من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطبطبائي
عن الكاتب :
مفسر للقرآن،علامة، فيلسوف عارف، مفكر عظيم

موجز عن تاريخ الشيعة الاثني عشرية

إن أكثرية الشيعة هم الاثنا عشرية، وهم أصحاب علي وأنصاره، الذين رفعوا راية المعارضة والانتقاد في ما يخص الخلافة والمرجعية العلمية بعد وفاة الرسول الأكرم صلى اللّه عليه وآله وسلم، وذلك لإحياء حقوق أهل البيت عليهم السّلام، وبهذا انفصلوا عن أكثرية الناس.

 

كانت الشيعة مضطهدة في زمن الخلفاء الراشدين (سنة 11 . 35 ه)، ولم يكن عندهم احترام أو حماية لأنفسهم وأموالهم طوال حكومة بني أمية وخلافتهم (40 - 132 ه)، وكلما كان يزداد عليهم الضغط والاضطهاد، كانوا يشتدون عزمًا، ورسوخًا في عقيدتهم، وكانوا يستفيدون من مظلوميتهم في سبيل المحافظة على عقيدتهم وتقدمها ونشرها.

 

وفي الفترة ما بين الدولتين الأموية والعباسية، حيث تسلّم خلفاء بني العباس الحكم، والتي كانت فترة ضعف وانهيار، استطاع الشيعة أن يتنفسوا الصعداء، وذلك في أواسط القرن الثاني للهجرة، ولكن سرعان ما عاد التضييق والاضطهاد عليهم، وازداد شيئًا فشيئًا حتى أواخر القرن الثالث الهجري.

 

وفي أوائل القرن الرابع الهجري، استعاد الشيعة قوّتهم بمجيء سلاطين آل بويه، وكانوا من الشيعة، فحصلوا على حريّة فكريّة، وشرعوا بنضالهم، واستمرت حتى نهاية القرن الخامس الهجري.

 

وفي أوائل القرن السادس الهجري، الذي يقترن مع حملة المغول، وعلى أثر المشاكل العامة، واستمرار الحروب الصليبية، رفعت الحكومات الإسلامية الاضطهاد والضغوط عن الشيعة، وخاصة بعد اعتناق بعض سلاطين المغول في إيران دين الإسلام، وساهمت حكومة سلاطين مرعش في مازندران في دعم الشيعة وتقويتهم، مما جعل عددهم يزداد في كل بقعة من بقاع الممالك الإسلامية وخاصة في إيران، حيث كان الشيعة بالملايين.

 

واستمرت هذه الحالة حتى أواخر القرن التاسع الهجري، وفي بداية القرن العاشر الهجري، إثر ظهور الدولة الصفوية في إيران المتسعة الأرجاء آنذاك، اعترف رسميًّا بمذهب الشيعة، ولا يزال حتى الآن، يعتبر مذهبا رسميًّا للبلاد وفضلًا عن هذا كله فإن عشرات الملايين من الشيعة تعيش حاليًّا في جميع بقاع العالم .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد