حُبس الإمام الكاظم (عليه السلام) من جهة الرشيد عشر سنين وشهراً وأيّاماً، ثمّ ملك ابن المهديّ موسى بن محمّد المعروف بالهادي سنة وشهراً وأيّاماً، ثمّ ملك هارون بن محمّد المعروف بالرشيد ثلثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً[1].
وقيل: كان سبب شهادته (عليه السلام) أنّ يحيى بن خالد سمّه في رطب وريحان أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد، ولمّا سمّ وجّه الرشيد إليه بشهود حتّى يشهدوا عليه بخروجه عن أملاكه، فلمّا دخلوا قال (عليه السلام): يا فلان بن فلان! سقيت السمّ في يومي هذا، وفي غد يصفر بدني ويحمرّ، وبعد غد يسودّ وأموت، فانصرف الشهود من عنده، فكان كما قال (عليه السلام)[2].
وروى الشيخ المفيد: كانت وفاة سيّدنا أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قتيلًا في حبس السنديّ بن شاهك متولّي الشرطة للرشيد، وسنّه يومئذ خمس وخمسون سنة، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمّد (عليهم السلام)[3]، سمّي بالكاظم لما كظمه من الغيظ، وصبر عليه من فعل الظالمين به، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم ووثاقهم...[4]، وأخرج ووضع على الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات...، ثمّ حمل فدفن في مقابر قريش في باب التبن، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديماً[5]. وقد قيل: قبض موسى بن جعفر (عليهما السلام) ببغداد مسموماً، لخمس عشرة سنة خلت من ملك الرشيد، سنة ستّ وثمانين ومائة، وهو ابن أربع وخمسين سنة[6]، وقيل: قبض (عليه السلام) ببغداد في حبس السنديّ بن شاهك، وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوّال، سنة تسع وسبعين ومائة[7]، قيل: كان الرشيد بالشام وهو (عليه السلام) محبوس، فأمر يحيى بن خالد السندي بن شاهَك، فلفّه في بساط وغمّ عليه حتّى مات (عليه السلام)[8]. ويقال: إنّه (عليه السلام) دفن بقيود، وأنّه أوصى بذلك[9].
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تاج المواليد (المطبوع ضمن مجموعة نفيسة): 122 س 8.
[2] دلائل الإمامة: 306، مدينة المعاجز: 6 / 377 ح 2051.
[3] مسارّ الشيعة المطبوع ضمن كتاب " مجموعة نفيسة ": 72 س 4.
[4] الإرشاد: 298، إعلام الورى: 2 / 32، كشف الغمّة: 2 / 230، الخرائج والجرائح: 2 / 897، ألقاب الرسول وعترته (ضمن كتاب مجموعة نفيسة): 219، بحار الأنوار: 48 / 104 ضمن ح 7.
[5] الإرشاد: 300، إعلام الورى: 2 / 33.
[6] مروج الذهب: 3 / 365 س 13.
[7] الكافي: 1 / 476، الوافي: 3 / 813، بحار الأنوار: 48 / 206 ضمن ح 2.
[8] عيون المعجزات: 108، بحار الأنوار: 48 / 247 ح 56، إثبات الهداة: 3 / 214 ح 148.
[9] مستدرك الوسائل: 2 / 484 ح 2527.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع