وفي الكافي، أيضا بإسناده عن الربيع بن خثيم قال: شهدت أبا عبد الله عليه السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض، فأخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض ثم يقول: ارفعوني.
فلما فعل ذلك مرارًا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إن هذا يشق عليك فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ فقلت: منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ فقال: الكل.
وفي المجمع، في الآية وقيل: منافع الآخرة وهي العفو والمغفرة وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
أقول: وإثبات إحدى المنفعتين لا ينفي العموم كما في الرواية السابقة.
وفي العيون، فيما كتبه الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف وليكون تائبًا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذات والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل والخضوع والاستكانة.
والذل شاخصًا في الحر والبرد والأمن والخوف، دائبًا في ذلك دائمًا.
وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، والرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجساءة النفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البر والبحر، ممن يحج ومن لا يحج من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.
أقول وروى فيه أيضًا ما يقرب منه عن الفضل بن شاذان عنه عليه السلام:
وفي المعاني، بإسناده عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ قال: هي أيام التشريق.
أقول: وفي هذا المعنى روايات أخر عن الباقر والصادق عليهما السلام، وهناك ما يعارضها كما يدل على أن الأيام المعلومات عشر ذي الحجة، وما يدل على أن المعلومات عشر ذي الحجة والمعدودات أيام التشريق، والآية أشد ملاءمة لما يدل على أن المراد بالمعلومات أيام التشريق.
وفي الكافي، بإسناده عن أبي الصباح الكناني عن الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ قال: هو الحلق وما في جلد الإنسان.
وفي الفقيه، في رواية البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: التفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الإحرام عنه.
وفي التهذيب، بإسناده عن حماد الناب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ قال: هو طواف النساء.
أقول: وفي معنى الروايات الثلاث روايات أخرى عنهم عليهم السلام.
وفي الكافي، بإسناده عن أبان عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: لم سمى الله البيت العتيق؟ قال: هو بيت حر عتيق من الناس لم يملكه أحد.
وفي تفسير القمي، حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث يذكر فيه غرق قوم نوح قال: وإنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق.
وفي الدر المنثور، أخرج البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما سمى الله البيت العتيق لأن الله أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط.
أقول: أما هذه الرواية فالتاريخ لا يصدقها وقد خرب البيت ثم غيره عبد الله بن الزبير نفسه، ثم الحصين بن نمير بأمر يزيد ثم الحجاج بأمر عبد الملك ثم القرامطة، ويمكن أن يكون مراده صلى الله عليه وآله وسلم الإخبار عما مضى على البيت وأما الرواية السابقة عليها فلم تثبت.
وفيه، أخرج سفيان بن عيينة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: الحجر من البيت لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاف بالبيت من ورائه، قال الله: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾.
أقول: وفي معناه روايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وفيه، أخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن جبير بن مطعم: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار.
وفي المجمع، ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ وروى أصحابنا أن اللعب بالشطرنج والنرد وسائر أنواع القمار من ذلك.
﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور﴾ِ وروى أصحابنا أنه يدخل فيه الغناء وسائر الأقوال الملهية.
وفيه، وروى أيمن بن خزيم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطبنا فقال: أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ثم قرأ: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ*وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور﴾.
أقول: وروى ما في الذيل في الدر المنثور، عن أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أيمن.
وفي الكافي، بإسناده عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله عز وجل: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ قال: إن احتاج إلى ظهرها ركبها من غير عنف عليها وإن كان لها لبن حلبها حلابًا لا ينهكها.
وفي الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة عن علي قال: يركب الرجل بدنته بالمعروف.
أقول: وروى أيضًا نظيره عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي تفسير القمي، قوله: ﴿فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ قال: العابدين.
وفي الكافي، بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ قال: ذلك حين تصف للنحر تربط يديها ما بين الخف إلى الركبة، ووجوب جنوبها إذا وقعت على الأرض.
وفيه، بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله: ﴿فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا﴾ قال: إذا وقعت على الأرض ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يلوي شدقه غضبا، والمعتر المار بك لتطعمه.
وفي المعاني، عن سيف التمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن سعيد بن عبد الملك قدم حاجًّا فلقي أبي فقال: إني سقت هديا فكيف أصنع؟ فقال: أطعم أهلك ثلثًا، وأطعم القانع ثلثًا، وأطعم المسكين ثلثًا.
قلت: المسكين هو السائل؟ قال: نعم، والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك.
أقول: والروايات في المعاني السابقة عن الأئمة كثيرة وما نقلناه نبذة منها.
وفي جوامع الجامع، في قوله تعالى: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا﴾ وروي أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا لطخوا البيت بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت.
أقول: روى ما في معناه في الدر المنثور، عن ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس.
وفي تفسير القمي، قوله عز وجل: ﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ قال: التكبير أيام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشر صلاة، وفي الأمصار عقيب عشرة صلوات.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان