سياحة ثقافية

مقام صعصعة بن صوحان

 
هو ذاك الصّحابيّ الجليل الّذي اشتهر بولائه وحبّه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب. سار (رض) في تشييع جثمان الأمير عليه السلام، ووقف على قبره وأخذ كفًّا من التراب فأهاله على رأسه وقال: "بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، هنيئًا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت، وربحت تجارتك، ومضيت إلى ربك.."، ونطق بكثير من مثلها، وبكى بكاء شديدًا وأبكى كل من كان معه. 
 
تاريخه
يعتبر مسجد ومقام صعصعة بن صوحان العبدي من أقدم الآثار الإسلامية في البحرين على الإطلاق، حيث يُشكل المقام مزارًا للناس من كل الأماكن. كما هو متعارف عليه في الإسلام أن يبنى على قبور الرجال الصالحين والأولياء مساجد، ولنا أسوة بمسجد الرسول، وكذلك فتية أهل الكهف قال تعالى ﴿فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾.
وقال ابن حجر: «إن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين، وقيل إلى جزيرة ابن كافان فمات بها». وهذا القول أقرب إلى الواقع، حيث يقع قبر صعصعة في جزيرة أوال سابقًا، مملكة البحرين حاليا، في قرية عسكر، ويقول عبد العزيز العرادي: «وكان على القبر صخرة عليها كتابة يعود تاريخ كتابتها إلى سنة 676هـ وعليها اسم صعصعة بن صوحان العبدي". 
 
وصف لقبر ومسجد صعصعة في البحرين
يقع قبر ومسجد صعصعة بن صوحان في قرية عسكر جنوبي مدينة المنامة، وهي قرية قديمة من قرى شيعة أهل البيت في البحرين. 
للوهلة الأولى وأنت في طريقك إلى المسجد، لا ترى قبّتها لأنّها هدمت منذ زمن ولم يعد بناؤها، ومن ثم تطالعك البوابة الرئيسية التي تقع في الجهة الشمالية منه، وهي عبارة عن باب صغير من الحديد، وفي أعلى الباب لوحة كتب عليها "مسجد الشيخ صعصعة بن صوحان"، تحيط بالبوابة زخارف ونقوش زرقاء بسيطة خالية من مظاهر البذخ والتّرف المعماري. 
وفي الداخل ترى مبنى متواضعًا قديمًا، مبنيٌّ سقفه من الخشب والإسمنت، وفيه رواق من الخارج، ينقسم هذا المبنى إلى قسمين؛ قسم مصلّى للرجال وقسم مصلّى للنساء .
 وقبر الصحابي صعصعة بن صوحان سلام الله عليه، -السّيد من سادات العرب، الّذي أثنى عليه أمير المؤمنين عليه السلام فمدحه بقوله: وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة-، وضع عليه شباك من الخشب مفتوح من الجانب الجنوبي والشمالي، ويتمكن الزائر من ملامسة القبر الشريف، وعلى شباك القبر وضعت لوحتان أحدهما كتبت عليها نبذة عن التابعي صعصعة بن صوحان، بقلم عبد العزيز بن سلمان بن محمد راشد العرادي، يوضح فيها مكان مولدة ونسبه، وأقوال المعصومين فيه، وموضع قبره ووفاته. وترى في اللوحة الأخرى زيارة الشيخ صعصعة بن صوحان.
 ومن بعدها وعلى مسافة قريبة، ننتقل إلى  قسم النساء لنجد قبرين، هما قبر الشيخ محمد الجوي وهو أحد الرجال الصلحاء من قرية جو، الذي دفن في المسجد بوصية منه، وقبر الحاج محمد بن درباس أحد المؤمنين الأتقياء.
وفي نهاية المطاف نصل إلى الجهة الجنوبية من المسجد، حيث توجد مقبرة قديمة، يبدو أنها لأهالي قرية عسكر، السكان الأصليون من شيعة أهل البيت الذين شردوا من ديارهم.
ومن هنا، الدّعوة إلى جميع المؤمنين لزيارة قبر صعصعة بن صوحان، لتذكُّر قيم الإباء والشجاعة والشهامة ومحبة أهل البيت في أنفسنا، وترسيخها في أبنائنا وأحفادنا، فبمجرد زيارة قبر صعصعة بن صوحان ستهب على زائريه كل هذه القيم والمبادئ، التي فقدت في أيامنا هذه. وبزيارة قبر صعصعة بن صوحان سيتنشق الزائرون عبق الأصالة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد