مقالات

معالجة آثار الذنوب


الإمام الخميني "قدس سره"

إنّ الشخص التائب لا يستعيد - بعد توبته - الصفاء الداخلي الروحاني والنور الخالص الفكري السابق، كما أنّك لو سوّدت صفحة بيضاء ثمّ حاولت أن تعالج السواد وتزيله عنها، فلن تعود الصفحة إلى حالتها الأولى من البياض الناصع.
وكذلك الإناء المكسور إذا أصلحناه، فمن الصعب أن يعود إلى حالته السابقة. إنّه لبَون شاسع بين خليلٍ يكون مخلصاً مع الإنسان طوال العمر، وصديقٍ يخونك ثمّ يعتذر عن تقصيره.
فضلاً عن أنّك نادراً ما ترى شخصاً يستطيع القيام بوظائف التوبة بشكلٍ صحيح.
إذاً، يجب على الإنسان أن يتجنّب - ما أمكن - ارتكابَ المعاصي والذنوب، لأنّ إصلاح النفس بعد إفسادها من الأعمال الشاقّة. وإذا تورّط - لا سمح الله - في مصيبة، وجب عليه بشكلٍ عاجل أن يفكّر في العلاج، لأنّ إصلاح الفساد القليل يتمّ أسرع وبكيفية أحسن.
أيّها العزيز، لا تمرّ على هذا المقام من دون مبالاة واهتمام. فكّر في حالك وعاقبة أمرك، وراجع كتاب الله وأحاديث خاتم الأنبياء وأئمّة الهدى سلام الله عليهم أجمعين، وكلمات علماء الأمّة، وأحكام العقل الوجدانية.
افتح على نفسك هذا الباب الذي يعدّ مفتاح الأبواب الأخرى، وادخل في هذا المقام الذي يُعتبر من أهمّ المنازل الإنسانية، بالنسبة إلينا، وكن مهتماً فيه، وواظب عليه، واطلب من الله عزّ وجلّ التوفيق في الوصول إلى المطلوب، واستعن بروحانية الرسول الأكرم وأئمّة الهدى سلام الله عليهم، والتجئ إلى وليّ الأمر وناموس الدهر، إمام العصر عجّل الله فرجه، وبالطبع فإنّه ينجّي الضعفاء والعجزة، ويُعين المحتاجين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد