السّيّد عبد الحسين شرف الدّين ..
.. عهدَ بها إليه وأنّه للصّبيّ الجاهل، يشربُ الشّراب، ويلعبُ بالكلاب، والقِردة، ولا يعرفُ من الدِّين موطئَ قدمه، مُسرِفٌ في لهوه كلَّ الإسراف، وأبوه يعرفُ ليلَه ونهاره، وإعلانَه وأسراره، ويعرف منزلةَ الحسين عليه السّلام من الله، ومكانتَه من رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومحلّه في نفوس المؤمنين.
على أنّه كان يومئذٍ في المهاجرين والأنصار - وبقيّة البدريّين وأهل بيعة الرّضوان - جمٌّ غفير، وعدّةٌ وافرةٌ كلّهم قارئٌ للقرآن، عالمٌ بمواقع الأحكام، خبيرٌ بالسّياسة، حقيقٌ (على رأي الجمهور) بالخلافة والرّئاسة، فلم يراعِ سابقتَهم في الإسلام ولا عناءَهم في تأييد الدِّين، وأمَّرَ عليهم شرِّيرَه المتهتِّكَ وسِكِّيرَه المفضوح، فكان منه في طفِّ كربلاء مع خامس أصحاب الكساء، وسيِّد شباب أهل الجنّة، ما أثكل النّبيّين وأبكى الصّخرَ الأصمّ دماً.
ورمى المدينةَ الطّيّبة بمُجرم بن عقبة - بعهدٍ إليه في ذلك من أبيه - فكانت أمورٌ تكاد السّماواتُ يتفطّرنَ منها، وحسبك أنّهم أباحوا المدينة الطّيّبة ثلاثة أيّام ".." وقُتلَ يومئذٍ من المهاجرين والأنصار وأبنائهم وسائر المسلمين عشرة آلاف وسبعمائة وثمانون رجلاً، ولم يبقَ بعدها بدريّ، وقُتِل من النّساء والصّبيان عدد كثير، وكان الجنديّ يأخذُ برِجل الرّضيع فيجذبُه من أمِّه ويضربُ به الحائطَ حتّى ينثرَ دماغَه على الأرض، وأمُّه تنظر إليه. ثمّ أُمروا بالبيعة ليزيد على أنّهم خَوَلٌ [الخَوَلُ: العبيد والخدم] وعبيد، إنْ شاء استرقَّ وإنْ شاءَ أَعتق، فبايعوه على ذلك وأموالُهم مسلوبة، ورحالهم منهوبة، ودماؤهم مسفوكة، ونساؤهم مهتوكة، وبعثَ مجرمُ بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد. فلمّا أُلقيت بين يديه تمثّل بقول القائل: ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا (الأبيات).
معاوية يغشّ رعيّته بخلافة مَن يعلم فسقَه
وفظائعُ يزيد من أوّل عمره إلى انتهاء أمره أكثرُ من أن تحويها الدّفاتر، أو تُحصيها الأقلام والمحابر، وقد شوَّهت وجه التّاريخ، وسَوَّدت صحائفَ السِّيَر، وكان أبوه معاوية يرى كلابَه وقرودَه، وصقوره وفُهودَه، ويطَّلع على خموره وفجوره، ويشاهد الفظائعَ من أموره، ويُعاين لَعِبَه مع الغواني، ويعرف لُؤمَه وخُبثَه بكلّ المعاني. ويعلم أنّه ممَّن لا يؤتَمَن على نقير [النَّقِيرُ: النّكتة التي في ظهر النّواة]، ولا يُولَّى أمر قطمير [القِطْمِيرُ والقِطْمارُ: شقُّ النّواة]، فكيف رَفَعه والحالُ هذه إلى أوجِ الخلافة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟! وأحلَّه عرشَ المُلك وإمامةَ المسلمين؟! وملَّكه رقابَ الأمّة؟! فغشَّها بذلك، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله (فيما أخرجه البخاريّ من الورقة الأولى من كتاب الأحكام ص 155 من الجزء 4 من صحيحه): «ما مِنْ والٍ يَلي رَعِيَّةً مِنَ المُسْلِمينَ فَيَموتُ وَهُوَ غاشٌّ لَهُمْ، إِلّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ». وقال صلّى الله عليه وآله (فيما أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي بكر في الصّفحة السّادسة من الجزء الأوّل من مسنده): «مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمورِ المُسْلِمينَ شَيْئاً، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَداً مُحاباةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، لا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفاً ولا عَدْلاً حَتّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ». وقال صلّى الله عليه وآله (فيما أخرجه البخاريّ في الورقة الآنفة الذّكر من صحيحه): «ما مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْها بِنَصيحَةٍ، إِلّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ».
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)