جعل الله تعالى حياتنا كلها فرصة للوصول إليه ولقائه؛ فإن استفدنا من فرصها تقدّمنا وتكاملنا، وإن أهدرنا هذه الفرص أو عبثنا فيها واستخففنا بها وأتلفناها ابتعدنا واحتجبنا ثم هبطنا وهوينا. إهدار الفرص من خلال التعامل معها بطريقة سلبية هو ما نطلق عليه عنوان الذنوب. التعامل الخاطئ مع الموارد والمواهب الإلهية يجلب الشقاء والانحطاط.
إلّا أنّ لوادي عرفة يوم عرفة بعد الزوال إلى الغروب، خصوصيةً وامتيازاً، لا توجد في غيرها إلّا نادراً. ففي وادي عرفة بعد الزوال من يوم عرفة، تتساقط كل الحجب بين العبد وبين الله، ويصعد الدعاء إلى الله، وتتفتح القلوب على الله، وتنزل الاستجابة من عند الله على عباده بدون حجابrn
ولا فرق بين الأنبياء: وعامة النّاس، في الاعتراف والمعرفة في هذا اليوم المبارك، إلّا أنّ الأنبياء ليست لهم ذنوب يؤاخذهم الله تعالى عليها، وهم معصومون، منزهون عنها، ولكنهم يعترفون لله تعالى بما ارتكبوا من الغفلات والتقصير، وما كان ينبغي لهم ومثلهم، أن يتنزهوا ويترفعوا عنها، ثم يسألون الله تعالى أن يلهمهم ويعلّمهم مناسكهم، ليس بوجهها الفقهي فقط، وإنما بما تحمل من أسرار المعرفة والتوحيد والعبودية.
من حكم حج بيت الله الحرام، هذه التظاهرة الإيمانية والمسيرة الإلهية الكبرى، تحويل رؤية الإنسان إلى الدين من علاقة شخصية بينه وبين ربه إلى نظام اجتماعي يسود كافة نواحي الحياة. وهي أيضاً الحكمة ذاتها المتوخاة من إقامة صلاة الجمعة والجماعة، وأغلب الشعائر التي أمر الله تبارك وتعالى بتعظيمها، قائلاً: ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
إنّ الهدف الأهمّ من الحجّ هو العبادة والتعبّد، ابتداءً من الإحرام للعمرة، ومروراً بالطواف بالكعبة المشرَّفة فالصلاة فالسعي فالتقصير ثمّ الإحرام ثانية للحج فالوقوف بعرفة فالإفاضة إلى المزدلفة والوقوف بها، فالذهاب إلى منى والمبيت بها ليالي، فالرمي فالنحر أو الذبح فالحَلق فالطواف بالكعبة المعظّمة أيضاً، وانتهاءً بالسعي بين الصفا والمروة، وما يتخلّل كلّ ذلك، أو يصاحبه من أدعية وأذكار، وامتناع عن محرّمات خاصّة، قربة إلى اللَّه سبحانه وتعالى.
التفويض هنا هو إيكال الأمور كلّها صغيرها وكبيرها إلى الله وعدم طلب ما لم يرده سبحانه. بما أنّ رغبات الإنسان لا تنتهي، وعالم المادة محدود مليء بالمنغّصات، ولا يصل الإنسان فيه إلى واحد من الألف من رغباته، فإنّ الاستقرار الحقيقيّ للبشر محال قطعاً، اللّهمّ إلّا إذا وصل بنور المعرفة إلى مقام «التفويض»، أي يتخلّى عن رغبات نفسه ولا يريد إلّا ما أراده له الله العالِم والحكيم
اعلم أن الحج أعظم أركان الدين، وعمدة ما يقرب العبد إلى رب العالمين، وهو أهم التكاليف الإلهية وأثقلها، وأصعب العبادات البدنية وأفضلها، وأعظم بعبادة ينعدم بفقدها الدين، ويساوى تاركها اليهود والنصارى في الخسران المبين. والأخبار التي وردت في فضيلته وفي ذم تاركه كثيرة مذكورة في كتب الأخبار، والأحكام والشرائط الظاهرة له على عهدة الفقهاء، فلنشر إلى الأسرار الخفية، والأعمال الدقيقة، والآداب الباطنة، التي يبحث عنها أرباب القلوب
الإمام محمد الباقر (ع) من أفذاذ العترة الطاهرة، ومن أعلام أئمة أهل البيت (ع) ومن أبرز رجال الفكر والعلم في الإسلام فقد قام - فيما أجمع عليه المؤرخون - بدور إيجابي وفعال في تكوين الثقافة الإسلامية وتأسيس الحركة العلمية في الإسلام، فقد تفرغ لبسط العلم وإشاعته بين المسلمين في وقت كان الجمود الفكري قد ضرب نطاقه على جميع أنحاء العالم الإسلامي، ولم تعد هناك أية نهضة فكرية أو علمية
جعل اللَّه الكعبة البيت الحرام قياماً للناس وجعل الحجّ موسماً للعبادة، وفرصة لالتقاء المسلمين الوافدين من كلّ صقع وصوب ليتعارفوا، وليتعرّفوا على معالم دينهم ويطّلعوا على أحوالهم، فهذا هو - بعد العبادة - من أظهر مصاديق قوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ)، وأيّ منفعة - بعد العبادة - أكبر من أن يلتقي الإخوة في اللَّه في نقطة واحدة
دعوة من الله - تعالى - لعباده أن يَحِلُّوا ضيوفاً عليه، عند بيته المحرّم، ويطلبوا قِراه، ويستفتحوا أبواب رحمته الواسعة. وإبراهيم (ع) خليل الرحمن، وأبو الأنبياء ورائد التوحيد، هو رسول الله - تعالى - إلى عباده، والمبلّغ عن الله في هذه الدعوة. يقول تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، هذه هي الدعوة.rn
ونحن إذا قرأنا تروك الإحرام، نجد أن أهمها وأبرزها تلك التي تخدم وحدة المسلمين. فتروك الإحرام الأصلية أربعة، هي: التفث أي الممارسة الجنسية بكل مقدماتها، والجدال، والفسوق، والصيد كما جاء في آيات أخرى. أما بقية تروك الإحرام، فإنها تنبثق كلها من تلك التروك الرئيسية؛ منها ترك الزينة. ففي الحج يستحب للإنسان أن يكون أشعث أغبر.
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ جعفر السبحاني
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد صنقور
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد مهدي الآصفي
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ شفيق جرادي
حسين آل سهوان
أحمد الرويعي
أسمهان آل تراب
حسين حسن آل جامع
أحمد الماجد
فريد عبد الله النمر
علي النمر
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
السُؤال في عين كونه جوابًا (1)
فاجعة الطَّفّ: أبعادُها، ثمراتُها، توقيتُها
كعبة الكون، جديد الكاتب حيدر المعاتيق
سورة التكاثر
الدافع الواقعي لهجرة الإمام الحسين (ع) إلى العراق
ثورة الإمام الحسين (ع) الأكثر الأمور حيويّة لتمييز الحقّ عن الباطل
كيف لم يقطع يزيد على السيّدة خطبتَها؟!
طريق السبايا من الكوفة إلى الشام (2)
المؤمن بين الفطنة والتغافل
التّفكير فريضة إسلاميّة