وحسب القرآن عظمةً وكفاه منزلةً وفخراً وفضلاً أنه كلام اللّه العظيم، ومعجزة نبيّه الكريم، وأن آياته هي المتكفلة بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم وفي جميع أجيالهم وأدوارهم، وهي الضمينة لهم بنيل الغاية القصوى والسعادة الكبرى في العاجل والآجل. هو كلام اللّه و(فضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه)
إن اكتساب ليلة القدر وشهر رمضان المبارك أهمّيتهما من نزول القرآن فيهما يظهر عظمة حقيقة القرآن النورانية؛ فعظمة القرآن وأهمّيته بالغة إلى درجة أنّ هذه الأهمّية والشرف يسريان إلى ظرف نزول هذا القرآن الكريم. ولا يبعد أيضًا أن تكون سائر فضائل شهر رمضان المبارك وليلة القدر إنّما هي ببركة فضيلة نزول القرآن؛ ذلك أنّنا نعتقد بأنّ القرآن هو الهديّة الإلهية الكبرى للإنسان.
أمّا وفيه لفيف من آيات مغلقة أبوابها في وجه الخلق أجمعين حتّى الأئمة الأمناء على وحيه المطّهرين، فهذا ممّا يتنافى وحكمته تعالى أن يُدلي إلى الناس كتاباً فيه ـ من المتشابه ما لا يعلمه أحد من الأمّة ـ لا النبي الكريم ولا سائر علماء الأمة جميعاً ـ وإنّما هي لمجرّد أن تقع ألعوبة في يد المشعوذين الذين في قلوبهم زيغ، ولا رادّ لهم عن غيّهم الفظيع، ليصبحوا مطلقي السراح في إضلال الناس والإفساد في الأرض!!
ربّ قائل يقول: اليهود قالوا: نحن المحقون فقط، والنصارى قالوا: بل نحن فقط.... ومحمد (صلى الله عليه وآله) قال: بل إبراهيم هو المحق لا اليهود ولا النصارى. وكل هذه الأقوال مصادرات وادعاءات بظاهرها، وإذا صح لليهود والنصارى أن يستعملوا هذا النحو من المنطق الباطل، فإنه لا يصح نسبة مثله إلى اللَّه ورسوله، فما هو الوجه؟.
وبالنسبة للمعرفة التحليليّة للقرآن، لا بدّ أنْ نرى: ـ ما هي المواضيع التي يشتمل عليها القرآن؟ ـ وكيف يعرض القرآن هذه المسائل؟ ـ وما هي استدلالات واحتجاجات القرآن في المستويات المختلفة؟ ـ بما أنّ القرآن حافظ وحارس للإيمان ورسالته إيمانية، فهل ينظر إلى العقل نظرة ترقّب وترصّد، ويسعى ليصدّ هجوم العقل ويكبّل يديه ورجلَيه، أَمْ بالعكس
القرآن مستغنٍ عن هذا النوع من المعرفة، ولهذا فإنّه يعتبر الكتاب الوحيد (الذي يصح إسناده) منذ القدم، ولا يمكننا الحصول على أيّ كتاب قديم قد مضى عليه قروناً من الزمان وبقي إلى هذا الحدّ صحيحاً معتبراً دون شبهة. وأمّا الموضوعات التي تطرح أحياناً، ومن قبيل المناقشة في بعض السور أو بعض الآيات
أجل، إن القرآن كريم يغني عن كل مرشد ودليل، ويشفي من داء الجهل والضلال، ويهدي إلى منازل الكرامة والسلامة، ويحرر من قيود الظلم والعبودية.. أما السرّ لأوصافه هذه وكثير غيرها فلأن القرآن الكريم يستجيب لكل حاجة من حاجات الحياة، ويربط الدين بالعمل في الدنيا لحياة طيبة عادلة لا مشاكل فيها ولا عدوان.. حتى سعادة الآخرة لا ينالها إلا من أخلص وعمل صالحًا..
ولا ينحصر تنبّؤ القرآن بعدم إيمان عمّه أو الوليد بل تنبأ في آية أخرى عن عدم إيمان ثلة كبيرة من الكافرين فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}. وقال سبحانه: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}. وليس المراد عموم الكافرين لبطلانه بالضرورة لدخول كثير منهم في الإسلام بل المراد هم الذين كانوا يظاهرون بعدوانه.
لا شك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخترع لنفسه طريقة خاصة لإفهام مقاصده، وأنه كلّم قومه بما ألفوه من طرائق التفهيم والتكلّم، وأنّه أتى بالقرآن ليفهموا معانيه، وليتدبروا آياته فيأتمروا بأوامره، ويزدجروا بزواجره، وقد تكرر في الآيات الكريمة ما يدل على ذلك، كقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
ولو كان صوم المسافر في شهر رمضان راجحًا عند اللّه لما أكد هذا التقسيم والتمييز بين الموضوعين والوقتين بهذا السياق البين، ولكان ذكره في هذه الآية أولى من التي قبلها لما فيه من بيان الفضل لشهر رمضان وصومه، بل إن اللّه جلت آلاؤه ذكر في هذه الآية ما يزيد في البيان ويعزز الإيضاح فقال جلت آلاؤه {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} النوعي بإفطار المريض والمسافر {ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} النوعي فالصوم في السفر غير مراد للّه لأن فيه عسرًا نوعيًّا.
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ حسن المصطفوي
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ محمد صنقور
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الفيض الكاشاني
السيد جعفر مرتضى
الشيخ جعفر السبحاني
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
علماء يكتشفون أن الكافيين يُفعّل مفتاحًا خلويًّا قد يُبطئ الشيخوخة
أيها الشباب احذروا
التشاور مع الشباب
آيات الله في خلق الجبال (1)
معنى (عضد) في القرآن الكريم
الشّيخ صالح آل إبراهيم: إصلاح النّفس أساس كلّ تغيير إيجابيّ
(سباحة في بحر الوجود) جديد الكاتب فاضل الجميعي
(فنّ التّخطيط الإستراتيجيّ بعدسة هندسة الفكر) جديد الكاتب عبد المحسن صالح الخضر
تشخيص المجاز العقلي في القرآن وعند العرب
معنى قوله تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾