(اليوم السادس من محرم)...
ثمّ إنّ ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد: أمّا بعد، فقد بلغني أنّ الحسين يشرب الماء هو وأولاده، وقد حفروا الآبار ونصبوا الأعلام، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا فامنعْهم من حفر الآبار ما استطعتَ، وضيِّق عليهم ولا تدعهم يشربوا من ماء الفرات قطرةً واحدة، وافعل بهم كما فعلوا بالتقيّ النقيّ عثمان بن عفّان رضي الله عنه!!
فعندها ضيّق عليهم عمر بن سعد غاية التضييق، ثمّ دعا رجلاً يُقال له عمرو بن الحجّاج الزُّبيدي، فضمّ إليه خيلاً عظيمة، وأمره أن ينزل على الشريعة... فاشتدّ العطش من الحسين عليه السلام، فدعا بأخيه العبّاس، وصيَّر إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً وبعث معهم عشرين قِربة، فأقبلوا في جوف الليل حتى دنوا من الفرات... فاقتتلوا على الماء قتالاً عظيماً، فكان قومٌ يقتتلون وقوم يملأون القِرب حتى ملأوها. فقُتل من أصحاب عمرو جماعةٌ، ولم يُقتل من أصحاب الحسين عليه السلام أحدٌ. ثمّ رجع القوم إلى معسكرهم وشرب الحسين صلوات الله عليه من القرَبِ ومَن كان معه.
ثمّ أرسل الحسين عليه السلام إلى عمر بن سعد: إنّي أريد أن أكلّمكَ، فالقَني الليلة بين عسكري وعسكرك.
فخرج عمر بن سعد في عشرين فارساً، وأقبل الحسين عليه السلام في مثل ذلك، فلمّا التقيا أمر الحسين أصحابه فتنحّوا عنه، وبقيَ معه أخوه العباس وابنُه عليّ الأكبر عليهم السلام، وأمر عمر بن سعد أصحابَه فتنحّوا عنه، وبقي معه حفصٌ ابنه وغلامٌ له يُقال له لاحق.
فقال له الحسين عليه السلام: وَيحكَ يا ابنَ سعد، أمَا تتّقي اللهَ الذي إليه معادُك؟ أَتُقاتِلني وأنا ابنُ مَن علمتَ؟ يا هذا! ذَرْ هؤلاء القوم وكُنْ معي، فإنّهُ أقربُ لك من الله.
فقال له عمر بن سعد: أبا عبد الله! أخاف أن تُهدم داري!
فقال له الحسين رضي الله عنه: أنا أبنيها لك.
فقال: أخاف أن تؤخَذ ضيعتي، فقال الحسين عليه السلام: أنا أخلفُ عليك خيراً منها من مالي بالحجاز.
فلم يُجب عمر إلى شيء من ذلك، فانصرف عنه الحسين عليه السلام وهو يقول: ما لكَ! ذَبَحكَ اللهُ على فراشِك سريعاً عاجلاً، ولا غفرَ اللهُ لك يومَ حشرِك ونَشْرك، فوَاللهِ إنّي لأَرجو أن لا تأكُلَ من بُرّ العراق إلّا يسيراً.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم