الشيخ د. أحمد الوائلي
في رُبى «قاسِيُونَ» قبرٌ صغيـرُ
فيه غُصـنٌ مـن البتـولِ نَضيـرُ
تُربـةٌ هَوَّمَـتْ «رُقيّـةُ» فيهـا
حضَنَ الطُّهـرَ رملُهـا والحَفيـرُ
عندَهـا مـن محـمّـدٍ وعـلـيٍّ
والحسيـنِ الشهيـدِ شـيءٌ كثيـرُ
والسِّمـاتُ الـمُطيَّـبـاتُ تُــراثٌ
يتجلّـى بـه البشـيـرُ النـذيـرُ
يحمـل العِبـرة الصريحـة أنّ الـ
ـحـقَّ يبقـى، ويَذهـبُ التزويـرُ
والضريـحُ الـذي يَضُـمُّ نسيجـاً
عَلَـويّـاً بالاحـتـرامِ جَـديــرُ
يَطلُبُ الوِردَ عاطِشُ الـروحِ مِنـهُ
وبُيـوتُ النـبـيِّ نَـبـعٌ نَمـيـرُ
إيهِ بنـتَ الحسيـنِ يومُـكِ يُسْـرٌ
وأمـامَ الطُّغـاةِ يــومٌ عسـيـرُ
الـمَـدى فيـكِ بالخلـودِ طـويـلٌ
والـمَـدى عنـد شانئيـكِ قصـيـرُ
والرقيمُ الذي على صرحِـكِ الشـا
مـخِ فيـه البـيـان والتفسـيـرُ
أن يَحيـقَ الهَـوانُ بالآسـرِ البـا
غي، ويَسمو كمـا يشـاءُ الأسيـرُ
أيُدانـيـكِ ظـالــمٌ بِـسَـريـرٍ
وقـدِ انحـطَّ للهـوانِ السَّـريـرُ
مِـمّـن اجتـرَ حقـدَ بَـدرٍ وأُحْـدٍ
وتَـمـادى سُـعـارُه الشـرّيـرُ
مِـن رَعيـلٍ دمُ الشهـادةِ فيـهـم
مِـلْءُ قَرقـارةِ الشـرابِ خَميـرُ
ولأسنـانِ أُمِّهِـم فــي لُـحـومٍ
مـِمّـنِ استُشهِـدوا بأُحْـدٍ صَريـرُ
فَذَرِيهـم إلـى الهَـوانِ مصيـراً
ولْيَـدُمْ منـكِ للخلـودِ مصـيـرُ
يـا آبنـةَ المتّقيـنَ، عاقبـةُ الأبـ
ـرارِ عـمّـا يَنالُـهـم تَـبـريـرُ
انظُري خِرْبـةً أقَمـتِ بهـا بـالـ
ـشـامِ، تُـرْبٌ فِراشُهـا وحصيـرُ
إنّهـا عِبـرةٌ علـى شَفـةِ الـتـا
ريخ يشتارهـا السميـع البصيـرُ
أنتِ فيهـا رَمـزٌ وصرخـةُ حـقٍّ
عندَ سَمـعِ الطُّغـاةِ منهـا هَديـرُ
صاحَ فيها صوتُ الضميرِ وعَـدْلٌ
في الموازينِ لـو أفـاق الضميـرُ
سَيَطـالُ الخـرابُ أروق الـظُّـلْــ
ـم، ويجتـاحُ صرحَهـا التدمـيـرُ
وسيَـبـدو للتائهـيـن بــأنّ الله
فـي فعـلِ مـا يشـاءُ قَديـرُ
أيُّهـا الشَّجنَـةُ الـتـي أذبَلَتْـهـا
لوعـةُ الأسـرِ والفَـلا والهجيـرُ
فهي مِن زُحمةِ القُيودِ على الصـد
رِ أنـيـنٌ شهيقُـهـا والزفـيـرُ
طفلـةٌ يَكمُـنُ الذُّهـولُ بِعيـنَـيـ
ـهـا، فيَبـدو بِدمعِـهـا التعبـيـرُ
حَمَلَت قلبَها الكسيـرَ علـى يُـتْـ
ـمٍ، وقلـبُ اليتيـمِ قلـبٌ كَسـيـرُ
إنّهـا بُرعـمٌ ومـا اشتـدّ مِنـهـا
عُودُها الغَـضُّ والفؤادُ الغَريـرُ
فـإذا بالزمـانِ يُثـقِـل كَتْفَيـهـا
بمـا قَـد يَنُـوءُ مِنـه «ثَبيـرُ»
فَهي جسمٌ يُدافِـع السَّـوطَ بالكـفّ
وعَيـنٌ بِدمعِـهـا تَستجـيـرُ
يا لَوَجْـدي وقـد مَـرَرتُ عَلَيهـا
وعلى القبرِ مِـن أساهـا سُطـورُ
فَبَـدا طَيفُهـا لِعَيـنـيَّ نِـضْـواً
مِن سِيـاطٍ حَـدا بِهِـنّ الغُـرورُ
قـد تَعاوَرْنَـهـا ودُرْنَ عليـهـا
وهيَ فـي وَقْعِهـا الأليـمِ تَـدورُ
وبَراها السُّرى ففي عُودِها النـا
حـلِ وَهْـنٌ مُبَـرِّحٌ وضُـمـورُ
تسـألُ الأُمّهـاتِ: أيـن أبوهـا؟
كيف أُغضي وهو الشفيقُ الغَيورُ؟!
غيـرَ أنّ الغيـابَ طـال عليـهـا
والعَشِـيُّ امتَـدّتْ بهـا والبُكُـورُ
وألَـحّـتْ تـرديـدَه ذاتَ يــومٍ
فهو فـي عُمـق قلبهـا محفـورُ
فأتَوهـا بالـرأسِ أذبَـلَ خَــدَّيـ
ـه هجيـرٌ.. ونَـحـرُه منـحـورُ!
فَهَوتْ فوقَـه وأغفَـتْ كمـا أغـ
ـفـى علـى دِفْءِ أُمِّـهِ عُصفـورُ
حَضَنَت رأسَه وأسْلَمـتِ الـرُّو
حَ وجَفّـت كمـا تَجِـفُّ الـزُّهـورُ
أيُّهـا الزائـرون فـي وُدِّ ذوي الـ
ـقُربى سَعَيتُم، فسَعيُكُـم مشكـورُ
ما هو القبر، بـل شعائـرُ قُـدسٍ
في محاريبهـا يطـوف الشُّعـورُ
يُكتَب السعيُ في المسيـرِ إليهـا
فهـي آثـارُ فضلِـهـا مـأثـورُ
الْثِمـوا تُربَهـا الطَّهـورَ احتسابـاً
إنّ تُرْبـاً ضَـمَّ الطَّهـورَ طَهـورُ
وانظروا كيف يَزدَهي القبـرُ فيهـا
والتراتيـلُ والـشَّـذى والـنـورُ
فَلَكَـم أوحَشَـتْ قبـورٌ بأهِـلـيــ
ـهـا وشَعّـتْ بِساكِنيهـا قُبـورُ!
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة
اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع
لا يدرك الخير إلّا بالجدّ
الوصول إلى حالة الانغماس وقياس مستواها