قرآنيات

الحياة القرآنيّة للإمام الرّضا عليه ‌السّلام

محمد جواد الطبسى

 

كان الإمام علي بن موسى الرضا عليه ‌السلام يعشق القرآن الكريم، وعاش طول حياته في أجواء قرانية، فهو الذي أدى إلى أن يبرمج ذلك لحياته الفردية، بحيث ما جدّد لذلك زماناً ولا مكاناً، لا ليلاً ولا نهاراً ولا سفراً،  ولا حضراً لشدة اهتمامه بالكتاب العزيز. والذى يشهد بذلك قراءة النصوص التالية.

 

1. يختم القرآن في كل ثلاثة أيام

روى الصدوق في الأمالي والعيون عن البيهقي عن الصولي، عن أبي ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: ما رأيت الرضا عليه ‌السلام سئل عن شيء قط إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه انتزاعات من القرآن وكان يختمه في كل ثلاث ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت ولكنّي ما مررت بآية قط إلاّ فكرت فيها، وفي أي شىء أنزلت وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام.

 

2. قراءة القرآن في فراشه

روى رجاء بن أبي الضحاك ما شاهده في السفر الذي كان مع الرضا عليه ‌السلام إلى مرو قائلاً: وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الجنة وتعوّذ به من النار، وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار.

 

3. ألف ختمة قرآن في ثوب واحد

قال علي بن علي بن رزين أخو دعبل بن علي الخزاعى: رحلنا إليه - إلى الرضا عليه ‌السلام - على طريق البصرة وصادفنا عبدالرحمن بن مهدي عليلاً فأقمنا عليه أياماً ومات عبدالرحمن بن مهدي وحضرنا جنازته وصلى عليه إسماعيل بن جعفر ورحلنا إلى سيدي أنا وأخي دعبل فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين، وخرجنا إلى قم بعد أن خلّع سيدي أبو الحسن الرّضا على أخي دعبل قميصاً خزًّا أخضر وخاتم فضة عقيقاً ودفع إليه دراهم رضوّية وقال له يا دعبل: صِر إلى قم فإنك تفيد بها وقال له: احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة وختمت فيه القرآن ألف ختمة.

 

4. قراءة السور المختلفة في الصلوات

إنّ الرضا عليه ‌السلام كان يقرأ السور المختلفة ليلاً ونهاراً في صلواته الواجبة والمستحبة كما رواه لنا رجاء بن أبي الضحاك الذي صاحب الرضا عليه ‌السلام من المدينة إلى مرو.

قال: فإذا زالت الشمس قام وصلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ويقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد ويسلّم في كلّ ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة... ويصلي صلاة جعفر بن أبي طالب عليه ‌السلام أربع ركعات يسلّم في كل ركعتين ويقنت في كل ركعتين... ثم يصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك وفي الثانية الحمد وهل أتى على الانسان... ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع يقرأ في كل ركعة منها الحمد مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويقنت في ثانية ثم يقوم فيصلي الوتر ركعة يقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد ثلاث مرات وقل أعوذ برب الفلق مرة واحدة وقل أعوذ برب الناس... وإذا قرب الفجر قام فصلى ركعتي الفجر يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، فإذا طلع الفجر أذّن وأقام وصلى الغداوة ركعتين.. وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد وإنا أنزلناه وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، إلاّ في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة وفي الثانية الحمد وسبّح، وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الإثنين والخميس في الأولى الحمد وهل أتى على الإنسان وفي الثانية الحمد وهل أتاك حديث الغاشية.

 

5. قراءة بعض الأذكار عقيب بعض السور

وأضاف رجاء بن أبي الضحاك قائلاً: وكان إذا قرأ قل هو الله أحد، قال سراً «الله أحد» فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثاً وكان إذا قرأ سورة الجحد قال في نفسه سراً يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام ثلاثاً، وكان إذا قرأ والتين والزيتون قال عند الفرغ منها: سبحانك اللهم بلى، وكان يقرأ في سورة الجمعة قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتّقوا والله خير الرازقين. وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا قرأ سبّح اسم ربك الأعلى، قال سراً سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ يا أيها الذين أمنوا قال: لبيك سراً.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد