الشيخ جعفر السبحاني ..
إنّ «القَضاء والقَدَر» في مجال أفعال الإنسان لا ينافيان اختياره، وما يوصف به من حرّية الإرادة قط، لأنَّ التقديرَ الإلَهيَّ في مجال الإنسان هو فاعليّتُهُ الخاصّة وهو كونه فاعلاً مختاراً مريداً، وأن يكون فعلُهُ وتركُهُ لأيّ عَمَلٍ تحت اختياره وبإرادته.
إنّ القضاء الإلَهي في مجال فعلِ الإنسان هو حتميَّتُهُ وتحقُّقهُ القطعيُّ بعد اختيار الإنسان له بإرادته.
وبعبارةٍ أُخرى ؛ إنّ خلْقَةَ الإنسان مجبولةٌ على الاِختيار، ومزيجةٌ بحرّية الإرادة ومقدّرة بذلك، وإنّ القضاءَ الإلَهيَّ ليس إلاّ هذا، وهو أنَّ الإنسان متى ما أوْجَدَ أسباب وقوعِ فِعْلٍ مّا تمَّ التنفيذ الإلَهيّ من هذا الطريق.
إنّ بعض الأشخاص يَعتَبر كونَه عاصياً، ظاهرة ناشئةً من التقدير الإلَهيّ، ويتصوَّر أنّه لا يقدر على اختيار طريق آخر غير ما يسلكهُ، في حين يَرفُضُ العقلُ والوحيُ هذا التصوّرَ لأنّ العقلَ يقضي بأنَّ الإنسانَ هو الّذي يختار بنفسِهِ مصيرَه وهو كذلك في نظر الشرع أيضاً، أي إنّه حَسْب نظرِ الوَحْيِ يقْدِر أنْ يكون إنساناً شاكِراً صالحاً، أو كافراً طالِحاً.
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان: 3] .
وفي عصر الرّسالة كان ثمّة فريق من الوثنيّين يتصوّرون أنّ ضلالَهم ناشئ من المَشيئة الإلَهية. وكانوا يقولون: لَوْ لَمْ يُرِدِ اللهُ أن نكَون مشركين لما كنا مشركين.
إنّ القرآن الكريم يروي منطِقَهم وتصوُّرَهم هذا بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 148] ثم يقول في معرض الردّ عليهم: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا} [الأنعام: 148]
وفي الختام نُذَكّر بأنّ سُنَنَ الله الكليّة في عالم الخلق والتي تؤدّي إلى سعادةِ الإنسانِ تارةً، وإلى شقائه وخُسرانهِ تارة أُخرى، هي من مظاهر «القضاء والقَدَر» الإلَهيّين، وأنّ البشر هو الّذي يختار أحد هذين بنفسه...
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
محمد رضا اللواتي
عدنان الحاجي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد صنقور
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطهراني
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
علي الأكبر ونموذج الشباب الناجح
صفات القرآن في نظر المعصومين (1)
بين الدين والعلم
تأثير بأبأة الأطفال في تحفيز التفاعل اللغوي وتطوره
لماذا يحتاج القادة إلى اكتشاف أساليب جديدة؟
عليّ الأكبر لم يكن الأكبر!
علي الأكبر: نشأته وترعرعه عليه السلام
جدتي زكية، جديد الكاتبة ولاء الشيخ أحمد
ضرورة التربية
بين عليّ (ع) وبعض أبنائه