من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد الريشهري
عن الكاتب :
ولد عام 1365ﻫ في مدينة الري جنوب طهران. بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، في سافر إلى قم عام 1380ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، وبعد انتصار الثورة الإسلامية سافر إلى طهران، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتأليف والتدريس وأداء واجباته الدينية. من مؤلّفاته: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنّة والتاريخ، ميزان الحكمة، موسوعة الإمام الحسين (ع) في الكتاب والسنّة والتاريخ، موسوعة العقائد الإسلامية، المنهج السياسي للإمام علي (ع).

غاية الفتوّة في غزوة بدر

تُعدّ غزوة بدر من أشدّ الغزوات التي خاضها النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأعظمها من حيث الظروف الزمنيّة، وميزان القوى، ومستوى المعدّات الحربيّة التي كانت عند المسلمين. ذلك أنّ الهدف الأوّل من التحرّك – وهو التحرّش بقافلة قريش والسيطرة عليها – وما تلاه من حرب غير متكافئة يدلاّن على أهميّة المعركة ودورها المصيريّ الحاسم.

 

من هنا كانت للبدريّين في التاريخ منزلة رفيعة خاصّة، وكان حضورهم في حوادث التاريخ الإسلامي – لا سيّما بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) – حيثما وُجِدوا يُشعر بشأن خاصّ. ووقعت هذه المعركة ببدر – منطقة قريبة من المدينة – في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة.

 

وشهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه المعركة التي كانت أُولى معارك النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وأُولى المشاهد البطوليّة للإمام (عليه السلام) الذي ظهر فيها بمظهر حقيق بالمشاهدة، والثناء، والإعجاب، إذ:

 

1 – كان يحمل الراية المظفّرة للجيش الإسلامي.

 

2 – أُنيطت به مهمّة التعرّف على قوّة العدوّ ومعه عدد من الصحابة، وذلك قبل حدوث المواجهة وفي مرحلة حسّاسة من الاستطلاع والاستكشاف والتقصّي الخفيّ، فحقّق نجاحاً باهراً.

 

3 – وحين طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الماء في منتصف ليلة القتال الحالكة المروّعة، قام (عليه السلام)، وسار نحو بدر بخطىً ثابتة راسخة، ونزح الماء من بئرها العميقة المظلمة، فروّى رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

4 – إنّه وفي أوّل مواجهة فرديّة سقى الوليد بن عُتبة كأس المنون، وأعان رفيقه على قتل أبيه عتبة. وذكر سلام الله عليه هذه الملحمة العظيمة في أحد كتبه إلى معاوية، فقال: ”فأنا أبو حسن قاتل جدّك وأخيك وخالك شَدْخاً يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقى عدوّي”.

 

5 – وصرع (عليه السلام) العاص بن سعيد فارس قريش المقتدر، ونوفل بن خويلد العدوّ الشرور الحاقد على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

6 – ولمّا صدر الأمر بالهجوم الشامل، وتشابكت القوى المتحاربة، وحمي وطيس القتال، هجم (عليه السلام) على العدوّ كالليث الغاضب، وخلخل استعداداته العسكريّة، وصنع من قتلاه تلاًّ؛ فقد نقل المؤرّخون أنّ خمسة وثلاثين من قتلى المشركين البالغ عددهم  سبعين قُتلوا بسيفه (عليه السلام).

 

7 – وهو الذي كان في عنفوان شبابه يومئذ، ونال الوسام الخالد: ”لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ” بفضل تلك الشهامة، والشجاعة، والاستبسال الذي أبداه آنذاك.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد