من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ فوزي آل سيف
عن الكاتب :
من مواليد سنة «1379 هـ» في تاروت ـ القطيف، درس المرحلة الابتدائية في تاروت وهاجر للدراسة الدينية في الحوزة العلمية بالنجف ـ العراق سنة 1391 هـ. التحق في عام 1394 هـ، بمدرسة الرسول الأعظم ودرس فيها الأصول والفقه وتفسير القرآن والتاريخ الإسلامي والخطابة والأدب، في عام 1400 هـ هاجر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران وشارك في إدارة حوزة القائم العلمية في طهران، ودرّس فيها الفقه والأصول والثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، وأكمل دراسة المنهج الحوزوي في الفقه والأصول. انتقل لمتابعة دراساته العالية إلى قم في بداية عام 1412 هـ ودرس البحث الخارج، عاد في نهاية عام 1418 هـ إلى وطنه القطيف. صدر له عدد من المؤلفات منها: "من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات، نساء حول أهل البيت، الحياة الشخصية عند أهل البيت، طلب العلم فريضة، رؤى في قضايا الاستبداد والحرية، صفحات من التاريخ السياسي للشيعة" وغير ذلك..

كيف نعرف إيمان أبي طالب؟ (1)

لو طرحنا هذا السؤال على العقلاء! نريد أن نتعرف على شخص من الأشخاص، ما هي عقيدته؟ ما أفكاره؟ ما التزاماته السلوكية والعبادية؟ فيا أيها العقلاء كيف نستطيع التعرف عليه؟ وهذا لا يختص بالتاريخ أو بالعقائد بل يشمل حتى قضايا الزواج ومحاولات التعرف على من يتقدم لخطبة ابنتك مثلاً!.

 

يفترض أن جواب العقلاء سيكون؛ إن التعرف على شخص يتم بواحد أو أكثر من الوسائل والطرق التالية:

 

الوسيلة الأولى: التعرف عليه من خلال كلماته، فإن كلام الإنسان في الغالب يعبر عن ثقافته ونظرته للحياة ومعارفه عنها، وربما كان شارحاً لطريقة حياته أيضاً.. إن الاستماع إلى كلام شخص يحدد عادة مستواه العلمي والفكري، ويبيّن للمستمع عقائد المتكلم ورؤيته. وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام «تكلموا تُعرفوا فإن المرء مخبوءٌ تحت طي لِسانه».

 

الوسيلة الثانية: هو أن نذهب إلى أهله وأسرته والقريبين منه، لكي ننظر كيف كان معروفاً في أهله؟ وبأي الاتجاهات يذكرونه، فإن الأسرة عادة تكون أقرب الناس إلى أفرادها، وبالتالي أعرف الناس بهؤلاء الأفراد نظراً لطول الخلطة والمعاشرة. فإذا صدَقوا السائلَ القولَ فإن بإمكانهم أن يعطوا رؤية واضحة وصورة حقيقية عن الشخص المسؤول عنه.

 

الوسيلة الثالثة: أن نرى سلوكه في حياته، ماذا كان يعمل؟ ومن كان يوالي ويسير في ركابه ومن يتبرأ منه وينفصل عنه؟ ما هي أعماله؟ هل سيرته سيرة صالحي الناس أو الفاسدين منهم؟ بماذا يتمدح ويفتخر؟.

 

الوسيلة الرابعة: من الخطأ أن نحاول التعرف عليه من خلال كلمات أعدائه ووصف خصومه فإنهم في العادة لا ينصفون من يعاديهم إلا أن يكون هؤلاء الواصفون معصومين أو عدولاً لا تأخذهم العواطف جانب الحيف والظلم وأن يصفوه بما ليس فيه!

 

هذه الوسائل التي ذكرناها لا تختص بشخص دون آخر ولا فترة تاريخية دون غيرها، وإنما هي طرق عقلائية يسلكها –كلها أو بعضها – العقلاء في كل الأزمنة للتعرف على الأشخاص.

 

ولو أردنا تطبيقها على التعرف على شخصية أبي طالب بن عبد المطلب عليه السلام لوجدنا محصلة ذلك أننا أمام رجل هو شيخ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله والمتقدم عليهم في المنزلة بل له الفضل على أوائلهم بحمايتهم وحماية دعوة النبي ورسالته، وهؤلاء لهم الفضل على المتأخرين من الأصحاب. فهلم عزيزي القارئ لكي نتعرف عليه بخطوات الطريقة العقلائية التي ذكرناها مع ملاحظة أننا سنذكرها بنحو الاختصار والسهولة:

 

أما الوسيلة الأولى وهي التعرف عليه من خلال أقواله، فإن أقوال أبي طالب نثراً وشعراً [1] تعرب عن إيمانه، والشعر فيه أغلب لأنه يعد من الشعراء الكبار في قريش كما ذكر ذلك وأشار إليه غير واحد من المؤلفين وأكبروا شعره في فخامته وقوته:

 

فمن قوله[2] مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وآله:

 

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وأبشر بذاك وقر منك عيونا

ودعوتني وعلمت أنك ناصحي

ولقد دعوت كنت ثم أمينا

ولقد علمت بأن دين محمد

من خير أديان البرية دينا[3]

 

ومن ذلك شعره في مدح النبي ووصفه بعد أن استسقى به وهو لا يزال طفلاً صغيراً وأسنده إلى جدار الكعبة في قصة مفصلة، وأقسم على الله بحقه ومنزلته، فلما لبثت السماء أن أرخت عزاليها وسقت الناس غيثاً هيطلاً، فأنشأ يقول في قصيدة جاء فيها:

 

كذبتم وبيت الله نترك مكة

ونظعن إلا أمركم في بلابل

كذبتم وبيت الله نبزي محمدا

ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

 

ويقول فيها:

 

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم

فهم عنده في رحمة وفواضل

لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد

وأحببته حب الحبيب المواصل

فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها

وزيناً لمن والاه ربّ المشاكل

فأصبح فينا أحمد في أرومة

تقصر عنه سورة المتطاول

حدبت بنفسي دونه وحميته

ودافعت عند بالذرا والكلاكل

فأيده رب العباد بنصره

وأظهر دينا حقه غير باطل[4]

 

وعندما هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة هرباً من إيذاء قريش لهم وفتنتهم إياهم عن دينهم، أرسل أبو طالب قصيدة للنجاشي ملك الحبشة يطلب منه أن يحسن جوار المهاجرين إليه، فقد «أخرج الحاكم في المستدرك 2: 623 بإسناده عن ابن إسحاق قال: قال أبو طالب أبياتاً للنجاشي يحضهم على حسن جوارهم والدفع عنهم – يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين -:

 

ليعلم خيار الناس أن محمداً

وزير لموسى والمسيح ابن مريم

أتانا بهدي مثل ما أتيا به

فكلّ بأمر الله يهدي ويعصم

وإنكم تتلونه في كتابكم

بصدق حديث لا حديث المبرجم»[5]

 

وعندما كسر الحصار الذي فرضته قريش على النبي وأبي طالب ومعهما المسلمون في شِعب أبي طالب أنشأ أبو طالب بمناسبة هذا الانتصار عليهم قصيدة جاء فيها الاعتراف الصريح بكون محمد صلى الله عليه وآله رسولاً لله كما جاء في الكتب السماوية مثلما جاء في حق موسى النبي وعيسى عليهما السلام:

 

ألا أبلغا عني على ذات بينها

لؤيًّا وخصّا من لؤيٍّ بني كعب

ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً

رسولاً كموسى خط في أول الكتب

وأن عليه في العباد محبة

ولا حيف فيمن خصه الله بالحب[6]

 

وذكره بالنبوة واشتقاق اسمه من اسم الله الحميد في قوله:

 

لقد أكرم الله النبي محمداً

فأكرم خلق الله في الناس أحمد

وشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد[7]

 

وقد نقل عن بعض العلماء أن شعر أبي طالب الطافح بالإيمان والاعتقاد بنبوة ابن أخيه يزيد عن ثلاثة آلاف بيت[8] من الشعر.

 

ونجد هذا الشعر الإيماني القوي حاضراً في مواضع كثيرة يستشهد به النبي ويأمر من يحفظه أن يذكره للناس، مع أن الموقف لا يقتضي بالضرورة ذكر شعرٍ أو ذكر شعر أبي طالب، ولكنها اللفتة الرائعة من النبي صلى الله عليه وآله، أخلاقياً في رد جميل ومعروف أبي طالب عليه وعلى الدعوة، وعقدياً لتثبيت إيمان أبي طالب برسول الله ومنزلته من ربه وأنه مصدر الخير والبركة، فإذا كان في المدينة واستسقى النبي وأمطرت يتذكر قول أبي طالب ويستنشد من يحفظه ليذكره! وإذا كان في معركة بدر ورأى دفاع بني عبد المطلب –حمزة وعلي وعبيدة– عن الإسلام، وتمثل عبيدة وهو ينزف الدماء على أثر قطع ساقه بما قاله أبو طالب:

 

كذبتم وبيت الله يبزى محمد

ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

 

يثني النبي على استشهاده بأبيات أبي طالب ويترحم عليه، وحين يكون على فراش الموت تستشهد فاطمة الزهراء وهي داخلة عليه بأبيات أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه.. حتى غدت أبيات أبي طالب أشبه بالنشيد الوطني الذي لا ينتظر إلا فرصة مناسبة ليرفع وتسمعه الآذان.

 

وأما الوسيلة الثانية: وهي التعرف عليه من خلال أقوال ووصف أسرته وعشيرته ومن يعرف بيئته، فإن أقرب الناس إليه هم بنو هاشم، وأولهم رسول الله صلى الله عليه وآله: (فإن النبي صلى الله عليه وآله مع علمه بأن مهمة أبي طالب في الدفاع عنه وعن رسالته المقدسة لا تتم إلا بكتمان إيمانه وإلا فإن قريشاً ستجرد سيفها ضد أبي طالب مباشرة وتنابذه العداء وتناجزه القتال مما يخل بهذه المهمة) ومع ذلك ترك كلمات هي أشبه بالضياء لمن أراد أن يهتدي، ثم جاء بتفصيلها أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام وباقي أئمة أهل البيت عليهم السلام.

 

فمن أقوال النبي في حق أبي طالب: ما نقله اليعقوبي في تاريخه 2: 26: لما قيل لرسول الله: إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم! ربيت صغيراً، وكفلت يتيماً، ونصرت كبيراً، فجزاك الله عني خيراً، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم، وجزيت خيراً.

 

وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال: قال العباس: يا رسول الله! أترجو لأبي طالب؟ قال: كل الخير أرجو من ربي. أخرجه ابن سعد في الطبقات 1: 106 بسند صحيح رجالهم كلهم ثقات رجال[9].

 

لما دعا رسول الله واستسقى وانهمر المطر على الناس في المدينة، حتى ضجوا خوف الغرق تبسم صلوات الله عليه وآله حتى بدت نواجذه؛ وهو يقول: اللهم حوالينا ولا علينا، ثم قال: لله درُّ أبي طالب لو كان حياً لقرت عيناه، من الذي ينشدنا شعره؟ فقال علي بن أبي طالب يا رسول الله! كأنك أردت قوله:

 

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

 

قال: أجل فأنشده أبياتاً من القصيدة ورسول الله يستغفر لأبي طالب على المنبر[10].

 

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال لعقيل بن أبي طالب: «يا أبا يزيد! إني أحبك حبين، حبًّا لقرابتك مني، وحبًّا لما كنت أعلم من حب عمي أبي طالب إياك»[11].

 

وللإمام أمير المؤمنين عليه السلام كلمات في حق والده، فإنه في رسالته لمعاوية، قد فضل أباه على أبي سفيان (مع أن أبا سفيان عندهم مؤمن برسول الله) ولم يرد عليه معاوية هذا التفضيل وكان يمكن أن يقول له: كلا فإنّ أبي مسلم وأباك ليس بمسلم!... وقد ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرته في الصفحة السادسة أن علياً عليه السلام قال في رثاء أبي طالب:

 

أبا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هد فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولي النعم

ولقاك ربك رضوانه

فقد كنت للطهر من خير عم[12]

 

وقد نقل الإمام الحسين عليه السلام عن أبيه المرتضى كلمات تؤكد لا على إيمانه فحسب بل على خلل ونقص إيمان من لم يعتقد بإيمان أبي طالب، فعنه عليه السلام أن والده أمير المؤمنين كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين! إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار فقال له: مه فض الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، أأبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار، نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام[13].

 

كما نقل في نفس المصدر كلمة للإمام السجاد علي بن الحسين، عن ابن أبي الحديد في شرحه 3/ 312: روي أن علي بن الحسين عليه السلام سئل عن هذا – يعني عن إيمان أبي طالب – فقال: واعجباً إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الاسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات.

 

وأخرى عن ابنه الإمام الباقر محمد بن علي عليه السلام فإنه سئل عما يقوله الناس أن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال: لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه، ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كان يأمر أن يحج عن عبد الله وابيه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم؟!.

 

كما نقل كلمات متعددة عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام منها: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فآتاهم الله أجره مرتين وإن أبا طالب أسرَّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين.

 

وأشار صاحب الغدير إلى وجود هذا النص في شرح ابن أبي الحديد وفي أصول الكافي للكليني. ومنها ما أخرجه ثقة الإسلام الكليني في أصول الكافي 244 عن الإمام الصادق قال: كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول:

 

لقد علموا أن ابننا لا مكذب

لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطل

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

 

ومنها ما روي عن يونس بن نباتة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: يا يونس، ما يقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار يغلي منها أم رأسه فقال: كذب أعداء الله، إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

ونقل عن الكليني في الكافي، رواية عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام تشير إلى أن أبا طالب كان فوق منزلة المؤمن العادي وأنه كان من الأوصياء والحاملين لكتب السماء وذلك عن درست بن أبي منصور أنه سأل أبا الحسن الأول–الإمام الكاظم– عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله محجوجاً بأبي طالب؟ فقال: لا. ولكنه كان مستودعاً لوصايا فدفعها إليه، فقال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟ فقال: لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصية، قال: قلت: فما كان حال أبي طالب؟ قال: أقر بالنبي وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1). قد يكون لهذا السبب وغيره نقل عن الإمام الصادق عليه السلام قال كان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروي شعر أبي طالب عليه السلام وأن يدون وقال: تعلموه وعلموه.

(2). يلاحظ القارئ أنني هنا سأعتمد اعتمادًا كاملاً على العلامة الأميني رضوان الله تعالى عليه في كتابه الغدير ج 7 الذي أربى فيه على الغاية وجاوز حد النهاية في إنصاف عم النبي وأب الوصي، وتتبع بما لا مزيد عليه مشيداً ما أراد لبنة لبنة حتى جاء كما يحب، ومع علمي بأن من أصول التوثيق الرجوع إلى المصادر الأولى، وعدم الاكتفاء بما نقل عنها، لكني لم أفعل ذلك مع تيسره وسهولته لا سيما في النسخ الالكترونية للكتب، فآثرت الاقتصار على ما نقله رحمه الله في الغدير، تقديراً لجهده وتأكيداً على أهمية الكتاب والرجوع إليه، وثقة بدقته وأمانة نقله.

(3). الغدير، ج 7، الشيخ الأميني، ص 343 نقله عن ديوان أبي طالب ص 29: وشرح ابن أبي الحديد 3: 312 وقد أشار بعد ذكر مصادر هذه الأبيات ونسبتها إلى أبي طالب أن بعض علماء مدرسة الخلفاء، لكي يفسدوا أثر تلك الأبيات الواضحة في إعرابها عن إيمان أبي طالب بالنبي ودعوته، قد زادوا فيها بيتا فقال بعنوان: لفت نظر زاد القرطبي وابن كثير في تاريخه على الأبيات: لولا الملامة أو حذاري سبة، لوجدتني سمحا بذاك مبينا..

(4). الغدير، ج 7، الشيخ الأميني، ص 343 نقله عن ديوان أبي طالب ص 29: وشرح ابن أبي الحديد 3: 312 وقد أشار بعد ذكر مصادر هذه الأبيات ونسبتها إلى أبي طالب أن بعض علماء مدرسة الخلفاء، لكي يفسدوا أثر تلك الأبيات الواضحة في إعرابها عن إيمان أبي طالب بالنبي ودعوته، قد زادوا فيها بيتا فقال بعنوان: لفت نظر زاد القرطبي وابن كثير في تاريخه على الأبيات: لولا الملامة أو حذاري سبة، لوجدتني سمحا بذاك مبينا...

(5). المصدر نفسه 341

(6). نفس المصدر السابق.

(7). نفس المصدر السابق 344

(8). الغريب أن أتباع النهج الأموي في الوقت الذي يحشدون آراءهم ويضعون الأحاديث في (كفره) لا ينظرون إلى أي من هذه الأبيات الكثيرة الصريحة في الإيمان ويصرون على أنه لم يؤمن، بينما أبو سفيان الذي ينقل عنه قوله: فو الذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا من نار! كما نقله ابن حمدون في التذكرة الحمدونية ٩/‏١٧١، وهذا في أيام خلافة عثمان بن عفان أي بعد نحو ثلاثين سنة مما يفترض من (إسلامه)، وقد تكررت منه مواقف وكلمات قبل ذلك أيام الرسول وتمنيه العودة لمحاربة رسول الله مع زعمهم إسلامه كل هذه الأقوال والمواقف لم تخدش شيئاً فيه وبقي هو الصحابي الذي هو فوق مستوى العدالة والوثاقة والذي هو من أهل الجنة والذي قوله وفعله أحد الأدلة الشرعية على الأحكام كما هو مقتضى نظرية عدالة الصحابة (انظر كتابنا أصحاب النبي)، بينما أبو طالب وراءه ما يقرب من ثلاثة آلاف قول وبيت تصرح بإيمانه.

(9). الغدير، ج 7، الشيخ الأميني، ص 382

(10). نفس المصدر والصفحة.

(11). نفس المصدر ص 384.

(12) نفس المصدر ص 387.

(13) نفس المصدر ص 396.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد