علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

لماذا لا يستطيع مرضى الزهايمر التعرف إلى أفراد أسرهم وأصدقائهم؟

ترجمة عدنان أحمد الحاجي

 

فئران التجارب، التالفة فيها الشبكات المحيطة بالعصبونات، "فقدت ذاكرتها الاجتماعية" أو قدرتها على التعرف على الفئران المألوفة لديها، مع أنها لا تزال قادرة على تكوين ذكريات جديدة والتمييز بين الأشياء المألوفة في محيطها. يعكس هذا النمط من فقدان الذاكرة ما يحدث لدى مرضى الزهايمر بشكل وثيق، حيث غالبًا ما تتدهور الذاكرة الاجتماعية قبل ذاكرة الأشياء.

 

الذاكرة الاجتماعية تتضمن التعرّف إلى أشخاص آخرين من خلال الوجوه أو الأصوات المألوفة. أما ذاكرة الأشياء، مثل الألعاب والأدوات والمعالم، هي القدرة على التعرّف وتذكر هذه الأشياء وتمييزها بناءً على تجارب سابقة معها، مثلًا، رآها أو خبرها أو تعرض لها سابقًا. يستخدم الشخص ذاكرة الأشياء للتعرف، مثلًا، إلى كوب قهوته أو سيارته من بين أشياء أخرى. ويستخدم الفأر الذاكرة نفسها للتعرف إلى الأشياء المألوفة له في محيطه (1).

 

في هذه الدراسة (2)،  الفئران ما زالت قادرة على التعرّف إلى الأشياء المألوفة، ما يعني أن الفئران ما زالت تحتفظ بذاكرة الأشياء، لكنها لا تستطيع تذكر الفئران الأخرى التي كانت مألوفة لديها، ما يشي بفقدانها للذاكرة الاجتماعية بشكل انتقائي، لا الذاكرة بشكل عام.

 

نتائج واعدة

اختبر سونثيمر Sontheimer وفريقه، ما إذا كانت مثبطات ماتريكس ميتالوبروتياز (MMP) - وهي صنف من الأدوية قيد الدراسة بالفعل لإمكانياتها في علاج السرطان والتهاب المفاصل - قادرة على حماية هذه الشبكات المحيطة بالعصبونات (المتخصصة في حماية خلايا دماغية معينة والداعمة للذاكرة).

 

وقد نجح العلاج، حيث منع المزيد من تدهور الذاكرة الاجتماعية وساعد الفئران على الاحتفاظ بذاكرتها لبعضها البعض، ما يشير إلى أن الحفاظ على الشبكات المحيطة بالعصبونات قد يكون استراتيجيّة علاجية ممكنة للوقاية من فقدان الذاكرة أو إبطاء فقدانها في الأمراض العصبية التنكسية، مثل الزهايمر.

 

في بحثنا على الفئران المصابة بحالة شبيهة بالزهايمر، اكتشفنا أنه إذا حافظنا على بعض مناطق الدماغ سالمةً أو قويناها في مرحلة مبكرة من حياتها، فإن أداء ذاكرة التفاعلات الاجتماعية لدى الفئران المصابة بالزهايمر، وذاكرتها لرفاقها تصبح أفضل، وأن ذلك قد يساعد في تأخير مشكلات الذاكرة الاجتماعية المرتبطة بمرض الزهايمر.

 

حين حافظنا على سلامة هذه المناطق الدماغية في مرحلة مبكرة من الحياة، كانت الفئران المصابة بهذا المرض أفضل في تذكر تفاعلاتها الاجتماعية، كما قال تشونسالي Chaunsali. وأضاف: "ستساعدنا نتائج الدراسة على الاقتراب من إيجاد طريقة جديدة وغير تقليدية لعلاج مرض الزهايمر، أو الأفضل من ذلك، الوقاية منه، وهو أمرٌ نحن في أمسّ الحاجة إليه هذه الأيام".

 

يأمل الباحثان سونثيمر وشونسالي في أن يصار إلى الاستفادة من هذه الدراسة التي أجريت على الفئران في إنتاج علاج  لحالات الزهايمر لدى المصابين. ولكن سيأخذ تحويل هذه الاكتشافات إلى علاج فعال وقتًا، كما يحتاج إلى مزيد من الدراسات لمعرفة فعاليته وسلامته للمصابين من البشر قبل تطبيقها عليهم.

 

"بالرغم من توفّر أدوية قادرة على تأخير فقدان الشبكات المحيطة بالعصبونات، وبالتالي تأخير فقدان الذاكرة في المصابين بمرض الأزهايمر، إلا أنه ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من دراسات تتعلق بسلامة وفعالية هذه العلاجات قبل تطبيقها على البشر"، حسبما قال سونثيمر.

 

وتابع سونثيمر: "من أكثر الجوانب المثيرة للاهتمام في بحثنا هو أن فقدان الشبكات المحيطة بالعصبونات الملحوظ في دراساتنا حدث بشكل مستقل تمامًا عن الأمراض التي تسببها تراكمات بروتينات أميلويد بيتا المتحللة وما ينتج عنها من لويحات الأميلويد، والتي تسبب في النهاية مرض ألزهايمر، ما من شأنه أن يزيد من الشكوك في أن هذه التراكمات البروتينية قد لا تكون سببًا لمرض ألزهايمر." ولذلك أهمية الحفاظ على هذه الشبكات تتجسد في أنها تؤخر فقدان الذاكرة، ما قد يكون مفتاحًا للوقاية من أعراض الزهايمر أو الحد من حدتها على الأقل".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- https://www.sciencedirect.com/topics/psychology/object-memory

2- https://alz-journals.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/alz.70813

المصدر الرئيس

https://news.virginia.edu/content/why-alzheimers-patients-forget-loved-ones-and-how-uva-researchers-are-fighting-back

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد