صدى القوافي

طود صبره

والخطب ما زلزل طود صبرِهِ، وإن أزال الطود عن مقرِّهِ، فلا نبيّ مثله تحمّلا، ولا وصي كابتلائه ابتلى، لهفي له وهو عليل ملقى، لما به الخصر الأصم رقـّا

اغرق بروحي

اغرق بروحي، فلطالما في داخلي، حلمٌ تكسّر، والقلب آذن بالرّحيل، يريد أن يحيا، ويجعل من ضياء الدّمِ معبر

وجدتُكَ يا إلهي

وجدتُكَ يا إلهي في دمائي، فما غرَضي لأبحثَ في السماءِ؟، وجدتُكَ في الصباحِ إذا تجلَّى، وفي الشّفقِ المطلِّ على المساءِ، وجدتكَ في الغيومِ، مسافراتٍ، إلى الأرواحِ تغسلُ كلّ داءِ

طال انتظار الهدى

طال انتظار الهدى من سيفك الفرجا، فقم أقم بالظبا من ديننا العوجا، واطلب بكل دمٍ هدرٍ أريق لكم، حتى تعود الفيافي بالدّما لججا، واملأ قتلى العدى الدّنيا فقد ملاؤا، بقتل جدك أقطار الوجود شجا

كيف لا أنعاه

أنعى الحسين وكيف لا أنعاهُ، وعليه بطش الدّهر ما أقساهُ، أهل الشّقاق تواثبوا ويل لهم، في البيت راموا أن تراق دماهُ، قد ضيّقوا كلّ الجهات على الذي، في الله طلّق للرّدى دنياهُ

ويبقى الحسينُ انتفاضةَ عزٍّ، مناراً يجدّدُ فينا اليقين، وجمرةَ حُزنٍ تَهيجُ اشتعالاً، إذا ما تهبُّ رياحُ الحنينْ، يفيضُ علينا مِنَ القلبِ حبًّا، مِنَ الوجهِ نورًا، مِنَ الفكر أسمى معاني التّسامي، إليهِ تُيَمِمُ كُلُّ الدروبِ، بهِ يهتدي الحائرُ المستكين