من التاريخ

حديث الغدير في المصادر السّنّيّة


المجلسيّ الأوّل

«.. وروى مسلم، عن زيد بن أرقم أنَّه قال: قام رسولُ الله صلّى الله عليه وآله يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة، فحمدَ اللهَ وأَثنى عليه ووَعَظ وذكّر، ثمَّ قال:
أمّا بعد، أيُّها النّاس إنَّما أنا بشرٌ يوشَكُ أنْ يَأتيَني رسولُ ربِّي فأُجيب، وأنا تارِكٌ فيكم الثّقلَين: أوَّلهما كتاب الله فيه الهدى والنُّور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحَثَّ على كتاب الله ورَغَّب فيه، ثمَّ قال: وأهل بيتي، أُذكِّرُكُم اللهَ في أَهلِ بَيتي، أُذكِّرُكُم اللهَ في أَهلِ بَيتي، أُذكِّرُكُم اللهَ في أَهلِ بَيتي، ثمَّ ذكر بطريقين آخرين قريباً ممَّا ذُكِر».
وفي (صحيح) أبي داود السّجستانيّ و(صحيح) التّرمذيّ ورزين من الصّحاح السّتّة المُجمع عليها بينهم، عن زيد بن أرقم وغيره أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: مَن كنتُ مَوْلاه فعليٌّ مَوْلاه. ثمَّ في الثّلاثة أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج علينا ظهراً بالجُحفة وهو آخذٌ بيد عليٍّ عليه السلام، فقال: أيُّها النّاس ألستُم تعلمون إنِّي أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
·  ومن تفسير أبي إسحاق الثّعلبيّ بإسناده عن أبي جعفر محمّد في تفسير قوله تعالى:﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ..﴾ المائدة:67، قال: معناه بلِّغ ما أُنزل إليك من ربِّك في فضل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ثمَّ رُوي عنه أنَّه قال: يا أيُّها الرّسول بلِّغ ما أُنزِلَ إليك من ربِّك في عليّ، وقال: هكذا أُنزِلت رواه جعفر بن محمّد، فلمّا نزلت هذه الآية أَخذ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بيد عليٍّ عليه السلام وقال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه.
·  وبالإسناد عن البراء قال: لمّا أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع بغدير خمّ فنادانا: الصّلاة جامعة، وكُسِحَ للنّبيّ صلّى الله عليه وآله تحت شجرتَين، فأخذ بيد عليٍّ عليه السلام فقال: أَلَستُ أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أَلَسْتُ أَوْلى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه؟ قالوا بلى قال: هذا مولى مَنْ أنا مَوْلاه، أللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه، قال: فَلَقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
·   وبإسناده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ..﴾ المائدة:67الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، أُمِرَ النّبيّ صلّى الله عليه وآله بأن يبلّغ فيه، فأخذَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآله، بيد عليٍّ عليه السلام فقال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، أللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه.

·  وبإسناده أنَّه سُئل سفيان بن عيينة في قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ المعارج:1،فيمَن نزلت؟ فقال: لقد سألتَني عن مسألةٍ ما سألَني عنها أحدٌ قبلك، حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه قال: لمَّا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله بغدير خمٍّ، فنادى في النّاس فاجتَمَعوا، فأخذ بيد عليٍّ عليه السلام فقال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد. فبلَغ ذلك الحارث بن النّعمان الفهريّ، فأتى رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وهو في ملاء من أصحابه على ناقةٍ حتّى أتى المدينة، فنزل عن ناقته فأناخها وعَقَلها وأتى النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال: يا محمَّد، أمرتَنا عن الله أنْ نشهدَ أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّك رسولُ الله فقبلناه منك، وأمرتَنا أن نصلِّي خمساً فقبِلناه منك، وأمرتَنا أنْ نصومَ شهر رمضان فقَبِلنا، وأمرتَنا أن نحجَّ البيتَ فقبِلنا، ثمَّ لم تَرْضَ بهذا حتّى رفعْتَ بضَبعَي ابن عمِّك ففضَّلتَه علينا، وقلتَ: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مَوْلاه، وهذا شيءٌ منك أم من الله؟ فقال: والّذي لا إله إلَّا هو أنَّه من أمرِ الله، فوَلَّى الحارث بن النّعمان يريد راحلتَه وهو يقول: أللَّهمَّ إنْ كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطِر علينا حجارةً من السّماء، أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ، فما وَصل إليها حتّى رماهُ اللهُ بِحَجَرٍ فسقط على هامته فخرج من دبره فقَتَله، وأنزل الله تعالى: ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَه دافِعٌ﴾ المعارج:1-2.
·   وفي (مسند) أحمد بن حنبل بإسناده، عن سعيد بن وهب قال: نشد عليّ عليه السلام النّاس فقام خمسة أو ستّة من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وآله فشهدوا أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، وفي روايةٍ أخرى قال: أللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه، وانصُر مَن نَصَره، وأَحبَّ مَنْ أَحبَّهُ، وأبْغِضْ مَنْ أَبغَضَهُ.

·   وفي المسند، عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النّبيّ صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع حتّى كنّا بغدير خمّ فنُودي فينا: الصّلاة جامعة، وكُسِحَ لرسول الله صلّى الله عليه وآله بين شجرتَين، فأخذ بِيَدِ عليٍّ عليه السلام فقال: ألَسْتُ أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا مَوْلى مَن أنا مولاه، أللَّهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، فلقيَهُ عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبَحْتَ وأمسَيْتَ مولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ورُوي مضمونه في (المشكاة).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد