السيد محمد باقر الحكيم ..
يعتبر موضوع القصة في القرآن الكريم من أهم الموضوعات القرآنية التي تناولها الباحثون المسلمون وغيرهم بالبحث والتحليل والنقد والاستلهام والاستفادة.
وينبع هذا الاهتمام من عدة عوامل وأسباب ترتبط بهذا الموضوع يمكن أن نلخصها بالأمور التالية:
الأول: أن القصة في القرآن وردت بحجم كبير وواسع واكب نزول القرآن الكريم منذ البداية إلى حين انقطاع الوحي تقريباً، وقد ورد في الحديث والنصوص في تعريف القرآن الكريم أن القصة أخذت مساحة في القرآن الكريم تمثل سبُعاً منه من حيث المضمون.
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال، (أنزل القرآن على سبعة أحرف آمر وزاجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)(1).
وفي رواية عن علي عليه السلام بعد حديث طويل (.. فقال: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف، وهي: أمر، وزجر وترغيب، وترهيب، وجدل، ومثل، وقصص...)(2).
ولذلك فإن دراسة القصة تعتبر دراسة لهذا القدر الكبير من القرآن الكريم.
الثاني: أن عموم الأغراض والأهداف الذي استهدفها القرآن الكريم في نزوله تناولتها القصة القرآنية في أهدافها وأغراضها، بل إن بعض هذه الأغراض يكاد يختص بالقصة القرآنية وهي الأغراض التي تعبر عن الجذور التاريخية للرسالات الإلهية والسنن التاريخية التي تتحكم في مسيرة المجتمعات البشرية.
ومن هنا تكون دراسة القصة دراسة للقرآن الكريم كلّه ببعض المعاني والأبعاد ويمكن من خلال دراستها استلهام كل هذه الأغراض والأهداف.
الثالث: الجانب الفني في القصة، حيث أن القصة في بنائها الفني والبياني تعتبر من الموضوعات الفنية في الآداب الإنسانية وتعتبر إلى جانب الشعر والنظم في هذا المجال، وباعتبار أنّ أحد معالم الاعجاز في القرآن الكريم هو الجانب الفني والأدبي في نظم الكلام وعرضه أصبحت القصة القرآنية موضوعاً مهماً لهذا الجانب من البحث.
الرابع: الأحداث التاريخية التي تتناولها القصة القرآنية وهي أحداث ترتبط - غالباً - بالأنبياء وأقوامهم، كما أن لها أبعاداً عقائدية ومعنوية - مضافاً إلى بعدها التاريخي - ترتبط بأهم الموضوعات الدينية وهي الرسالات الإلهية وأتباعها وأقوامها الذين كانوا ولازالوا يعاصرون الرسالة الإسلامية ومسيرتها.
كما إن بعض هذه الأحداث ترتبط بموضوع أصل الإنسان ووجوده على الأرض والهدف منه كما في قصة آدم عليه السلام.
وهذا الجانب يفتح آفاقاً مهمة للبحث في القصة القرآنية سواء في بعد الواقعية فيها أو المثالية أو في بعد مطابقة الأحداث التاريخية للبحوث العلمية أو في بُعد المقارنة بينها وبين ما ورد في الكتب المقدسة.
الخامس: أن موضوع القصة أصبح من الموضوعات التي تمكن من خلالها بعض أهل الكتاب عموماً ولا سيما اليهود منهم من النفوذ والتسلل إلى الثقافة الإسلامية لأسباب متعددة منها:
1 - شعور عموم المسلمين بأنّ أهل الكتاب أكثر معرفة بتفاصيل الأحداث التي جرت للأنبياء المذكورين في القرآن الكريم لأن أكثرهم من بني إسرائيل أو وردوا في تاريخهم.
2 - وقد عمق هذا الشعور السياسية الثقافية التي فرضت على المسلمين بعد وفاة رسول الله من الابتعاد عن المرجعية الفكرية والثقافية لأهل البيت عليهم السلام والتوجه إلى طرح شخصيات أخرى لملأ الفراغ كان فيهم بعض مسلمي أهل الكتاب المقربين.
3 - مضافاً إلى وجود الرغبة الواسعة لدى المسلمين ولا سيما الأمم الجديدة التي التحقت بالإسلام ولم تعاصر نزوله إلى مزيد الاطلاع والمعرفة على تفاصيل الأحداث كلها ومنها ذات العلاقة بالأنبياء، فكانت هذه الروايات تلبية لهذه الرغبة وأضفي عليها الطابع الديني بالنسبة إلى النبي أو صحابته الأخيار.
4 - كما أنه لا يمكن أن نغفل عن محاولات الاندساس التي كان يبذلها أهل الكتاب في تشويش المعرفة الإسلامية الصافية النقية والمتماسكة وغير ذلك من الأسباب الأخرى.
ومن هنا أصبح أحد أهم جوانب البحث في موضوع القصة في القرآن هو تمييز ما هو أصيل منها وما هو غير أصيل.
وانطلاقاً من هذا التعدد في جوانب وأبعاد الاهتمام برزت في دراسة القصة في القرآن الكريم عدة مناهج ترتبط بهذه الأغراض. حيث يستحق كل جانب وبعد منها دراسة واهتماماً مستقلاً، ولكن نلاحظ منذ البداية أنّ تعدد مناهج البحث في القصة لم يقتصر على تعدد الأغراض والأبعاد في الاهتمام بموضوع القصة، بل كانت هناك عوامل وأسباب أخرى لهذا التعدد بعضها يرتبط بالمناهج في تفسير القرآن الكريم نفسه وباعتبار أن القصة - كما ذكرنا - تشكل جزءاً كبيراً من القرآن الكريم فتصبح دراستها جزءاً من تفسير القرآن الكريم، فلابد أن تلقي مناهج التفسير بظلالها على بحث القصة.
ولذا خضعت القصة للمنهج التجزيئي والموضوعي في تفسير القرآن الكريم أيضاً وخضعت أيضاً لمنهج (التفسير بالمأثور) و (التفسير بالمعقول) والمستظهر من القرآن الكريم. وخضعت أيضاً لمختلف اهتمامات المفسرين في كتبهم وأبحاثهم من الاهتمام بالجانب الأدبي أو العقائدي أو الأخلاقي أو الاجتماعي التغيرى، أو المادي التجريبي إلى غير ذلك من الاهتمامات الخاصة لدى المفسرين.
وقد تتداخل هذه الاهتمامات والجوانب بعضها مع بعض فتصبح مزيجاً من الموضوعات والمناهج.
وفي هذه المقالة نحاول أن نستعرض بصورة إجمالية مختصرة مجموعة من هذه المناهج أحصيناها في مناهج ثمانية نشير فيها إلى التوجه العام والخصائص التي يتصف بها هذا المنهج، ونذكر نموذجاً له في المقالة أو نحولها على أحد البحوث التي تناولت هذا المنهج للرجوع إليها في البحث والمطالعة.
1- ميزان الحكمة: 3 / 2533.
2- بحار الانوار: 93 / 4، ب 128.
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة
اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع
لا يدرك الخير إلّا بالجدّ
الوصول إلى حالة الانغماس وقياس مستواها