علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

مناغاة الطّفل الرّضيع أكثر تعقيدًا مـمّا نظنّ

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

قد لا تبدو مناغاة الرّضيع كلامًا معقّدًا، ولكن ما اتّضح أنّ مناغاته هي أكثر تعقيدًا مـمّا كان يعتقد سابقًا.

على الرّغم من أنّه من المعروف منذ فترة طويلة، أنّ حدّة الكلام وتناغمه، عندما تناغي الأمّهات أطفالهنّ يتغيران، فقد وجد الباحثون أنّ جرس الصوت يتغيّر أيضًا - وهي ميزة تعكس خصائص مدى ما تبدو به نعومة وخشونة أو أنفيّة الصّوت.

ولاستقصاء طبيعة مناغاة الطّفل - وهو أسلوب يعتقد أنّه يساعد على تطوّر اللّغة لدى الرّضّع – قام الفريق بتسجيل أصوات 24 من الأمّهات، أثناء مناغاتهنّ أطفالهنّ الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر وسنة واحدة.

 

الأمّهات من عشر لغات مختلفة، بما فيها الإنجليزيّة والإسبانيّة والماندرانيّة والعبريّة، ناغين أطفالهنّ كلّ بلغتها. وتقول الدكتور إليز بيازا، من مختبر الطّفل في جامعة برينستون، المؤلّفة المشاركة في الدّراسة: "لقد جلبنا الأمّهات إلى المختبر بشكل أساس، وتركناهنّ يلعبن مع  أطفالهنّ ويقرأن لهم، تمامًا كما هو الحال في المنزل".

سجل الباحثون كلام الأمّهات أيضًا أثناء إجراء مقابلات معهنّ بخصوص روتين أطفالهنّ اليوميّ، لتسجيل كلامهنّ عند مناغاتهنّ إيّاهم.

ثم تمّ تحليل مقاطع قصيرة من التّسجيلات باستخدام نظام كمبيوتر، لاستخراج مقياس لجرس الصّوت، بمعزل عن الإيقاع والتّغيّرات في حدّة الصوت. ثم جرت تغذية "البصمات الصّوتيّة" هذه، في نظام تعلّم آليّ، مستند على خوارزميّة لتدريبه على التّمييز بين الكلام الموجّه للرّضّع، والموجّه لأمّهاتهم. ثم كان اختبار النّظام باستخدام بيانات من مقاطع أخرى من الكلام - إذا لم توجد اختلافات بين الكلام الموجّه للرّضّع والأمّهات، فإنّ النّظام ينتهي به الأمر بتخصيصها على أنّها عرضيّة (عابرة).

 

النّتائج، التي نشرت في مجلة البيولوجيا المعاصرة Current Biology(1)، تكشف أنّ النّظام كان قادرًا على التّمييز بين مختلف الأمّهات.

ما كان مثيرًا للاهتمام، أنّه بعد  مضيّ حوالي 70٪ من الوقت، كان البرنامج  قادرًا على معرفة ما إذا كانت الأصوات من الطّفل، أو دردشة من أمّه.

جرس الصّوت قد يكون عاملًا مهمًّا في طريقة التّعرّف على أصوات الرّضّع، وعندما تناغيهم أمّهاتهم، تقول بيازا: إنّ هذه الدّراسة يمكن أن تكون مفيدة في تطوير الأدوات التّعليميّة للأطفال.

"على سبيل المثال، ربّـما باستخدام جرس صوت حقيقيّ من [مناغاة الطّفل] عند تصميم نوع من [صوت] افتراضيّ يهدف إلى تعزيز مهارات التّواصل، أو ربّـما حتّى تعليم الطّفل لغة ثانية"، وأضافت: إنّ النّهج المستخدم، قد يساعد أيضًا  على تفكيك، ما إذا كانت أنواع أخرى من التّفاعلات الاجتماعيّة، كالحوارات الرّومانسيّة، تنطوي على تحوّل في جرس الصّوت.

 

وقد وصفت الدكتور كاثرين لينغ Catherine Laing، الخبيرة في اكتساب اللّغة للرّضّع في جامعة كارديف التي لم تشارك في الدراسة، بأنّ هذه الدّراسة رائعة، مضيفة أنّها فتحت آفاقًا جديدة للأبحاث القادمة.

"في الحقيقة ما نحتاج أن نعرفه الآن، هو كيف يستجيب الرّضّع لهذا - هل نبرة الصّوت هذه، هي التي  تؤّثر في الطّريقة التي  يتعلّم (يكتسب) فيها الرّضّع اللّغة؟" وقالت: "نعلم أنّ ذلك صحيح بالنسبة لحدّة الصّوت - نطاق حدّة الصّوت، ودرجة حدّة الصّوت العالية، يسهّلان تطوّر اللّغة - غير أنّه هل هو  نفسه صحيح بالنسبة لهذه البصمة الصّوتيّة؟".

 

ومع حقيقة أنّ الأطفال قادرون على السّماع وهم في الرّحم، والتعرّف على أصوات أمّهاتهم من الولادة، قد يلعب جرس الصوت دورًا هناك أيضًا. وقالت: "ربّـما هذا هو ما هو مهمّ في الواقع في تعلّق الرّضيع بأمّه".

في نهاية المطاف، تقول بيازا، ربط البحث بمجموعة أوسع من الأبحاث، يثبت أنّ مناغاة الطّفل عبارة عن وسيلة مهمّة للتّواصل.

ـــــــــــــــــــــــــــ

مصادر من داخل النص 

1- http://www.cell.com/current-biology/fulltext/S0960-9822%2817%293

المصدر الرئيس

https://www.google.com/amp/s/amp.theguardian.com/science/2017/oct/12/coochy-coo-why-baby-talk-is-more-sophisticated-than-you-might-think

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد