صدى القوافي

إن القلوب القلوب


الشّيخ الأزري ..

إنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ أقْلَقَها الْوَجْدُ     
وَأدْمى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاها
كانَ أنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنّي     
مُقْلَةً لكِنِ الْهَوى أبْكاها
كُلَّ يَوْم لِلْحادِثاتِ عَواد     
لَيْسَ يَقْوى رَضْوى عَلى مُلْتَقاها
كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إلاّ     
بِذِمام مِنْ سَيِّدِ الرُّسلِ طه
مَعْقِلُ الْخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْف     
أوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً أوْفاها
مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إلاّ لَدَيْهِ     
خَبَرُ الْكائِناتِ مِنْ مُبْتَداها
فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ     
أخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها
نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّماواتُ وَالأرْ     
ضُ كَما نَوَّهَتْ بِصُبْح ذُكاها
وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ     
كُلُّ قَوْم عَلَى اخْتِلافِ لُغاها
طَرِبَتْ لاِسْمِهِ الثَّرى فَاسْتَطالَتْ     
فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاها
جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً     
تاهَتِ الأنْبِياءُ في مَعْناها
لا تُجِلْ في صِفاتِ أحْمَدَ فِكْراً     
فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتي لَنْ تَراها
أىُّ خَلْق للهِ أعْظَمُ مِنْهُ     
وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِي اسْتَقْصاها
قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْن     
فَرَآى ذاتَ أحْمَد فَاجْتَباها
لَسْتُ أنْسى لَهُ مَنازِلَ قُدْس     
قَدْ بَناها التُّقى فَأعْلا بِناها
وَرِجالاً أعِزَّةً في بُيُوت     
أذِنَ اللهُ أنْ يُعَزَّ حِماها
سادَةٌ لا تريدُ إلاّ رِضَى اللهِ     
كَما لا يُريدُ إلاّ رِضاها
خَصَّها مِنْ كَمالهِ بِالْمَعاني     
وَبِأعْلى أسْمائِهِ سَمّاها
لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إلاّ كُنُوزاً     
خافِيات سُبْحانَ مَنْ أبْداها
كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللهِ تُنْبي     
هِيَ أقْلامُ حِكْمَة قَدْ بَراها
وَهُمُ الأَعْيُنُ الصَّحيحاتُ تَهْدي     
كُلَّ عَيْن مَكْفُوفَة عَيْناها
عُلَماءٌ أئِمَّةٌ حُكَماءٌ     
يَهْتَدِى النَّجْمُ بِاِتِّباعِ هُداها
قادَةٌ عِلْمُهُم وَرَأىُ حِجاهُم     
مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَة مَنْظَراها
ما اُبالي وَلَوْ أهيلَتْ عَلَى الأرْ     
ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد