قرآنيات

الزيارة والتفقد

 

الشيخ محسن قراءتي
قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد : 21].
- ليست صلة الرحم بالزيادة وملاقاة فحسب ، فإن المساعدة المالية من مصاديق صلة الرحم أيضًا ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (ومما فرض الله في المال من غير الزكاة قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ..} (1) ، نعم ربما يكون مراد الإمام (عليه السلام) من حقوق الآخرين الخمس .
- يكفي في أهمية صلة الرحم أن الله تعالى ذكره إلى جانب ذكره حيث قال : {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء : 1] .
- لا تنحصر الأرحام بالأسرة والمقربين بالنسب فقط ، بل المجتمع الإسلامي الكبير – والذي يكون الكل فيه أخوة – أيضًا من الأرحام (2) ، قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات : 10] ، وإن النبي الأعظم والإمام علياً (عليه السلام) هما أبوا هذه الأمة ، فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : (أنا وعلي أبوا هذه الأمة) (3) .
- روت سلمة مولاة الإمام الصادق (عليه السلام) قالت : (كنت عند أبي عبد الله حين حضرته الوفاة فأغمي عليه ، فلما أفاق قال : أعطوا الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين وهو الأفطس سبعين ديناراً ، وأعطوا فلانا كذا ، وفلانا كذا، فقلت : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ؟ فقال : ويحك أما تقرئين القرآن ؟
قلت : بلى ، قال : أما سمعت قول الله (عزوجل) : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ }) (4) وهذا يذكرنا أن شرط صلة الرحم هو حسن الظن لا علاقتهم وارتباطهم بنا .

__________________
1.  تفسير الصافي ، ج3 ، ص 47 .
2.  أي : بالمعنى العام للأرحام المتضمن معنى الأخوة ، فالأخوة بين سائر المؤمنين ليست أخوة سببية أو نسبية ، وإنما هي أخوة إيمانية ، لها حقوقها وواجباتها أيضًا . (الناشر) .
3.  بحار الأنوار ، ج23 ، ص 295 .
4.  تفسير نور الثقلين ، ج2 ، ص 495 .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد