هناك فرق واضح بين أسلوب الشهيد في الدعوة إلى اللّه، والأسلوب الذي يتّخذه غير الشهداء من عامة الناس إلى اللّه. فمن الدعاة من يدعو الناس إلى الموقع الوسط ويرشدهم إليه. أما الشهيد (القدوة) فلما كان يجسّد بأقواله وأفعاله الموقع الوسط فهو يأخذ الناس معه إلى ذلك الموقع

والدور الثاني للشهيد هو تجسيد القدوة للناس، للاقتداء والتأسّي. وفي الرسالة الثانية لا يدعو الشهيد إلى الموقع الوسط، وإنما يجسّد بسلوكه الموقع الوسط. فلا يشذّ عنه في قول أو فعل، ولا ينحرف، ولا يشطّ، ولا يقصّر، ولا يزيد.

إن في نفس الإنسان كنوزاً من القيم والمعرفة واليقين والاستجابة للّه، ورصيداً كبيراً من الفطرة الصافية النقية، ومهمّة الشهداء الوصول إلى هذه الكنوز. إن هذه الأمة التي انطلقت من قلب الصحراء في جزيرة العرب، واستطاعت أن تهزم أكبر إمبراطوريتين في التاريخ في مدة يسيرة من عمر التاريخ

إنّ العلاقة العقلية واضحة بين هذين الأمرين، حيث إنّ الإنسان إذا ما اعترف لله تعالى بالربوبية، لزمه بحكم العقل أن يلتزم بالطاعة له. والعلاقة التكوينية بين الخالق وخلقه، تستتبع علاقة تشريعية بطاعة المخلوق لخالقه، فيما يشرع له من أوامر ونواهٍ.

من أين نستقي حبّ الله؟ هذا سؤال مهمّ... فما دمنا قد عرفنا قيمة حبّ الله، فلابدّ أن نعرف من أين نأخذ هذا الحب؟ وما هو مصدره؟ وإجمال الجواب، أنّ الله تعالى هو مصدر الحبّ ومبدؤه وغايته. ولابدّ لهذا الإجمال من تفصيل

فإذا استسلم الإنسان للهوى وخرج من حدود اللّه تعالى كانت مصيبته الأولى في نفسه، وهي محنة التناقض وعدم الانسجام بين حياته التي يعيشها والفطرة التي ركبها اللّه تعالى فيه.

والالتزام بحدود اللّه تعالى، والعمل والتحرك والتصرف داخل هذه الحدود، وعدم تجاوز هذه الحدود هي (التقوى)، وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن التقوى فقال: "لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك"

دعاء الجميع للجميع من أساليب الدعاء الموجودة في القرآن ويعد من أشهرها. وأکثر أدعية القرآن من هذا القبيل، ومن ذلك قوله تعالیٰ: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )

الحرم رقعة نموذجية لساحة الحياة: والله تعالى يريد أن يكون وجه الأرض كلّه آمنًا للناس، يعيش الناس بعضهم مع بعض في أمن ودعة وسلام

﴿أَوَ لَم يَرَوا أَنّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً﴾. من مهام الحج تحقيق السلام في العلاقات الاجتماعية، وتوفير فرصة نموذجية للسلام في العلاقات فيما بين الناس

واللّه‏ تعالى جعل في أيدينا مفتاحَيْن نستفتح بهما خزائن رحمة اللّه‏، ونطلب بهما رزقه وفضله، وهذان المفتاحان هما : «العمل» و«الدعاء»؛ وكل منهما لا يغنى عن الآخر.

لا ينظر الباحثون إلى عملية الاقتباس الحضاري نظرة سطحية وعابرة. فهي عملية حساسة وخطيرة، ومن الممكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية فيما لو لم يحسن مجتمع من المجتمعات التعاطي مع هذا التحدّي في ظروف عالمية