأنه يريد أن يقول: لا تعليم إلا بتربية، ولا تربية إلا بتعليم، كل منهما يفتقر للآخر، كل منهما يحتاج إلى الآخر، هما مقترنان ومتلازمان، ليرشدنا إلى افتقار كل منهما إلى الآخر وارتباطهما ببعضهما.
السؤال الثالث: ما هي وظائف وآثار التربية؟
قلنا إن التربية هي التكيف مع البيئة والمحيط، وآثارها: نقل المشاعر، نقل التجارب، ونقل العلوم والمعارف.
- الأثر الأول: نقل المشاعر
يقال في علم الاجتماع إن العلاقة قسمان: علاقة نفوذ، وعلاقة تواصل. هناك فرق بين علاقة الجندي بالمدرب، وعلاقة الطفل بالأم. علاقة الجندي بالمدرب ليس فيها عواطف ولا مشاعر، المدرب يأمر والجندي يمتثل، وتسمى هذه العلاقة بعلاقة نفوذ. بينما علاقة الطفل بأمه كلها حنان ومشاعر، الأم تنقل إلى الطفل حباً وحناناً، وليس أحدٌ أقرب منها للإنسان، أقرب مخلوق إلى الإنسان أمه وهي أكبر مؤثر عليه، لأن الأم تستلم هذا الطفل منذ خروجه من رحمها وتبدأ بتعليمه الأكل والشرب، تعلمه اللغة، تعلمه الآداب، وفي نفس الوقت، تنقل عبر التعليم مشاعرها وحنانها وعطفها، وتجعل هذا الطفل مستقرًا نفسياً، يعيش طاقة من الحنان والرأفة، فيعيش استقراراً في شخصيته ويعيش سكوناً في وجوده، كل ذلك ببركة أمه. لذلك يقول القرآن: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14].
وورد عن الرسول محمد، قيل له يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك.
وفي حديث عن الرسول يقول: أحق إنسان على المرأة زوجها، وأحق إنسان على الرجل أمه.
لابد أن يُعنى بهذا المخلوق الذي عني بتربيته وأسبغ عليه المشاعر والعواطف. فإذن التربية أول أثر لها أنها تنقل المشاعر؛ لأن علاقة الطفل بأمه علاقة تواصل وليس علاقة نفوذ.
- الأثر الثاني: نقل التجارب
التربية وسيلة لنقل التجربة. الأب يقدم تجاربه لأولاده لذلك ورد عن الإمام علي في يوم صفين، وقد كانت حرباً طاحنة مات فيها المئات، والإمام علي في هذه الحرب يحتاج إلى قوة عسكرية تسانده ويحتاج إلى رأي لذلك قال الإمام علي يوم صفين: رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام.
أي أحب أن يصبح لدي ممن لديهم تجربة في القتال، ويمتلكون التجربة فإنهم أكثر تأثيرًا في مسيرة الحرب من قوة الشباب وحماسهم، رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام.
إذن الجيل الأول ينقل إلى الجيل الثاني تجاربه وخبراته، فالتربية تنقل التجربة.
- الأثر الثالث: نقل العلوم والمعارف
التربية تزرع الأخلاق والفضائل. هناك في علم التربية يقال إن منهج التربية نوعان: ظاهر ومستتر. المنهج الظاهر هو أن يأتي الأب ويتكلم وينصح بالقول، أما المنهج المستتر فهو سلوك الأب ولا يحتاج فيه أن يتكلم ويوجه، سلوكه يؤثر على أبنائه. الأبناء إذا رأوا الأب يصلي اكتسبوا منه حب الصلاة، الأبناء إذا رأوا الأب إنسانًا عادلًا في تعاملاته يكتسبون العدالة، الأبناء إذا رأوا الأب إنسانًا يصر على الطاعة والبعد عن المعصية، يكتسبون منه الإصرار على الطاعة. سلوك الأب يربي، ويسمى منهجًا مستترًا، يربي من حيث لا يتكلم، ورد عن الإمام الصادق : ”كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم“.
مارسوا التربية المستترة، مارسوا المنهج المستتر، وقد قال القرآن الكريم في حق النبي محمد: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
المحور الثاني: المدارس المختلفة حول حقيقة التربية
هناك ثلاث مدارس في بيان حقيقة التربية: المدرسة الطبيعية، المدرسة البرغماتية، المدرسة الدينية. ومجلة عالم المعرفة تنقل عن هذه المدارس، وهي:
- المدرسة الأولى: المدرسة الطبيعية
روسو لديه منهج في التربية، يقول: التربية هي أن تترك الولد على طبيعته، لأن العبث بالطبيعة يحول الطبيعة إلى دمار. عندما صار الإنسان يعبث بالطبيعة من خلال الأسلحة النووية، ومن خلال مخلفات المصانع الكيميائية بدأ يشعر بأثر العبث بالطبيعة. ظاهرة الاحتباس الحراري بدأت تهدد كثيراً من مرافق الحياة. العبث بالطبيعة يحول الطبيعة إلى دمار، لذلك روسو يقول حتى الطفل لكي ينجح اتركه على طبيعته لا تعبث به، الطفل يولد وعنده ميول ونزعات وغرائز، اتركه كما هو، حاول أن تكتشف ميوله فقط، ثم ساعده على إشباع ميوله ونزعاته. أي أن الطفل يعلم أبويه أن له نزعات وميولًا، وأن على الأبوين أن يشبعا هذه الميول والنزعات، هذه هي التربية الحقيقية، ترك الطفل وطبيعته.
- المدرسة الثانية: المدرسة البرغماتية
جون ديوي يقول عن التربية: التربية هي زرع المثل المجربة. باعتقاده أنه لا يوجد مُثُل حقيقية، المثل تثبتها التجربة، نقرأ تجارب الآخرين ونرى كيف علموا أولادهم، ما هي المثل التي نجحت مع الأولاد لنستفيد منها، التربية هي أن تعلم الطفل القيم والـمُثُل التي جُربت لأن التجربة هي خير دليل على نفع المثل وعلى مدى تأثيرها.
- المدرسة الثالثة: المدرسة الدينية
هذه المدرسة تقول: لا ينبغي أن يُترك الطفل وطبيعته كما تقول المدرسة الأولى، ولا يمكن أن نعتمد على التجربة في اصطياد الـمُثُل ومعرفة المؤثر منها كما تقول المدرسة الثانية، بل هناك قيم ومثل فطرية علينا أن نربي الطفل عليها، علينا أن نزرعها في روح الطفل.
ذكرنا في الليالي السابقة أن الطفل يولد ولديه قيم، الإنسان ولد وعنده فطرة يذكرها القرآن الكريم في قوله: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30].
الفطرة هي عبارة عن وجود للفضيلة في عمق النفس، هي عبارة عن تأصل للقيم والمثل في عمق النفس، وهي الفطرة التي قال عنها تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا «7» فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا «8»﴾ [الشمس: 7 - 8].
إذن التربية هي إحياء الفطرة، إحياء تلك المثل والقيم الفطرية وتجسيدها إلى سلوك هو التربية.
ربما يقول إنسان ما هو الدليل على أن هناك قيمًا فطرية ومثلًا؟
عندنا دليلان: دليل استقرائي، ودليل وجداني.
- الدليل الأول: الدليل الاستقرائي
استقرأ كل المجتمعات العقلائية وفي كل زمن، استقرأ القوانين كلها تجد أن كل العقلاء وكل المجتمعات متفقة على قيم، لا يوجد مجتمع غير متفق مع الآخر على القيم، كل المجتمعات تؤمن بالعدالة، وتؤمن بأن الظلم أمر قبيح، كل المجتمعات تؤمن أن الصدق في حد ذاته فضيلة وأن الكذب رذيلة، كل المجتمعات تؤمن بأن الإحسان إلى المحتاج فضيلة. كل المجتمعات تؤمن بأن حفظ النظام هو أمر ضروري لأن حفظ النظام يعني حفظ الأعراض والأنفس والأموال، وهو أمر ضروري. إذن هناك قيم متفق عليها، وهذه القيم المتفق عليها بين المجتمعات العقلائية كلها دليل على أن هذه القيم مخبوءة في فطرة الإنسان، وكامنة في فطرته منذ ولادته لذلك اتفقت عليها المجتمعات العقلائية، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ [النحل: 90].
- الدليل الثاني: الدليل الوجداني
يقال في علم الأخلاق إن اللذة لذتان: لذة حسية، ولذة عقلية. واللذة العقلية أقوى من اللذة الحسية، واللذة في ترك اللذة.
لذة الطعام، ولذة الجنس، ولذة الرائحة الطيبة، ولذة الجمال، كلها لذائذ حسية، لكن هناك لذائذ عقلية، مثلاً تعرض عليك مسألة رياضية تحتاج إلى حركة وتفكير بمجرد أنك تفكر وتحدس بالمسألة تحصل عندك لذة عقلية، واللذة العقلية أقوى من اللذة الحسية لذلك الإنسان إذا صار بين طريقين بين الشهوة والعقل، والشهوة تدعوه إلى اللذة الحسية، والعقل يدعوه إلى اللذة العقلية، مثلاً إنسان ابتلي بعلاقة غير مشروعة وصار بين نارين، بين أن ينسجم مع غريزته ليحرز اللذة الحسية، وبين أن يستمسك ويعتصم بعقله فيحرز اللذة العقلية، إذا ترك اللذة الحسية وانتصر على شهوته سوف يشعر بلذة أعظم من تلك اللذة التي سيحصلها لو أنه استرسل مع شهواته، لذلك يقال: اللذة في ترك اللذة. أي أن اللذة العقلية في ترك اللذة الحسية. من هنا يشعر الإنسان بوجدانه بلذتين: إذا فعل فعلاً عادلاً شعر بلذة، إذا ساعد اليتيم، إذا أنعش الفقير شعر بلذة، هذه اللذة الوجدانية هي اللذة العقلية، وجود هذه اللذة يدل على أن الإنسان بفطرته عنده قيمة للعدالة، وعنده قيمة للصدق، وعنده قيمة للإحسان لذلك يشعر بلذة هذه الأعمال عندما يصنعها ويمارسها.
المحور الثالث: معالم التربية الناجحة وملامحها
كل إنسان يهدف إلى تربية أبنائه، والتربية الناجحة لها خمسة أبعاد: البعد العقلي، البعد النفسي، البعد الجمالي، البعد الاجتماعي، والبعد الروحي.
- البعد الأول: البعد العقلي
علّم ابنك أن يفكر. التعليم في الدول العربية كله تلقين ولا تفكير فيه، يعتبرون الطفل برميلًا لتعبئة المعلومات ولذلك يخرج بعد اثني عشر عامًا من الدراسة وليس لديه قدرة على التفكير ولا أن يتخذ رأيًا صائبًا لأنه لم يُعلّم على أن يفكر. علِّم ابنك كيف يفكر، علم ابنك كيف يتأمل في المعلومات التي يسمعها، يقول القرآن الكريم: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ «17» الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ «18»﴾ [الزمر: 17 - 18].
- البعد الثاني: البعد النفسي
اجعل عند ابنك طموحًا لا أن يعيش شخصية انهزامية، الطموح يعني أن ابنك يخطط لمستقبل أفضل، الطموح يعني أن ابنك يخطط لتخصص ممتاز، علّم ابنك أن يصنع له مستقبلاً راقياً، أن يخطط لحياته ولمستقبله، ليكن عنده طموح، يقول القرآن الكريم: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2].
خطط للأحسن ولا تكتفِ بالحسن، ورد عن الإمام الكاظم : ”من تساوى يوماه فهو مغبون“.
- البعد الثالث: البعد الجمالي
كل إنسان لابد أن تكون له موهبة، إنسان لديه موهبة الفن، وآخر لديه موهبة الرياضة، وغيرهما لديه موهبة الخطابة، وآخر لديه موهبة التعليم. كل إنسان لابد أن تكون لديه موهبة، اكتشف موهبة ولدك وعلمه كيف ينمي موهبته وملكته وطاقته على الإبداع والعطاء، حاول أن تحيي مواهبه وطاقاته، ورد عن الرسول محمد : ”علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل“.
علمه موهبة، علمه أن يتقن صنعة، علمه أن يتقن شيئًا يفيد فيه مجتمعه، ويفيد أمته، المهم أن تحيي هذا البعد الجمالي في نفسه.
- البعد الرابع: البعد الاجتماعي
علِّم ابنك كيف يعيش الأدب مع الآخرين. الإمام أمير المؤمنين علي كان يوصي ابنه الإمام الحسن وما نقل من وصاياه للحسن أكثر مما نقل عن الحسين عن أبيه وأمه، باعتبار أن الإمام الحسن هو الولد الأكبر. يقول الإمام علي لابنه الحسن: ”إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، كلما ألقي فيها شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك وينشغل لبك“.
ولذلك الإمام علي يفتخر بابنه الإمام الحسن، يقول: ”وجدتك بعضي بل وجدتك كلي، حتى لو أن شيئًا أصابك أصابني“.
وورد عن النبي محمد (ص) : ”لاعب ابنك سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعًا ثم اترك الحبل له على الغارب“.
في السنين السبع الأولى العب مع ابنك، وأما في السبع الثانية فعلم ابنك فيها الأدب، علمه كيف يتعامل مع الناس بالاحترام والتقدير، بالأخلاق والتواضع والبسمة. وبعد أن يصبح عمره أربع عشرة سنة اجعله صديقًا لك.
- البعد الخامس: البعد الروحي
للبعد الروحي عناصر متعددة في مجال التربية الناجحة، وهنا نذكر عدة عناصر على الآباء والأمهات الالتفات إليها:
- العنصر الأول: توفير الأجواء الروحية
لابد أن توفر داخل بيتك أجواء روحية، ورد عن الرسول : ”إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن تدخله الملائكة وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض، وإن البيت الذي يعزف فيه القيان تهجره الملائكة، تحضره الشياطين“. اجعل بيتك عامرًا بالقرآن، عامرًا بصوت القرآن.
لابد أن نلتفت إلى الأجواء الروحية، لابد أن نوفر أجواء روحية في بيوتنا لأولادنا، قال تبارك وتعالى: ﴿وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [يونس: 87].
- العنصر الثاني: توفير روافد الثقافة
يحتاج ابنك إلى ثقافة دينية لابد أن تقدمها له، اصحبه إلى المساجد وإلى المراكز الإسلامية، دلَّه على العلماء الموثوق بهم، دلَّه على مواقع في الإنترنت ليستفيد منها، دله على كتب يقرؤها وينتفع منها، وفر له روافد الثقافة الدينية. ورد عن الإمام الصادق قال: ”بادروا أبناءكم بالحديث قبل أن تسبقكم المرجئة“.
المرجئة هو تيار منحرف في زمان الإمام الصادق، والإمام ينبههم بقوله: بادروا أبناءكم بالحديث، تحدثوا معهم عن الدين وعن أهل البيت قبل أن يسبقكم المرجئة ويعبِّئوا أذهان أبنائكم. ونحن في هذا الزمان نحتاج إلى هذا، أبناؤنا وهم في عمر صغير ينفتحون على وسائل التواصل ويستمعون، تأتيهم أفكار وتغزوهم تيارات كثيرة. إذن لابد أن نتحدث معهم عن الدين وعن أهل البيت، عن المثل والقيم قبل أن تغزوهم الأفكار والتيارات المنحرفة، قبل أن تسبقكم المرجئة.
- العنصر الثالث: الصلاة
وهي عمود الدين، لابد أن يتعلم أبناؤك قيمة الصلاة قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45]. الصلاة تنفعك أيام الامتحان، تنفعك في الشدائد والمحن، لأن الصلاة تعطيك حالة من الطمأنينة والهدوء التي تعينك على مواجهة صعوبات الحياة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
وقال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2].
يقول الرسول : ”مروا أبناءكم بالصلاة لسبع“.
تقدم أنت في البيت وصلِّ حتى يصلي معك أبناؤك، اصحبهم للمساجد، أفهمهم أهمية الصلاة، راقب طفلك ولا تهمله ليشعر ابنك أنك مهتم بصلاته، معنيٌ بأدائه للصلاة. ورد عن الإمام الصادق : ”إنّا لنأمر صبياننا لخمس فمروا أبناءكم بالصلاة لسبع“.
- العنصر الرابع: الصديق
لابد أن تعرف أصدقاء ولدك، لابد أن تكون على اطلاع عليهم. الصديق مؤثر في ولدك أكثر من تأثيرك أنت. يقول القرآن الكريم: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا «27» يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا «28» لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا «29»﴾ [الفرقان: 27 - 29].
الصديق قد يخذلك وقد يبعدك عن أجواء الإيمان والطاعة، حاول أن تركز على الصديق الصالح، صادق ذوي العقل وأهل الدين، فالمرء منسوب إلى القرين.
ورد عن الإمام زين العابدين : "خمسة لا تصادقهم ولا ترافقهم: الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو بأقل منها، والبخيل فإنه يمنعك أحوج ما تكون إليه، والأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، والكذاب فإنه كالسراب يقرب لك البعيد ويبعد عنك القريب، وقاطع الرحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله. قال تبارك وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1].
- العنصر الخامس: عنصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهو عنصر مغفول عنه في مجتمعاتنا، لابد أن يكون لنا درجة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الرسول الأعظم محمد يقول: ”لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو يسلطن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم“.
ويقول الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
صديقك يفعل المنكر، مُره بالمعروف وانهه عن المنكر، أخوك يفعل المنكر انهه عنه، من هو قريب منك بعمل، أو زمالة، أو صداقة، أو أخوة، أو رحم، من هو محل ابتلائك عليك أن تقوم بواجبك أمامه، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أراد الرسول محمد.
- العنصر السادس: زرع القيم والفضائل، ونذكر من هذه القيم والفضائل ثلاثًا، وهي قيم كربلاء وفضائلها
- القيمة الأولى: العزة
حاول أن تعتز بدينك، حاول أن تعتز بقيم السماء، حاول أن تعتز بمبادئك. قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]. عليك أن تفتخر بدينك، تفتخر بقادتك أهل البيت، تظهر الاعتزاز بدينك ومبادئك وقيمك كما اعتز أبطال كربلاء بدينهم وقيمهم ومبادئهم. قال: ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون.
- القيمة الثانية: الغيرة على الدين
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]. البعض يبحث عن موارد رزقه في الحرام، فمن أجل تحصيل المال يعمل بتجارة المخدرات، أو يزرع الحشيش ويبيعه، أو يعمل في القروض الربوية. رزقك هذا يجرك إلى النار، يكنز لك حجارة من النار، حاول أن تكون ملتفتاً إلى آخرتك.
أيضاً من الغيرة على الدين هو حجاب ابنتك، حجاب زوجتك، من الضروري مراقبة مسألة الحجاب. الحجاب له بعدان: بعد العفاف، وبعد الرمزية للإسلام.
البنت التي تتحجب وتلبس العباءة الزينبية أو تلبس الحجاب الشرعي فإن هذا الحجاب يجعل حاجزاً بينها وبين الآخر، الآخر الذي يريد أن يلتقط مشاعرها، الآخر الذي يريد أن يلعب بعواطفها، الآخر الذي يريد أن ينفذ إليها ليؤثر عليها بحجة الحرية والعلاقة والعاطفة. كونها محجبة هو نداء أن بيني وبينك حواجز وفواصل. المرأة المحجبة حجابها يتكلم ويقول للآخرين إن هناك فواصل وحواجز وفضيلة نصرّ عليها ورذيلة نبتعد عنها. الحجاب يعني وجود الحواجز، يعني العفاف.
وثانياً الحجاب رمز للإسلام. نفرح كثيراً عندما نرى في المطارات الغربية المرأة المحجبة لأنها رمز للإسلام، رمز للحضارة الإسلامية. أنت أيتها الفتاة بحفاظك على الحجاب تمثلين الإسلام، تمثلين رمزاً من رموز الإسلام، أنت بحفاظك على الحجاب تقومين بخدمة الإسلام والدين لأنك تظهرين عظمة الحضارة الإسلامية التي تعتنقينها وتؤمنين بها.
والحجاب ليس فقط شكلًا بل هو صورة وسلوك. المرأة المحجبة التي تلبس العباءة الزينبية تكون وقورة ومؤدبة، لا أنها تبذل نفسها في أي مكان وبأي موقع، وتركض وتهرول وراء الاختلاط. الحجاب شعار وسلوك.
- القيمة الثالثة: النصرة للمبادئ والقيم
نتعلم من كربلاء كيف ننصر مبادئنا وقيمنا بالكلمة والمال، بالجهد، نصرة المبادئ والقيم عظمة في المثل، نستلهمها من كربلاء، ونستقيها من كربلاء. علي بن أبي طالب الذي مثَّل القيم، مثل العزة والغيرة ونصرة المبادئ تمثلت شخصيته يوم كربلاء في أبنائه.
أبا حسن إن الذين نماهم
أبو طالب للحق ثاروا لطالب
أبا حسن إن الذين عهدتهم
ثقال الخطى إلا لكسب الفضائل
أعزيك فيهم يا لك الخير إنهم
مشوا للقاء الموت مشية عاجل
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد باقر الصدر
السيد عادل العلوي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة بين المعجزة والوحي
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (5)
الزهراء.. الحزن الأبدي
ذاكرة التفاصيل لا يكتمل بلوغها إلا في سن المراهقة عند الأطفال
الصّحيفة الفاطميّة
السّعيد محاضرًا حول آليّات التّعامل الإيجابيّ مع الإنترنت والوسائل الرّقميّة
منتظرون بدعائنا
الشيخ صالح آل إبراهيم: ما المطلوب لكي يكون الزواج سعيدًا؟
آيات الأنفس الأولى
فرضية القائلين بالتكامل، وعدم وجود الحلقة المفقودة