مقالات

منظومة الأعمال في شهر رمضان

الإمام الخامنئي "دام ظلّه"

 

الرياضة التي تكتنفها ضيافة هذا الشهر - رياضة الصيام وتحمّل الجوع - ربّما كانت أعظم مكتسبات هذه الضيافة الإلهية.

 

البركات والخيرات التي يحققها الصيام للإنسان هائلة وجمّة من الناحية المعنوية، ومن حيث تفجير الأنوار في قلب الإنسان إلى حدّ يُتاح القول معه إن الصيام هو أعظم خيرات هذا الشهر.

 

البعض يصومون شهر رمضان فهم إذن يشاركون في الضيافة وينالون منها أوطارهم.

 

ولكن فضلاً عن الصيام وهي الرياضة المعنوية في هذا الشهر المبارك، فإنّهم ينالون تعليمهم من القرآن الكريم إلى أقصى الحدود.

 

تلاوة القرآن بتدبّر، لتلاوة القرآن والأنس به والإصغاء لكلام الله وتلقّيه في آناء الليل وأطراف النهار طعمٌ ومعنى آخر بالنسبة للإنسان الصائم وروحه المتنوّرة بأنوار الصيام.

 

الشيء الذي يتعلّمه الإنسان من مثل هذه التلاوة للقرآن الكريم لا يحصل عليه في حالات التلاوة العادية...

 

أضف إلى ذلك أنّهم ينهلون زلال التحدّث إلى الله تعالى ومخاطبته ومناجاته وإبداء أسرار قلوبهم له عز وجل، وذلك ما يتجلّى في قراءة الأدعية.

 

دعاء أبي حمزة الثمالي، وأدعية النهار، وأدعية الليالي والأسحار، هذه كلّها كلامٌ مع الله وطلبٌ منه، وتقريبٌ للفؤاد من حريم العزّة الإلهيّة...

 

وبالتالي فهم يغترفون من كل خيرات وبركات هذه الضيافة.

 

وقبل كل هذا، وربّما فوق كل هذه العبادات، هنالك "تركُ المعاصي"، فهم لا يرتكبون المعاصي في هذا الشهر.

 

في رواية الخطبة التي ألقاها الرسول الأعظم، يسأل الإمام علي (ع) من الرسول: أيّ الأمور أفضل في هذا الشهر؟ فيقول (ص) في جوابه: "الورع عن محارم الله" اجتناب الذنوب والمحرّمات الإلهيّة مقدّمٌ على الأعمال الايجابيّة.

 

إنّه الحؤول دون تلوّث الروح والفؤاد...

 

إذن فهو شهر الصيام وتلاوة القرآن والدعاء وذكر الله والعزوف عن المعاصي.

 

هذه المنظومة تُقرّب الإنسان أخلاقيّاً وسلوكيّاً ممّا يطمح إليه الإسلام...

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد