صدى القوافي

لـمّا استراح النّدى

علي آل قمبر

إذا قام نورك فيها انسكبْ

ستحنو ضفاف ويهفو مصبْ

 

ستقتلع الأرض صحراءها

ويطوى بعين الحيارى التّعب

 

ستدنو الرّياح بأثوابها

ليرشح عطركِ وجه المهبْ

 

وإنّ حلّ بدرك سقف التّقى

تصلّي البيوت لليل وثب

 

فيا ليلة القدر جلّ الذي

حباكِ جلالك لـمّا وهب

 

ويا سدرة العرش في المنتهى

ويا خير أمّ إلى خير أب

 

أفيضي وجودك حنّت رحًى

وشفّت بيسر يديك الحجب

 

وحطّي غمامك فوق الجراح

تدار الكؤوس متى ما اقترب

 

فحول القداسة دار الورى

وعنق الملائك تلك اشرأب

 

هلمّي فمكّة أفياؤها

طواها الهجير وشدّ اللّهب

 

تكوثرت فيها برغم اليباب

وزمزمتِ قفر الزّمان فصب

 

فوجهك قطب الضّياء وهل

تقوم الشّموس بغير السّبب

 

إذا مسّ خطوك أعتابها

يحال التّراب لماء الذّهب

 

يدٌ للإله تهزّ النّخيل

تميل حنينًا عذوق الرّطب

 

شروق تناديه واحاته

وليل يندّيه كرم العنب

 

بيوت تبشّر أبوابها

نسيم الجنان تدلّى وهب

 

فحيث دخلتِ أدرت الرّحى

وحيث خرجت أدرت السّحب

 

وإن جئت للدّار قام النّبيّ

قيام التّجلّي إلى ما احتجب

 

فضوء يعانق مصباحه

ووحيٌ يحيط بما قد كتب

 

نحبّك أمًّا لهذا الوجود

وعرشًا تدلّت إليه الرّتب

 

وإن أهرق الحبّ أعمارنا

فبالموت حبًّا يقاس النّسب

 

وأنت الأظلّة في الملكوت

وفي الأرض فيض ومشكاة رب

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد