صدى القوافي

ضِفافُ الحُسين


حسين اللويم ..

وقفتُ ببابكَ حيثُ الحياة
أعادَت أُسارى وسَبيَ المَمات
وقفتُ وقد كنتُ طفلاً أَبى
دخولاً عليكَ بلا عَبرات
وفيهِ المدامعُ مفجوعةٌ
نوائِحُها أدمعٌ مُسكبات
وحُنجُرَةٌ منهُ قد أشعَلت
نواعيكَ في أضلعٍ لاطمات
يداهُ تخطَّت يدا أُمِّهِ
وجاءَ بسيلٍ من القُبُلات
يُقبِّل ثغرهُ أرضَ الجنانِ
وروضاتَ أنواركَ المُزهرات
يشمُّكَ أنفاسَ عُمرٍ مضى
وأنفاسَ عُمرٍ بنصرِكَ آت
يُهروِلُ توقَاً إلى ضمَّةٍ
لشُبَّاكِ قبركَ ذي المُعجزات
فيدعو وقد أمَّمت قبةٌ
دعاءً توشَّح بالأُمنيات
يُناديكَ لبَّيكَ يا سيدي
ويا سيدَ الكَّونِ والكائنات
ويا حُرقةً في جوى المؤمنينَ
تطوفُ على جمرها الحَسرات
فتأخذُهُ هيبةٌ كلَّلت
مشاعرَ قلبٍ أَبيِّ السُّبات
إلى ملحماتٍ أقمتَ بها
لتحفُرَ قبراً لعُزَّى ولات
هنالِكَ حيثُ العدا صُرِّعوا
بسيفِ الإقامةِ والصَّلوات
وثُمَّ ذَرَتهُم رياحُ الصُّمودِ
وهل كانوا إلا هباءً، فُتات
لتغدوا الطُّفوف حصونَ الإباءِ
بها قد تسامت نفوسُ الأُباة
تُشرِّعُ للمجدِ قانونهُ
فيَفرضَ قيداً على النَّكبات
ويَلبسَ درعاً شَديدَ الحِمى
يصدُّ سهامَ الطُّغاةِ العتاة
فلا ظلمةٌ تستخفُّ العقولَ
ولا فَلتةٌ أسَّست فَلتات
ولا صارمٌ خطَّ نحرَ الرِّقاب
سيقوى على نحرِ نهجِ الهُداة
فإنَّ الذي قد علا وارتقى
وأشرق كالشَّمسِ فوقَ الفلاة
أقامَ على ضِفَّةٍ للفداءِ
حسينٌ بها راحَ يُعطي الهِبات
ليُصبحَ في عالمٍ أروعٍ
عليهِ من الدرِّ أحلى الصِّفات

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد