فجر الجمعة

الشيخ عبد الجليل الزاكي: من السنن الإلهية

تحت عنوان "من السّنن الإلهية" تحدثّ الشيخ عبد الجليل الزاكي في مسجد عيد الغدير بسيهات، في 1446/3/30هـ  قائلاً إنّ السنن الإلهية تبيّن أن الغلبة في النهاية هي للأنبياء والأولياء ومن ينصرهم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين حمداً لا ينتهي إلا برضاه وبعد الرضا، الحمد لله من أول الدنيا إلى فنائها ومن الآخرة إلى بقائنا، الحمد لله على كل نعمة. أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه. ثم الصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين، حبيب قلوب المؤمنين الصادقين المخلصين، المسمّى في السماء بأحمد، وفي الأرض بأبي القاسم المصطفى محمد، اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، اللهم عن جميع المؤمنين، برّهم وبحرهم، سهلهم وجبلهم، حيهم وميتهم، وعن والديّ وولديّ وعني، صلاة وتحية تزين عرش الله ومداد كلماته ومنتهى رضاه وعدد ما أحصاه كتابه وأحاط به علمه.

اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وكل يوم عهداً وعقداً وبيعة في رقبتي. اللهم كما شرفتني بهذا التشريف وفضلتني بهذه الفضيلة وخصصتني بهذه النعمة، فصلّ على مولاي وسيدي صاحب الزمان، واجعلني من أنصاره وأشياعه والذابين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه طائعاً غير مكره، أهلًا كما قلت صفًّا كأنهم بنيان مرصوص على طاعتك وطاعة رسولك وأوليائك عليهم السلام.

اللهم هذه بيعة لهم في عنقي إلى يوم القيامة، اللهم ثبتنا على بيعته، واجعلنا معه في الدنيا والمستشهدين بين يديه وتحت لوائه مع جملة أوليائه، بالصلاة على محمد وآل محمد.

 

الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم وفي كتابه العزيز يبين مجموعة من السنن الإلهية، وهي تلك الأفعال التي يقوم بها الإنسان. فالإنسان في حقيقته رهين بعمله؛ إن كان عمله صالحاً، فإن عاقبته حسنة، وإن كان عمله سيئاً، فالعاقبة الطبيعية ستكون سيئة. يبين لنا القرآن الكريم في قصص الأنبياء والأولياء هذه الحركة الإلهية النبوية.

هذه الحركة السماوية الإلهية لا تخرج أبداً عن هذا الإطار، فيأتي بمجموع من الأنبياء ليبين لنا عبرهم. تأتي قصص الأنبياء لتوضيح السنن الإلهية، ونحن نأخذ من هذه النماذج الإلهية لنعتبر بها، فهي مبينة في القرآن الكريم. وهذا هو ما يجب أن نتمسك به، وبما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، بأن نتمسك بتعاليمه وقيمه وعقائده وأخلاقياته، وبتلك السلوكيات الإلهية التي بيّنها من خلال الأنبياء.

قصص الأنبياء مليئة بالعبر، لمن؟ لأولي الألباب. وفي المقابل يقول الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، أو في إبراهيم أسوة حسنة. الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تأتي قصصهم للتأسي بهم. نحن نقتدي بالأنبياء والأولياء، والقرآن الكريم يبين لنا هذه الحقيقة ويأمرنا بسلوك طريق الأنبياء والأولياء. عدم سلوك هذا الطريق يعني الانحدار والعذاب والعقاب، سواء كان في الدنيا أو في الآخرة.

 

على سبيل المثال، في قصة النبي نوح عليه السلام، يبين الله كيف أن نوحاً أُرسل إلى قومه لمدة تسعمائة وخمسين عاماً (ألف سنة إلا خمسين سنة) وهو يرشدهم ويبين لهم عاقبة الأمور. إلا أنهم لم يتبعوه، حتى دعى على قومه بقوله: "رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا". والنتيجة أنهم أهلكوا، لأنهم لم يتبعوا رسالة التوحيد والعبادة الإلهية. وهذه رسالة الأنبياء جميعاً: عبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده.

نوح عليه السلام قال لقومه: "يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ". ولكن الملأ من قومه ردوا عليه بقولهم: "إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"، وهنا المواجهة مع خط الولاية والنبوّة. نوح عليه السلام كان رسولاً مبيناً لهم الطريق إلى الله، وهو ناصح لهم، لكنه رغم نصحه، لم يتبعوه. في النهاية، كانت النتيجة أن "فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ".

وهكذا نجد أن من يركب في فلك نوح عليه السلام أو فلك إبراهيم أو عيسى أو موسى أو النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين، ينجو. يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "إن مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى".

 

نعم، هنالك علاقة ووساطة بين الابن وأبيه، وهناك حق وباطل، لكن هل هناك نوع من التوسط في هذا الأمر؟ لا. يقول لابنه: "تعال اركب السفينة"، لكن الابن يجيب: "سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ"، فقال له: "لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ"، فإذا جاء وقت التنفيذ انتهى الموضوع! الله سبحانه وتعالى يمهل ولكنه لا يهمل، فقال له: "لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ". النتيجة أن الله سبحانه وتعالى أغرقه، رغم أن نوحاً عليه السلام قال: "إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي"، فجاءه الرد الإلهي: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ". هذا الطريق طريقك، أما هو فقد سلك طريقاً آخر.

وتتكرر الآيات في قضية نوح صلوات الله عليه، فقد وردت في مواضع عدة، مثل سورة هود من الآية 25 إلى 48، أو سورة يونس من الآية 71 إلى 73، أو سورة الأعراف من الآية 59 إلى 64، وهي آيات كثيرة توضح هذه الحقيقة. إذًا النبي نوح عليه السلام بيّن شيئاً مهماً وهو طريق الأنبياء، أولاً العبادة لله سبحانه وتعالى، العمل لله بإخلاص وجد، والنتيجة ليست مطلوبة من نوح أبداً؛ إذ المطلوب من نوح هو تبليغ الرسالة، نصح قومه وإرشادهم، أما العاقبة فليست مسؤوليته، بل بيد الله سبحانه وتعالى. وقد قضى نوح 950 عاماً يرشد وينصح، وورد في بعض الروايات أن 80 شخصاً فقط قد آمنوا به.

 

أثناء صنعه للفلك في البر، كان قومه يسخرون منه، ويستمرون في السخرية، ولكن النتيجة كانت: "قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ". فالله سبحانه وتعالى أوحى له: "فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ".

قصة نوح تعبر عن الشذرات الإلهية من السنن الإلهية، حيث تكون النتيجة دائماً في صالح الصالحين. الظلم لا بد أن ينتهي، والله سبحانه وتعالى دائماً بالمرصاد.

 

قصة فرعون:

خلاصتها من القصص القرآنية، حيث قال الله تعالى: "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ". تشير هذه الآية إلى النعمة الإلهية بتحرير بني إسرائيل من فرعون، الذي كان يقتل الأبناء ويستحيي النساء ويستعبد الناس.

فرعون تجبّر حتى قال: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"، وقال لقومه: "أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي"، فأصبح يلاحق النبي موسى وبني إسرائيل من المؤمنين. ورغم العذابات التي أرسلها الله على فرعون وقومه، مثل القمل والضفادع والدم، إلا أنهم عادوا لطغيانهم بعد كل رفع للعذاب.

 

حتى جاءت اللحظة الحاسمة عندما أمر الله تعالى موسى بالخروج من مصر، فلاحقهم فرعون حتى وصلوا إلى البحر. قال موسى عليه السلام لقومه: "إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، فأمره الله: "اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ"، فشقّ البحر وصار كالطود العظيم، وكان لكل سبط من بني إسرائيل طريق خاص، فنجا موسى ومن معه، وأغرق الله فرعون وقومه.

وحين أدركه الغرق قال فرعون: "آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"، فقال له الله: "الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ"، ليكون عبرة لغيره. ففرعون الذي كان يدّعي أنه "ربكم الأعلى"، صار عبرة في الدنيا، أما المؤمنون فبقي ذكرهم، وذكر الثلة المؤمنة لا ينتهي.

هذا هو ملخص هذه السنن الإلهية، وكيف أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولكنه لا يهمل، وأنه دائماً ينصر عباده المؤمنين.

 

"وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". هذه الآية تشير إلى أن التجبر والجبروت نتيجته الانهيار. انهيار المجتمعات يحدث حين يسود الطغيان، ويأتي عذاب الله سبحانه وتعالى، وهذا ما يظهر جلياً في كل قصص الأنبياء.

التجبر لا يقتصر على أصحاب المال والسلطة؛ فقد يكون الشخص متجبراً حتى لو كان فقيراً، وذلك من خلال سلوكياته. مثال على ذلك، القصة التي حدثت مع النبي صلى الله عليه وآله حين كان يسير مع بعض أصحابه في أحد زقاقات المدينة، حيث كانت هناك عجوز تكنس الأرض وتثير الغبار. طلب منها أحد الصحابة أن تتوقف قليلاً حتى يمر النبي ومن معه، لكنها تجاهلتهم بل زادت في إثارة الغبار. فقال النبي: "اتركوها، إنها جبّارة"، فرغم أنها عجوز، إلا أن فعلها كان فعل الجبابرة.

يأتي أيضاً شخص آخر تجبره أمواله، ويتكبر بها. الله يملي لهم ليزدادوا إثماً، كما في قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام. قال الله عن قارون: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ" نصحه قومه قائلين: " لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ، وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".

بعض الناس يقولون "هذا المال حصلته من عرق جبيني"، نعم، لكنه ليس من عندك وحدك، بل توفيق الله هو الذي أوصلك لهذا. الله وفقك وجعلك تحقق ما تملك، وبدونه لما حصلت على شيء. لكن قارون لم يتعلم، فقال: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي"، فكانت النتيجة أن خسف الله به الأرض.

المؤمن يجب أن يجعل الدنيا مطية للآخرة، وأن يشكر الله على ما أعطاه، ويؤدي حقوقه، ويكون أميناً محسناً. عكس ذلك، ستكون نهايته كنهاية قارون.

 

السنن الإلهية تبيّن أن الغلبة في النهاية هي للأنبياء والأولياء ومن ينصرهم، يقول الله: "إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ". رغم قتل الكثير من الأنبياء، إلا أن منهجهم وقيمهم تبقى وتنتصر. عندما سُئل الإمام زين العابدين عليه السلام من الغالب في كربلاء؟ أجاب: "اسمع صوت المنادي تعرف من الغالب"، وهو صوت الأذان: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله".

وفي سورة الكوثر: " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، أي أن عدوك هو الأبتر، وأما النبي صلى الله عليه وآله فقد بُقي ذكره من خلال ذريته وخير الكثير من فاطمة عليها السلام. وهكذا انتصر الإسلام وانتصر محمد وآل محمد.

يقول الله: "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، ويؤكد الله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ". هذه النتيجة الإلهية محتومة، بأن الأرض يرثها الصالحون.

 

وحتى لو لم يبقَ من الدنيا سوى يوم واحد، لأخرج الله من ذرية النبي صلى الله عليه وآله من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.

هذه الحقائق القرآنية توضح لنا السنن الإلهية في العاقبة، وتوجهنا إلى الاقتداء بالنبي وآله. تبت يدا أبي لهب، أما النبي فقد رفع الله ذكره وشرح صدره، وهذه النتيجة لصالح المؤمنين والصالحين.

نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على ولاية محمد وآل محمد.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفار والمنافقين، وعجّل فرج مولانا صاحب العصر والزمان.

والحمد لله رب العالمين.

"وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)".

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد