تحدّث سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل في خطبة له بعنوان: (القلب السليم في القرآن الكريم) تناول فيها القلب بتعريفاته وأقسامه، وذلك 1446/03/23 هـ في مسجد الخضر عليه السلام في جزيرة تاروت - الربيعية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد، ومسيل الوهاد، ومخصب النجاد، حمدًا يملأ ما خلق ويبلغ ما أراد. وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فاطر السماوات والأرض، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا يذرؤكم فيه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأشهد أن حبيبه المجتبى وأمينه المرتضى، المحمود الأحمد، المصطفى الأمجد، أبا القاسم محمدًا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، فأظهر به الشرائع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة، وبيّن به الأحكام المفصولة. اللهم فصلِّ عليه وآله صلاةً لا يقوى على إحصائها أحدٌ إلا أنت، وبلغه منا تحيةً كثيرةً وسلامًا.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوه تقية من أحيا عقله وأمات نفسه، وجعل الذكر جلاءً لقلبه، فإن لذكر الله أهلًا أخذوه من الدنيا بدلًا، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه، يقطعون به أيام الحياة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماء الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به. أولئك الذين قال عنهم سبحانه في محكم كتابه: "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ". ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وجعلنا من خيرة عباده الصالحين.
أيها الإخوة الكرام والأخوات المؤمنات، موضوع اليوم موضوع قلبي وروحي تحت عنوان "القلب السليم في القرآن الكريم". قال تعالى في محكم كتابه وجميل خطابه: "ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، وقال تعالى كذلك عن إبراهيم عليه السلام: "وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم".
أولًا، ما هو القلب؟ وما هو تعريف القلب في القرآن الكريم؟ جاء القلب في القرآن الكريم على ثلاثة معانٍ:
المعنى الأول بمعنى العقل والإدراك: كقوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد". "لمن كان له قلب" أي لمن كان له عقل، لمن يفكر بعقله، لمن يعمل عقله ويحركه. نستخدم لفظ القلب ونراد بها العقل.
المعنى الثاني بمعنى الروح والنفس: الروح تلك القوة الكامنة في الإنسان التي بها قوام الحياة، وبخروجها تنتهي الحياة. جاء القلب بمعنى الروح كقوله تعالى: "وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر" أي بلغت الأرواح الحناجر.
المعنى الثالث بمعنى مركز العواطف والأحاسيس والمشاعر: التي تُعبّر عن الإنسان. كقوله تعالى: "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب"، فالقلوب هنا بمعنى مركز العواطف والأحاسيس والمشاعر. الرعب هو الخوف، والخوف هنا ليس بمعنى العقل ولا الروح، وإنما يُراد به مركز الإحساس والعواطف.
وقوله سبحانه: "ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، هنا "غليظ القلب" ليس بمعنى غليظ الروح ولا غليظ العقل، وإنما يُقصد به مركز الإحساس والمشاعر.
إذاً، جاء القلب في القرآن الكريم على ثلاثة معانٍ:
الأول بمعنى العقل.
الثاني بمعنى الروح والنفس.
الثالث بمعنى مركز الإحساس والمشاعر والعواطف.
وزيادة في التوضيح، نحن نعلم وندرك أن في الإنسان مركزين قويين:
المركز الأول: مركز الإدراك
يتكون من الدماغ والجهاز العصبي، وهو الذي نستقبل به المسائل الفكرية. هذا المركز هو الذي نفكر به ونحل به المسائل الصعبة. عندما يحاول الإنسان فهم أو حل مسألة، سواء كانت رياضية أو غيرها، يشعر بحالة من الإحساس في الدماغ وليس في الصدر، حيث يرى أن تركيزه يكون في الدماغ. فالدماغ في الواقع هو وسيلة للروح، وهو الأداة التي يستخدمها الإنسان للتفكير. إذًا، المركز الأول هو مركز الإدراك، ويتكون من الدماغ والجهاز العصبي الذي يستقبل به الإنسان المسائل الفكرية العويصة، مثل المسائل الرياضية أو أي مسألة يسعى لحلها، حيث يعصر دماغه ويخرج بنتيجة معينة. وكما قلنا، هذا المركز هو أيضًا وسيلة للروح.
المركز الثاني: مركز العواطف
هذا المركز يرتبط بما يشعر به الإنسان في صدره. فعندما يحزن، يشعر بأن حزنه في منطقة الصدر وليس في الرأس. وعندما يفرح ويستأنس، يشعر بأن فرحه أيضًا في منطقة الصدر. وكذلك، عندما تأتيه المشاعر والأحاسيس، يشعر بأنها متمركزة في الصدر. هذا هو المركز الثاني في جسد الإنسان، ويُعتقد أن هناك حاسة سادسة تقع في مكان الصدر، حيث يستشعر الإنسان جميع العواطف والمشاعر.
وقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام، إمام الهدى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين، قوله: "موضع العقل الدماغ، والقسوة والرقّة في القلب". هذا يعني أن الدماغ هو موضع العقل، بينما القلب هو موضع العواطف والمشاعر، حيث تتركز الأحاسيس كالرقّة والقسوة في القلب.
إذًا يمتلك الإنسان مركزين أساسيين ومهمين جدًّا:
الأول: مركز الإدراك
يتكون من الدماغ، وهو الذي نفكر به ونحلل القضايا والمسائل، مثل المسائل الرياضية وما شابه ذلك، حيث نسعى لإيجاد حلول ومخارج لها.
المركز الثاني: مركز العواطف
وهو ما نشعر به في الصدر عندما نفرح أو نحزن، أو عندما يشعر الإنسان بحالة من الرقة أو مشاعر مشابهة. يستشعر أن موضع هذه الأحاسيس في منطقة الصدر، وقد تكون مرتبطة بالجهاز الصنوبري (القلب) كمضخة للدم أو عمومًا في منطقة الصدر.
منزلة القلب
بعد أن عرفنا معاني القلب الثلاثة في القرآن الكريم (العقل، الروح، ومركز العواطف)، نقول إن للقلب منزلة عظيمة وكبيرة في القرآن وفي روايات أهل البيت وفي الشريعة الإسلامية. فقد جاء في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إن منزلة القلب من الجسد كمنزلة الإمام من الناس"، فالقلب هو إمام هذا الجسد.
وإذا قلنا إن للقلب ثلاثة معانٍ في القرآن: بمعنى العقل والإدراك، وبمعنى الروح والنفس، وبمعنى مركز العواطف والمشاعر، نفهم حينئذ معنى إمامية القلب لهذا الجسم، أي كونه إمامًا. فالإنسان تُحركه وتقوده عقله وروحه وأحاسيسه ومشاعره، وهي هذه المحركات التي تمنح الإنسان قيمته ومنزلته.
وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: "إن منزلة القلب من الجسد كمنزلة الإمام من الناس". كما جاء في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن في الإنسان مضغة إذا صلحت صلح بها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد بها سائر الجسد، وهي القلب". فالقلب إذا فسد، فسدت جميع الجوارح، كالعين التي قد تنظر إلى الحرام، أو اللسان الذي ينطق بالسوء، وهكذا.
ونرجع لنقول إن القلب يُقصد به المعاني الثلاثة التي قدمناها في معانيه.
وفي رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". فالله لا ينظر إلى ثروة الإنسان أو شكله، بل ينظر إلى قلبه وأعماله. فالقلب يمكن أن يكون مخزنًا للذنوب كالشك والريبة والنفاق والكبر والحسد، أو مستودعًا للفضائل والكمالات من الإيمان والطمأنينة والإخلاص والحب في الله.
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام، يقول: "القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال". فإذا كان القلب متعلقًا بالله حقًا، فإن ذلك القلب يصل إلى الله سبحانه وتعالى، أما إذا كان القلب بعيدًا عن الله، فمهما تعب الإنسان نفسه بالعبادة لا ينفعه ذلك.
كنت في إحدى الفترات في مباحثة مع أحد الزملاء. المباحثة عند الطلاب الحوزويين هي بعد الدرس، حيث يتفق اثنان أو ثلاثة أو أربعة من الطلاب على أن يعيدوا إلقاء الدرس على بعضهم البعض وشرحه كما شرحه الأستاذ. كل يوم يتفقون على شخص معين يقوم بإعادة شرح الدرس، بحيث يجتمعون بعد أن يتلقوا الدرس من الأستاذ، فيستوعبون ويدونون الملاحظات، ومن ثم يقررون الاجتماع لمباحثة الدرس.
يختارون أحدهم ليقوم بشرح الدرس بنفس الطريقة التي شرحه بها الأستاذ، بينما يلاحظ الزملاء إذا كان قد استوعب الدرس أم لا. يناقشونه فيما يقول، وهذه الطريقة بلا شك تساعد على تركيز المعلومات التي تلقاها من الأستاذ بشكل كبير، وتعطيه قوة إضافية في التحول من طالب إلى مدرس، إذ يتلقى الدرس من الأستاذ ثم يتحول ليصبح بمثابة الأستاذ فيشرح المادة لزملائه.
في إحدى هذه المباحثات كنت مع أحد الزملاء في حرم السيدة المعصومة، رزقنا الله وإياكم الوصول إلى ذلك الحرم الشريف. كنا نرى يوميًا شخصًا في الحرم، فارشًا عباءته ويصلي، كان موجودًا سواء ذهبنا ليلًا أو صباحًا أو عصرًا، دائم الصلاة. كان يبدو عربيًا، إذ كان يرتدي الغترة.
في أحد الأيام كان الحرم مزدحمًا، وجاء أحد الشباب يريد الطواف وسط الزحام ولم يجد مكانًا، فاضطر للمرور على عباءته المفروشة، فهدم صلاته. أمسك الرجل بالشاب من عنقه، وأخذ يصرخ ويرعد ويزبد ويغضب بشدة، مما أثار استغراب الجميع. سألوا: أين أثر الصلاة؟! إذا كان القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال، فكيف غابت عنه معاني الصلاة؟
النقطة الرابعة التي عنونا بها البحث هي "القلب السليم في القرآن الكريم". ما هو القلب السليم؟ ذكرنا الآيات التي تقول: "ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
ما هو القلب السليم؟ وما هو تعريف القلب السليم؟ بدلاً من أن نأخذ التعريف من علماء الأخلاق والسير والسلوك، نأخذ التعريف مباشرة من الإمام الصادق عليه السلام. في الرواية المذكورة في كتاب "الكافي"، يقول الإمام عليه السلام: "القلب السليم هو الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه". يلقى الله وليس في القلب غير الله سبحانه وتعالى.
القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه؛ لا يوجد فيه حب الأموال، ولا حب الأولاد، ولا أي حب إلا لله. كما يعبر علماء السير والسلوك: "ليس في الدار غيره من ديار"، أي ليس في القلب غير الله.
ويكمل الإمام عليه السلام: "وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط". إنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة. زهد الزاهدون ليفرغوا قلوبهم لله سبحانه وتعالى وللآخرة.
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام، يُعرف القلب السليم بقوله: "هو القلب الذي سلم من حب الدنيا". فالقلب الذي يسلم من حب الدنيا هو القلب السليم.
وفي رواية جميلة أخرى عن الإمام الحسن الزكي عليه السلام، يقول: "أسلم القلوب ما طهر من الشبهات". القلب السليم هو الذي ليس فيه شبهات، قلب فيه إيمان خالص، قد أصبح خالصًا لله سبحانه وتعالى.
إذًا، بتعريف القلب السليم عن أئمة الهدى: القلب السليم هو الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط، أي ليس بقلب سليم، أو القلب الذي سلم من الشبهات، أو الذي خلص من حب الدنيا، وليس فيه شيء من حب الدنيا.
النقطة الأخيرة: القرآن الكريم قسّم القلب إلى قسمين وأعطى كل قسم صفات متعددة؛ قسم القلب إلى قلب سليم وقلب مريض. كما قال تعالى: "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، وقال تعالى عن إبراهيم: "إذ جاء ربه بقلب سليم". كذلك قال تعالى: "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا ولهم عذاب أليم".
إذًا، هناك قلوب سليمة وقلوب مريضة. ما هي صفات القلب السليم؟ وما هي صفات القلب المريض في القرآن الكريم؟ سنتناولها تباعًا في الجمعة القادمة إن شاء الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وإن أحسن الحديث وأبلغ الكتاب، كتاب الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "بسم الله الرحمن الرحيم، والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطبة الثانية
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، أحمده على كل حال، وأستعينه على مداحر الشيطان ومزاجره والاعتصام من حبائله ومخاتله. وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلّم عبده ورسوله.
اللهم اجعل جوامع صلواتك، ونوامي بركاتك، وشرائف تحياتك على نبيك وصفيك وخيرتك من خلقك، أشرف الأنبياء والمرسلين، حبيبك من العالمين، أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وصلِّ على علي أمير المؤمنين، وصلِّ على الصديقة الطاهرة فاطمة سيدة نساء العالمين، وصلِّ على سبطي الرحمة وأمامي الهدى، الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين.
وصلِّ على أئمتنا الهداة المهديين من ذرية الحسين: السجاد علي، والباقر محمد، والصادق جعفر، والكاظم موسى، والرضا علي، والجواد محمد، والهادي علي، والزكي الحسن، والخلف الحجة القائم المهدي بن الحسن، صلِّ عليهم صلاة كثيرة دائمة.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله. فما من عبد نقله الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى، إلا أغناه الله من غير مال، وأعزه من غير عشيرة، وآنسه من غير بشر.
من أراد هيبة بلا سلطان، وعزًا بلا عشيرة، فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته. جعلنا الله وإياكم من خيرة عباده المتقين الصالحين، إنه سميع مجيب.
أيها الإخوة الكرام والأخوات المؤمنات، في خطبتي الثانية هذه، أبين مسألة تتعلق بصلاة الجمعة. أولاً، بعض الآباء الكرام يحضرون أبناءهم في يوم الجمعة إلى المسجد، والابن قد يكون مميزًا، عمره مثلًا عشر سنوات، 12 سنة، أقل أو أكثر. ولكن قد لا يدرك أن الصلاة التي ستقام هي صلاة الجمعة. لذلك، ينبغي على الآباء الكرام، إذا جاؤوا بأبنائهم، أن يُعلموا الولد في الطريق قائلين: "يا ولدي، نحن ذاهبون إلى المسجد اليوم لصلاة الجمعة، والصلاة الأولى ستكون صلاة الجمعة وصفتها كذا وكذا".
للأسف، نجد أن البعض يصلي صلاة الجمعة بينما يصلي الولد صلاة الظهر، وهذه النية غير صحيحة. لا يصح لأحد أن ينوي في صلاة الجمعة نية صلاة أخرى من الصلوات الواجبة، سواء كانت الظهر أو العصر.
المسألة الأخرى هي إذا نوى الإنسان صلاة الجمعة وهو يعلم أن الإمام يصلي الجمعة، ولكن نوى صلاة أخرى، فتكون صلاته باطلة ويهدمها، لأن صلاة الجمعة لا يؤتم بغيرها.
مسألة أخرى نُسأل عنها كثيرًا: إذا جئت إلى صلاة الجمعة والإمام انتهى من الخطبتين ودخل في الصلاة وأتم الركعة الأولى ووقف للركعة الثانية، أي وصلت في الركعة الثانية والإمام يقرأ الحمد والسورة، ماذا تفعل؟ تنويها صلاة جمعة، تكبر تكبيرة الإحرام، وتصلي الجمعة. تأخذ ركعة مع الإمام، ثم تقوم وتأتي بالركعة الثانية، ثم تركع وتسجد وتتشهد وتسلم. تُسلم على ركعة، وهذا يكفيك عن صلاة الجمعة، حتى وإن لم تحضر الخطبتين أو الركعة الأولى.
للأسف، هناك من يعتقد أنه إذا أخذ ركعة مع الإمام، يكمل ثلاث ركعات أخرى ويصليها ظهرًا، وهذا غير صحيح. قلنا: لا يتم في صلاة الجمعة بغيرها من الصلوات. إذا أخذت ركعة مع الإمام، ثم قمت وأتيت بالركعة الثانية، وركعت وتشهّدت وسلّمت، تكفيك عن صلاة الجمعة.
بالنسبة لمن يقلد السيد الخامنئي، يقول إن صلاة الجمعة صحيحة، ومن أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة. وبالنسبة للسيد السيستاني، إذا أدركت ركعة في الجمعة، أكملها جمعة وتتمها جمعة، ثم الأحوط وجوبًا أن تأتي بصلاة الظهر بعدها.
غفر الله لكم. في يوم الدعاء وساعة الدعاء ومكان الدعاء، نرفع أيدينا لله تعالى متضرعين بالدعاء:
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، اللهم بحق محمد وآل محمد، وبحق القرآن العظيم وما فيه، صلِّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها جميعًا، فإنه لا يغفر الذنوب كلها إلا أنت. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، اللهم اجعل كلمة الإسلام هي العليا وكلمة الكافرين السفلى، اللهم وحِّد كلمة المسلمين على الحق والهدى.
اللهم عذِّب كفرة أهل الكتاب وأولئك الإرهابيين التكفيريين الذين يصدون عن سبيلك، ويجحدون آياتك، ويكذبون رسلك. اللهم عذِّب الصهاينة الغاصبين، اللهم أحلل عليهم غضبك، اللهم أنزل عليهم رجزك ونقمتك، اللهم اطمس على أموالهم، اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تذر منهم على الأرض أحدًا أبدًا.
اللهم خالف بين كلمتهم، وألقِ الرعب في قلوبهم، وأنزل عليهم رجزك ونقمتك وبأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصرهم نصراً عزيزاً اللهم واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيرا، اللهم وطهِّر القدس الشريف من دنس أولئك الصهاينة الغاصبين عاجلًا غير آجل، يا رب العالمين.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واكشف كروبنا، واشفِ مرضانا، وأغنِ فقراءنا، واهدِ شبابنا، وزوِّج عزَّابنا، وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا. اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم ولا تخرجنا من هذه الدنيا حتى ترضى عنا.
اللهم عجِّل لولي أمرك الفرج والنصر والعافية إله الحق آمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم: "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد". إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.
وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد.
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد باقر الحكيم
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان