الشيخ مرتضى الباشا
قال الله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
أنواع الصبر الأساسية:
1- الصبر على الطاعة.
2- الصبر عن المعصية.
3- الصبر على المصائب.
أمّا الصبر على طاعة الله تعالى، فمثاله: تحمّل مشقة الصيام، لا سيما في فصل الصيف، والصبر على أداء مناسك الحج، وغير ذلك.
وكذلك الصبر على استهزاء وسخرية الكفار والمنحرفين، قال الله سبحانه (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا)، فالسخرية والاستهزاء التي يعاني منها المؤمنون الملتزمون من المنحرفين الفاسقين، ووصفهم بأنهم متخلفون ورجعيون لأنهم يصلّون، ويراعون أحكام الله تعالى، هذا بلاء عظيم بحاجة إلى صبر وثبات كبيرين.
وأمّا الصبر عن معاصي الله، فمثاله: أن يمتنع المؤمن عن الوقوع في الفواحش الجنسية، رغم الضغوط الجنسية التي يعيشها.
وأن يمتنع عن أخذ الرشوة، رغم الفقر الذي يعيشه.
وأن يمتنع عن الغيبة والكذب ويترك مجالسة البطالين الذين يمضون جلساتهم بهذه المعاصي وأمثالها.
وأمّا الصبر على المصائب والبلايا، فمثاله الصبر على موت الابن، والصبر على المرض، والصبر على الفقر من بعد الغنى.
قال العلامة الطباطبائي: (وقوله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) توفية الأجر إعطاؤه تامًّا كاملاً، والسياق يفيد أنّ القصر في الكلام متوّجه إلى قوله: (بِغَيْرِ حِسَابٍ) فالجار والمجرور متعلق بقوله (يوّفى) صفة لمصدر يدل عليه، والمعنى لا يُعطى الصابرون أجرهم إلا إعطاءً بغير حساب، فالصابرون لا يحاسبون على أعمالهم، ولا ينشر لهم ديوان، ولا يقدر أجرهم بزنة عملهم).
(صحيح) هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنّا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا، أدخلوهم الجنة وهو قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّ الله إذا أحب عبدًا، أو أراد أن يصافيه صبّ عليه البلاء صبًّا، ويحثه عليه حثًّا، فإذا دعا قالت الملائكة: صوت معروف.
قال جبريل عليه السّلام: يا ربّ عبدك فلان، اقضِ حاجته.
فيقول الله تعالى: دعه، إني أحبّ أن أسمع صوته.
فإذا قال (يا رب) قال الله تعالى: لبيك عبدي وسعديك، وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئًا إلا أعطيتك، إمّا أن أعجّل لك ما سألت، وإمّا أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإمّا أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه.
ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: وتنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ويصبّ عليهم الأجر صبًّا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض، مما يذهب به أهل البلاء من الفضل، وذلك قوله إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حبيب المعاتيق
عبدالله طاهر المعيبد
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
زهراء الشوكان
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (2)
الحسن المجتبى: نعش بسبعين نبلة
ظروف تشييع جنازة الإمام الحسن (ع)
دور الصالحين التكويني والبركات التي تنزل بفضل وجودهم
عولمة النّهضة الحسينيّة، جديد الأستاذ جاسم المشرّف
المقارنة بين الإسلام والأديان السابقة في رتب الكمال
الذكاء الاصطناعي في عين الحكمة الفلسفية
أسرار مآتمنا المختصّة بأهل البيت (عليهم السلام)
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (1)
أثر الأسباب المادية والغيبية في حياة البشر