الشيخ علي الجشي
بشرى فقد أشرقت الأنوار
من غرةٍ زهت بها الأقمار
غرة مولودٍ به المختار
باي الهنا والسادة الأطهار
وعطرت أرجاء وادي يثربا
أنفاسه ما المسك ما ريح الكبا
بل ذاك طيب نشره قط طيبا
جنانها فطابت الأثمار
يوم به الحسين قد تولدا
ونوره السني في الكون بدا
وفيه ربع الحق معموراً غدا
وفي السماوات به استبشار
يوم به زخرفت الجنان
والحور سرت فيه والولدان
وارتاحت الأشجار والأغصان
وغردت بشراً به الأطيار
يوم به الأملاك قد تنزلت
وللغله جل شأناً هللت
ونالت المأمول إذ توسلت
وتاب عن مذنبها الجبار
ولست أدري أاهني يثربا
أم كربلا بنور ذاك المجتبى
فهذه للنور أمست مغربا
وتلك أشرقت بها الأنوار
فهن يثرباً وكربلا معا
وخص كربلا ففيها استودعا
وفيه للمخوف أضحت مفزعا
ومشهداً تقصده الأبرار
مشهد فضل لم يخب من أملا
فيه الإله جل شأناً وعلا
دار به المعروف بل تسلسلا
وارده ليس له إصدار
فاخضع إذا جئت وقف مسلما
ونعلك اخلع ما طوى بأعظما
وفيه مرقد لمن لولاه ما
كلم موسى وأضاءت نار
وقارب الخطا وفي المشي اقصد
فخطوةٌ بحجةٍ أو أزيد
بل فضلها للناس لم يحدد
إذ لا يطيق العقل والأفكار
من زاره فيه ولكن عرفا
بأنه إمام حق مصطفى
خليفية للمرتضى والمصطفى
أنجاه هذا القصد والإقرار
ومن يزره عارفاً كان كمن
قد زار في العرش الإله ذا المنن
فليحمد الله على غسل الدرن
ورحمة ساقت له الأقدار
أكرم به قد جل من مولود
زهت به عوالم الوجود
عوالم الغيوب والشهود
إذ كشفت عن نوره الأستار
زهت به الأرض وماست فخراً
وكانت النورا عقيب الغبرا
وحق أن تعنوا إليها الخضرا
إذ للحسين أشرقت أنوار
لولاه كان العرش عاطلًا وما
كانت له من زينة بها سما
فهذه الزينة لا ما للسما
فما النجوم بل وما الأقمار
نور ولكن ليس كالأنوار
بر ولكن ليس كالأبرار
سر هو السر إلى الأسرار
تاهت بمعنى كنهه الأفكار
لك الهنا بنت النبي المصطفى
بخير مولودٍ تعالى شرفا
شقيق شبرٍ شبيرٌ وكفى
في فضله ما قاله المختار
إذ قال فيه المصطفى والمؤتمن
حسين مني وأنا منه ومن
كان سرور قلبه عند الحزن
متى رآه تذهب الأكدار
فهو من النبي مثلما النبي
منه فهذا صاح أعلى الرتب
فلا يضاهيه وصي أو نبي
تصاغرت عن قدره الأقدار
وهو لعمري سيد الشباب
شباب أهل الجنة الأطياب
ومرجع الخلق لدى الحساب
إليه وهو الغافر الستار
وما عسى بأن أقول في فتى
في مدحه الذكر الحكيم قد أتى
والله قد براه حيث لا متى
وحيث لا عرش ولا أستار
تمت به عدة أصحاب العبا
ومن لخلق الخلق كانوا السببا
ومن تعالى شأنهم أن ينسبا
إذ صاغهم من نوره الجبار
يا بضعة المختار بوركت فمن
لها بنون كالحسين والحسن
ومن بهم حفظ الوجود والسنن
سر البقا وللهدى أقمار
فأنت أم الغر سادات الورى
وفيك أعطي النبي الكوثرا
ونسلك الباقي الذي لن يحصرا
ومنهم الأئمة الأبرار
بوركت في الأشهر يا شعبان
حفت بك الرحمة والرضوان
وللنبي اختارك الرحمن
وفيك للسبط بدت أنوار
مولى لخير الرسل كان بهجه
وللوصي والبتول مهجه
وللاله جل شأناً حجه
وفي ولاه توضع الأوزار
آباؤه من آدم كل تقي
وكل برةٍ لها الجيب النقي
فهو لعمري في النزول يرتقي
حتى نمته الطهر والكرار
وجده المختار خير من قطن
في الكون طراً وشقيقه الحسن
وهو أمين الله خير مؤتمن
وولده الأئمة الأطهار
وصاحب العصر الإمام القائم
ومن به استنارت العوالم
فهو الإمام الحق وهو الخاتم
للحجج الأولى ارتضى الجبار
قوم لهم في حضرة القدس محل
إذ عصموا من الخطاء والزلل
إن تسترب فآية التطهير سل
والله جل العالم المختار
لهم مقامات يطيش العقل
من ذكرها بل لا تحيط الرسل
حتى أولوا العزم بها فالكل
لديه سر دونه أستار
طوبى لمن حصن ولائهم دخل
طوبى لمن بحبلهم قد اتصل
طوبى له بالأمن في الحشر وهل
تدخل في حصن الولا الأخطار
طوبى لقوم عظموا الشعارا
شعار آل المصطفى جهارا
واتخذوا خدمتهم فخارا
حتى انقضت في ذلك الأعمار
فحق للإسلام إظهار الهنا
وأن يهنوا المصطفى والحسنا
وحيدراً وفاطماً والأمنا
ما دامت الأدوار والأكوار
عليهم صلى الإله ما اهتدى
بهم إلى الرشاد طالب الهدى
وكلما في السكون معجز بدا
منهم ودار الفلك الدوار
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان