من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطبطبائي
عن الكاتب :
مفسر للقرآن،علامة، فيلسوف عارف، مفكر عظيم

النزارية والمستعلية والدروزية والمقنعة

ظهر عبيد الله المهدي سنة 296 للهجرة في إفريقية، وادعى الإمامة على طريقة الإسماعيلية، وأسس الدولة الفاطمية، واختار خلفاؤه مصر دار خلافتهم، فحكم سبعة منهم على التوالي حكومة وإمامة طبق مذهب الإسماعيلية دون أن يحدث انشعاب أو انقسام.

 

وبعد الخليفة السابع وهو (المستنصر بالله سعد بن علي) تنازع ولداه نزار والمستعلي على الخلافة والإمامة، وبعد صراع وحروب دامية، كانت الغلبة للمستعلي، فألقى القبض على أخيه نزار، وسجنه وبقي في السجن حتى توفي فيه. وعلى أثر هذه المنازعة، انقسم اتباع الفاطميين إلى قسمين: نزارية ومستعلية.

 

النزارية:

 

هم من أتباع الحسن بن الصباح، وكان من المقربين للمستنصر، وبعد المستنصر، أخرج من مصر بأمر من المستعلي، لدفاعه وحمايته عن نزار. فجاء إلى إيران وبعد فترة ظهر في قلعة الموت من نواحي قزوين، فاستولى على هذه القلعة وقلاع أخرى مجاورة، فصار سلطانًا عليها، ودعا إلى نزار في البداية، وبعد وفاة حسن سنة 518 هجري، جاء بزرك اميد رودباري، وبعده ابنه كيا محمد حكمًا على طريقة الحسن الصباح، وجاء بعده ابنه حسن رابع ملوك قلعة الموت، فغير طريقة الحسن الصباح وكانت نزارية، وانتمى إلى الباطنية.

 

فتح هولاكو خان بعد حملته على إيران قلاع الإسماعيلية وقتل جميع الإسماعيليين، وهدم قلاعهم، وبعد سنة 1255 هجري، ثار آقا خان المحلاتي وكان من النزارية على محمد شاه القاجار، وفشل في نهضته التي قام بها في مدينة كرمان وهرب إلى بمبئي، فنشر الدعوة الباطنية النزارية بإمامته وزعامته هناك، ولا تزال دعوتهم باقية حتى الآن، وتدعي النزارية الآن بالـ (آقا خانية).

 

المستعلية:

 

استقرت الإمامة لأتباع المستعلي الفاطمي في خلفاء الفاطميين بمصر حتى انقرضت سنة 557 هجري. وظهرت بعد فترة فرقة (البهرة) في الهند على الطريقة نفسها، ولا تزال موجودة.

 

الدروزية:

 

لطائفة الدروزية التي تقطن الآن في جبال دروز في الشام، كانت في بداية الأمر تابعة للخلفاء الفاطميين، حتى أيام الخليفة السادس الفاطمي، دعت إلى نشتجين الدروزي والتحقت بالباطنية. تقف الدروزية عند الخليفة الحاكم بالله ويعتقد آخرون أنه قتل، إلا أنها تدعي أنه غاب عن الأنظار، وعرج إلى السماء، وسوف يعود مرة ثانية بين الناس.

 

المقنعة:

 

كانت من أتباع عطاء المروي المعروف بالمقنع في بادئ الأمر، وحسب ما يذكره المؤرخون أنه كان من اتباع أبي مسلم الخراساني، وبعد وفاة أبي مسلم، ادعى أن روح أبي مسلم قد حلّت فيه، وادعى النبوة بعد ذلك، وبعدها ادعى الألوهية، وحوصر سنة 162 في قلعة كيش من بلاد ما وراء النهر، وعندما تيقن بمحاصرته وقتله، أشعل نارًا، ودخل فيها مع عدة من أصحابه واحترق، اختار أصحاب عطاء بعد زمن مذهب الإسماعيلية والتحقوا بالفرقة الباطنية.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد