الشيخ الأميني
لا يستريب أيّ ذي مسكة في أنّ شرف الشيء بشرف غايته، فعليه إنّ أوّل ما تكسبه الغايات أهمية كبرى من مواضيع التاريخ هو ما أُسّس عليه دين، أو جرت به نحلة، واعتلت عليه دعائم مذهب، فدانت به أمم، وقامت به دول، وجرى به ذكر مع الأبد، ولذلك تجد أئمّة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الأديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب، وحكومات، وولايات التي عليها نسلت الحقب والأعوام، ومضت القرون الخالية ﴿سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾ الأحزاب:62.
وإذا أهمل المؤرّخ شيئاً من ذلك، فقد أوجد في صحيفته فراغاً لا تسدّه أيّة مهمّة، وجاء فيها بأمر خداج، بتر أوّله، ولا يعلم مبدءه، وعسى أن يوجب ذلك جهلاً للقارئ في مصير الأمر ومنتهاه.
إنّ واقعة (غدير خم) هي من أهم تلك القضايا، لما ابتنى عليها وعلى كثير من الحجج الدامغة، مذهب المقتصّين أثر آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم، وهم معدودون بالملايين، وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء، والأماثل، ونوابغ في علوم الأوائل والأواخر، والملوك، والساسة، والأمراء، والقادة، والأدب الجم، والفضل الكثار، وكتب قيمّة في كل فن. فإن يكن المؤرّخ منهم، فمن واجبه أن يفيض على أمّته نبأ بدء دعوته، وإن يكن من غيرهم فلا يعدوه أن يذكرها بسيطة عندما يسرد تاريخ أمّة كبيرة كهذه، أو يشفعها بما يرتئيه حول القضية من غميزة في الدلالة، إن كان مزيج نفسه النزول على حكم العاطفة، وما هنالك من نعرات طائفته، على حين أنّه لا يتسنّى له غمز في سندها، فإنّ ما ناء به نبيّ الإسلام يوم الغدير من الدعوة إلى مفاد حديثه لم يختلف فيه اثنان، وإن اختلفوا في مؤدّاه لأغراض وشوائب غير خافية على النابه البصير. ".."
وهذا الشأن في علم التاريخ لا يقل عنه الشأن في فنّ الحديث، فإنّ المحدّث إلى أيّ شطر ولّى وجهه من فضاء فنّه الواسع، يجد عنده صحاحاً ومسانيد تثبت هذه المأثرة لوليّ أمر الدين عليه السلام، ولم يزل الخلَف يتلقّاه من سلفه، حتى ينتهي الدور إلى جيل الصحابة الوعاة للخبر، ويجد لها مع تعاقب الطبقات بلجاً ونوراً يذهب بالأبصار، فإن أغفل المحدّث عمّا هذا شأنه، فقد بخس للأمّة حقاً، وحرَمها عن الكثير الطيّب ممّا أسدى إليها نبيّها نبيّ الرحمة من برّه الواسع، وهدايته لها إلى الطريقة المثلى.
السيد عباس نور الدين
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ فوزي آل سيف
حيدر حب الله
محمود حيدر
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
طواف آدم عليه السلام بالبيت
نحو تحوّل نوعي في العمل الثقافي... منطلقات ومبادئ مفيدة
الحجّ جوهرة الإيمان
مقام إبراهيم وموضعه
الترتيب الزمني لتشكّل كواكب النّظام الشّمسي
المراحل الثلاثة في رحلة الحج (3)
﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ﴾ (2)
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا﴾ (3)
العوامل وراء الشخصية النرجسية وعلاقتها بأنماط التعلق غير الآمن
جبرئيل علّم آدم عليه السلام المناسك