تحدّث سماحة السيد كامل الحسن في خطبة له بعنوان: (غياب الهدفية في حياة الإنسان) أكّد فيها إن الحكمة الإلهية من الخلق لغاية محدّدة، هي العبادة والتقرب إلى الله، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه. وذلك جامع الإمام الباقر عليه السلام بصفوى في 26 جمادى الأول 1446 هـ
الملخص
*مخطط الغرب الكافر*
يسعى إلى استغلال الأمة الإسلامية، من خلال استراتيجيات متعمدة تهدف إلى إضعافها، مثل:
*إمراض الأمة* حتى تحتاج دائمًا إلى الدواء الذي يُنتجونه ويبيعونه.
*إفقار الأمة* لضمان تبعيتها لهم في توفير الغذاء.
*تقسيم الأمة* ليضمنوا سيطرتهم واستمرار نفوذهم، حيث الانقسام يضعف القوة والتماسك.
*إشعال الفتن والحروب* ليضمنوا بيع الأسلحة والعتاد للأطراف المتنازعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوكل عليه، خالق الخلق ومدبر الأمر، رب السماء، عصى فغفر، وملك فقدّر، وأمات فأقبر، وإذا شاء أنشر.
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا وزير له، وهو على كل شيء قدير.
وأصلي وأسلم على صفيه وأمينه، وحبيبه ونجيبه، وخيرته في خلقه، ومبلّغ رسالاته، سيدنا ونبينا، وحبيب قلوبنا، وشفيع ذنوبنا، وسيدنا ومولانا، أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، سيّما بقيته في الأرضين.
أوصيكم، عباد الله، ونفسي بتقوى الله واغتنام طاعته ما استطعتم في هذه الأيام الفانية.
قال الله الحكيم في كتابه: "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى". الكثير من الناس يغيب عن أذهانهم الهدف والغاية من خلقهم، فيعيشون بلا هدف ولا غاية. قال تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ". بل إن الحكمة الإلهية تقتضي أن خلقنا لغاية ولحكمة ولهدف، وهذه الغاية والهدف هو العبادة والتقرب إلى الله، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه.
الغاية من ذلك أن يتكامل الإنسان مع خالقه. أما أن يعيش الإنسان بلا غاية ولا هدف، فهو قمة الضياع البشري؛ بحيث لا يعلم من أين جاء، وكيف يسير في هذه الحياة، وإلى أين سيصل في النهاية، فيبقى بلا هدف وبلا غاية. كما يعبر عن ذلك إيليا أبو ماضي حينما يقول:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقًا فمشيت
وسأبقى ماشيًا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري أتمنى أني أدري
ولكن لست أدري.
هذا الطرح يعكس ضياعًا بلا هدف ولا غاية. بل إن الإسلام جاء بهدف العبادة، بأسلوب حضاري يُطبّقه الإنسان. في الإسلام، كل شيء له رؤية. فعلى سبيل المثال: إماطة الأذى عن الطريق: أسلوب حضاري، لكنه في الوقت ذاته عبادة.
التبسم في وجه أخيك المؤمن: أسلوب حضاري، لكنه أيضًا عبادة تُثاب عليها. حتى المسائل المتعلقة بالغرائز، للإسلام رأي فيها.
يروى أن بعض الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته، أيكون له أجر؟"، أي: هل إذا قارب أهله في الحلال يُثاب على ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: "لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر؟"، قالوا: نعم، يا رسول الله. قال: "كذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر". هذه الغريزة، إذا أُشبعت بالحلال، يُؤجر عليها الإنسان، وإذا ارتكب الحرام، يُعاقب عليها.
الإسلام له رؤية في كل شيء، حتى على مستوى الغرائز. لذلك، فإن خلق السماوات والأرض ليس عبثًا. لو كان الهدف من خلق السماء والأرض والبشر هو اللهو واللعب، لما خُلقَت الجنة ولا النار، ولا الحساب ولا الكتاب، ولا البعث ولا النشور؛ لأنه في غياب الهدف، يصبح كل شيء عبثيًا.
إنما الهدف من الخلق ليس لهوًا أو لعبًا، بل لغاية واضحة. ومن هنا نفرق بين اللعب واللهو:
اللعب: هو للترويح عن النفس، كما يفعل الصبيان.
اللهو: يتعلق بالرغبات والشهوات، ويختص بالشباب.
أما اللهو، فهو يرتبط بالشباب؛ لأن الهدف من اللهو غالبًا يكون إشباع الشهوات والرغبات، وهذا يختلف عن لعب الصبيان، حيث إن اللعب غالبًا ما يكون للترويح عن النفس. ومع ذلك، اللعب واللهو إذا تجاوزا حدهما قد يؤديان إلى ضعف الشخصية وقلة الرجولة في الإنسان.
الشخص الذي يلهو بلا هدف أو غاية غالبًا ما يفقد معاني الرجولة والجدية في حياته، ويصبح عرضة للتهاون في أداء الطاعات والعبادات. مثال ذلك: قد يدخل وقت الصلاة، ولكنه يقدّم طعامه أو عشاءه على أداء الصلاة، مما يُظهر تهاونًا واضحًا في الطاعات.
التفكير في الحرام وآثاره
حتى التفكير في الحرام، على الرغم من أنه لا يُعد معصية بحد ذاته، إلا أنه يترك آثارًا سلبية. تشير بعض الروايات إلى أن التفكير في الحرام يُصدر رائحة نتنة لا يشمها البشر، لكن الملائكة المحيطين بالإنسان يتأذون منها. هذا يوضح خطورة الاسترسال في التفكير السلبي أو الشهوات، حتى لو لم تتحول إلى أفعال.
الطاعة وعلو المقام
الهدف من خلق الإنسان ليس فقط الوصول إلى الكمال الخارجي والواقعي، بل حتى تحقيق التكامل على مستوى العقل والفكر.
الطاعة لله تُسهم في رفع شأن الإنسان ومقامه.
التأخير في أداء الطاعات، مثل الصلاة، يؤثر على جوانب حياتية مختلفة: رزق الإنسان، زواجه، ذريته، وحتى نجاحه في العمل.
سيرة المتشرعة
المتدينون يتميزون بسلوك عام يُعرف بـ"سيرة المتشرعة"، وهو مصطلح فقهي يشير إلى السلوك الجماعي للمتدينين في اجتناب المعاصي والالتزام بالطاعات.
مثال ذلك: اجتناب سماع الغناء والمعاصي في كل زمان ومكان.
هذا السلوك مأخوذ من أفعال وأقوال أهل البيت عليهم السلام، مثل زيارتهم للمعصومين وأمرهم بذلك.
اللهو المباح
ليس كل لهو مذمومًا؛ هناك لهو محلل ومشروع:
ممارسة الرياضة مثل ركوب الخيل أو الرماية.
مداعبة الرجل لأهله.
الأنشطة التي وردت الروايات بأنها لهو محلل.
الشهوات وتعطيل العقل
من أعظم الأمور التي تُبعد الإنسان عن الله هو الانغماس في الشهوات بلا ضوابط. الشهوات إذا استحوذت على الإنسان تؤدي إلى تعطيل عقله. هذا يتناقض مع هدف الإنسان في الحياة، الذي هو التكامل والسعي لتحقيق الغاية من خلقه. لذلك، عندما تأمر الآية القرآنية الإنسان بالتكامل وتنهى عن اللهو والعبث، فإنها توجه المؤمن إلى فهم عميق للحكمة من الخلق، وتحثه على استغلال حياته في الطاعة والتقرب إلى الله، والابتعاد عن الاستغراق في اللهو والشهوات.
طبيعة الإنسان الواعي تقتضي أن يكون مدركًا لما يُخطط له أعداؤه، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
الغرب الكافر – كما يُشار في بعض الخطابات – يسعى إلى استغلال الأمة الإسلامية، من خلال استراتيجيات متعمدة تهدف إلى إضعافها، مثل:
إمراض الأمة: حتى تحتاج دائمًا إلى الدواء الذي يُنتجونه ويبيعونه.
إفقار الأمة: لضمان تبعيتها لهم في توفير الغذاء.
تقسيم الأمة: ليضمنوا سيطرتهم واستمرار نفوذهم، حيث الانقسام يضعف القوة والتماسك.
إشعال الفتن والحروب: ليضمنوا بيع الأسلحة والعتاد للأطراف المتنازعة.
وعي الإنسان ودوره في مواجهة هذا المخطط
على الإنسان أن يكون واعيًا ومدركًا لهذه المخططات، وأن يفهم أن الحياة ليست لهوًا ولعبًا كما قد يُروج لها البعض. الحياة تحمل في جوهرها غاية عظيمة.
كما يقول ابن خلدون في وصفه لحالة العرب في الجاهلية وما بعدها:
إذا جاعوا سرقوا.
إذا شبعوا أفسدوا.
هذا الوصف يعكس حال أمة تعيش في غياب الهدفية والوعي، فتغرق في اللهو وتفقد البوصلة.
الهدف من خلق الإنسان
الله خلق الإنسان لغاية وهدف، وليس عبثًا.
المؤمن الواعي يدرك أن عليه الامتثال لأوامر الله تعالى.
الامتثال لأوامر الله يمنع الإنسان من الانزلاق في دائرة اللهو واللعب.
دور المؤمن في بناء الأمة
الالتزام بالطاعة والعمل الصالح هو السبيل لبناء أمة قوية لا تعتمد على أعدائها في الدواء أو الغذاء.
التمسك بالوحدة ونبذ الفرقة يُعيد للأمة مكانتها وعزتها.
على المؤمن أن يكون قدوة في الوعي والعمل الجاد لتحقيق الغايات السامية التي خُلق من أجلها. الحياة ليست مجرد متعة عابرة، بل هي فرصة لتحقيق الكمال والاقتراب من الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه، الذي انفرد بالوحدانية والكمال، واستوعب عموم المحامد والممادح.
نحمدك اللهم إذ هديتنا للإسلام، وجعلتنا من أمة سيد الأنام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في خلقه، ولا شبيه له في عظمته.
اللهم صلِّ على سلالة الأنبياء وخاتم المرسلين، النبي المبجل والرسول المؤيد، المحمود الأحمد، أبي القاسم المصطفى محمد. اللهم صلِّ على الدرَّة القاصية، والمكانة العالية، وصي نبيك الأمين، وعروتك الوثقى التي لا انفصام لها إلى يوم الدين، والد الأئمة الطيبين، أبي الحسنين علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين.
اللهم صلِّ على السلالة الطاهرة، والنجمة الزاهرة، والدة الأئمة، وسيدة نساء الأمة، التقية النقية، الرضية الزكية، الحوراء الإنسية، أم الحسنين، فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على ريحانتي نبيك الرحيم، وشبلي وصيك الكريم، المجَرَّع بالسموم، والمقتول المظلوم، سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين.
اللهم صلِّ على علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، صلاة دائمة إلى يوم الدين.
اللهم صلِّ على خليفتك العظمى، وكلمتك العليا، ميزان عدلك، والمحيي لسنتك، والمحتجب بغيبتك عن عدوك، شريك القرآن، وظاهر البرهان، ومهلك كل شيطان، خاتم الأوصياء، قائم آل محمد. حُجَجُكَ على عبادك، وأمناؤك في بلادك. يا أيها الذين آمنوا، اتقوا الله، ولتنظر نفس ما قدمت لغد، واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أولئك هم الفاسقون. لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة؛ أصحاب الجنة هم الفائزون. اللهم اغفر للمؤمنين والمسلمين والمسلمات، إنك على كل شيء قدير.
بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الأعلى السبزواري
محمود حيدر
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الحب في اللّه
العرفان الإسلامي
جمعية العطاء تختتم مشروعها (إشارة وتواصل) بعد 9 أسابيع
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (2)
قول الإماميّة بعدم النّقيصة في القرآن
معنى كون اللَّه سميعًا بصيرًا
الصابئة، بحث تاريخي عقائدي
الاستقامة والارتقاء الروحي
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*