في العادة ما إن تتمتّع العوائل ببعض الرفاهية حتى تفسح المجال لحبّ الراحة لدى أولادها. وحتى إذا أصبح هذا الولد الناشئ على حب الراحة مؤمناً متديّناً، فإنّه لن يبلغ ذروة الروحانيّة أبداً! وحتى إن تلقّى العلم فإنه لن يصير عالماً على الإطلاق!

أريد المُضي إلى الأمام لا أريد لأيّ من حسناتي أن تكون دون جدوى فلنعمل على أن يوصلنا الحدّ الأدنى من حسناتنا إلى الهدف وأن يكتبوا لنا حسناتٍ ليست عندنا أريد يا أحبتي أن أبوح بسر: أن لا يكون لنا عمل بلا جدوى وماذا؟

أيها الرفاق، يا أحبائي، إحدى طرق التواضع هي المشاركة في المواكب الراجلة. اذهب والطم في المواكبِ الراجلة في الطرقات. وإذا توقّف الناعي، وأيّاً كان مقامُك، دكتوراً أو مهندساً أو أستاذ جامعة أو تاجراً أو رئيساً، أينما وقف الناعي أبرُك على الإسفَلت واشرَع بالبكاء.

فلنطلب.. فلنذُق.. فلتبدأ علاقتنا مع الله. حلاوة محبّة الله. لكي تتفاعلوا مع رحمة الله وتستشعروا مذاقَها وتذوقوا لذّتها، أتدرون ماذا ينبغي أن تفعلوا؟ لا بد أن تروا عظمة الله تعالى.

«فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُم‏.. وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا»، الأمر الوحيد الذي يذكره هنا بعد السمع والطاعة هو «أَنْفِقُوا».

يشيع هذا النمط من الخيانة في مجتمعنا بكثرة فالناس يحبون أطفالهم، وبسبب هذه المحبة يخونونهم! سبع سنوات من الخيانة بدافع الحب.

علينا أن ننظر إلى كل شيء بنظرة الامتحان. الآن تحديداً نحن نُمتحَن بهذا الكلام بالذات، إنها إحدى مراحل امتحاننا أن يطرُق أسماعَنا مثل هذا الكلام، الآن تحديداً نحن نُمتحَن.

إن لنا إلهاً في منتهى العظمة، وإن رحمته، مثل عظمته، لا نهاية لها، ونحن بحاجة إلى رحمته اللامتناهية. فإن لم يرَ إنسانٌ هذه الحاجة في نفسه فإنه لم يعرف بعدُ ميولَه الفطرية ولم تتفتّح بعدُ فطرتُه. فعدم التفات الإنسان إلى حاجته إلى رحمة الله أو إنكاره لهذه الحاجة يرجع إلى "فقدانه الأمل لبلوغ هذا المستوى المطلوب من الرحمة"!

يصل الإنسان في كل مرحلة من مسيرة حياته إلى درجة من النضج يفهم فيها ما لم يكن قد فهمه في الماضي.

كثيرًا ما يكون تشجيعنا في غير محله ـ هل رأيت إنجازَه! ـ بماذا؟ ـ تلاوته القرآن، في فن كذا، في.. ـ ثم ماذا؟!

مِمَّ يخاف الإنسان؟ من.. من التفريط بالمنافع؟ من.. انتهاء العمر؟ من.. العذاب؟.. من عذاب الله، مرحى، جيّد، إنك تنضج ما شاء الله.

من خصوصيّات الله تعالى، التي إذا آمنّا بها انقلبنا من الأعماق، "رحمتُه" عز وجل. ومن أجل أن نلتفت إلى رحمانية الله ولطفه ونستوعب أكثر أهمّية رحمة الله ودورها في العالم علينا أوّلاً أن نلاحظ حال القوانين التي تسود حياة البشر. الخصوصية الأهم والمبدأ المسيطر على هذا العالم هو النظام والإتقان والدقة التي جعلها الله تعالى في حياة البشر، وهو ذات النظام الذي نلجأ إليه لإثبات وجود الله.