من التاريخ

عبد الله بن عبّاس


الشيخ عبد الحسين الشبستري ..
هو أبو العبّاس عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ابن كلاب القرشيّ, الهاشميّ, وأُمّه أُمّ الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلاليّة, وكان يعرف بحبر الأمّة والبحر.
ابن عمّ النبي (ص), و أحد صحابته الأجلاّء, ومن أشراف قريش وساداتهم, ومن جملة المدافعين عن الإمام أمير المؤمنين (ع) والحسنين (ع).
كان عالماً بأحاديث النبيّ (ص) وعلوم اللغة العربيّة وتفسير القرآن والشعر والحساب والفرائض والفقه والمغازي وأيّام العرب, وكان وسيمًا جميلاً مهيبًا شاعرًا مشهورًا.
ولد بمكّة في شعب بني هاشم في السنة الثالثة أو الرابعة قبل الهجرة.
سمع من النبيّ وروى عنه, وحدّث عنه خلق من الصحابة والتابعين.
تتلمذ على يد الإمام أمير المؤمنين (ع), وصار من شيعته ومحبيّه والمنقادين إليه والمختصّين به.
أخذ علوم القرآن وقراءته عن الإمام أمير المؤمنين (ع) وأُبي بن كعب حتّى صار ترجمانًا للقرآن مفسرًا له وشيخ مفسّري القرآن في عهده, وهناك تفسير للقرآن منسوب إليه ويُعرف بـ (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس).
يقول أحمد بن حنبل في مسنده: لما حضرت عبد الله بن عباس الوفاة قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي ابن أبي طالب (ع).
كان من أشدّ المبغضين لمعاوية بن أبي سفيان, ففي أحد الأيام قال له معاوية وهو يعيّره، أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم, فقال له عبدالله: وأنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم.
ولاّه الإمام أمير المؤمنين (ع) على البصرة, ثمّ عزل عنها قبل استشهاد الإمام (ع), ثمّ رجع إلى الحجاز, واشترك إلى جانب الإمام (ع) في وقائع الجمل وصفّين والنهروان, وكان أحد أُمراء جيش الإمام (ع) في معركة صفّين.
وفي العهد الأموي لم يشترك في الحرب التي دارت بين عبدالملك بن مروان وعبدالله بن الزبير.
لكثرة بكائه على فقده للإمام أمير المؤمنين (ع) والحسنين (ع) فقد بصره, وانتقل إلى الطائف فمرض بها, ولم يزل حتّى توفّي بها سنة 68 هـ, وقيل: سنة 70هـ, وقيل: سنة 73هـ, وقيل: سنة 69هـ, وهو ابن70 سنة, وقيل: ابن 71 سنة, فصلّى عليه محمّد بن الحنفيّة.


ومن شعره لماّ عمي:
إن يأخذ الله مـن عيني نورَهما
ففي لساني وقلبي منهـما نورُ
قلبي ذكيّ وعقلي غير ذي دخل
وفي فمي صارم كالسيف مأثورُ
القرآن الكريم وعبد الله بن عباس


يقال نزلت فيه الآية 200 من سورة آل عمران: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وشملته الآية 75 من سورة النساء: (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً).
وشملته الآية 16 من سورة محمّد: (قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد