الدكتور عبد الهادي الفضلي ..
الاتصاف أو علاقة الصفة بالذات من المسائل الكلامية التي تثار منهجياً في موضوع الصفات الثبوتية.
فيتساءل:
ما معنى اتصاف الذات بالصفة؟
هل هناك شيئان: ذات وصفة؟!.. أو شيء واحد؟!.
وعلى تقدير أنهما شيء واحد: ما معنى وحدتهما؟!.
ومثار هذا التساؤل: هو إذا كانت الذات بسيطة بكل معنى البساطة، وواحدة بكل معنى الوحدة، فما معنى أن يقال: إتصاف الذات بالصفة؟.. أو (اللّه عالم) و (اللّه قادر) .. والخ.
وأهم الأقوال في المسألة قولان، هما:
أ- قول الحكماء والمتكلمين غير الأشاعرة:
وفحواه: أن الصفة والذات متحدتان في الحقيقة والخارج، ومتغايرتان في الاعتبار والذهن.
وبتعبير آخر:
متحدتان مصداقاً، متغيرتان مفهوماً.
ومن هنا قالوا: الصفة عين الذات، والذات عين الصفة، ويعنون بهذا وحدتهما في المصداق.
فهو تعالى: عالم لذاته، قادر لذاته.. والخ.
وما يتصور من التغاير بين الذات والصفة، أو زيادة الصفة على الذات في مثل قولنا: (اللّه عالم) فإنه في الاعتبار والذهن، لا في الحقيقة والخارج.
واستدلوا لذلك:
1 - أنه تعالى واجب الوجود .
ووجوب الوجود يقتضي الاستغناء عن كل شيء.
فلا يفتقر في كونه عالماً إلى صفة العلم، وكونه قادراً إلى صفة القدرة، لأن هذه المعاني (العلم) و(القدرة) و(الخ) مغايرة لذاته قطعاً.
ومن البديهي: أن كل محتاج إلى غيره ممكن... هذا خلف.
2 - أن صفاته تعالى صفات كمال.
فلو قلنا: هو عالم بعلم، وقادر بقدرة - كما يقول الأشعري - لزم أن يكون ناقصاً لذاته لاحتياجه إلى العلم والقدرة، مستكملاً بغيره، وهو باطل بالاتفاق.
3 - أن اللّه تعالى قديم، وصفة القديم لا بد أن تكون قديمة، لأنه متى لم تكن قديمة يلزم منه صيرورة القديم محلاً للحوادث.
وإذا ثبت قدمها، لزم منه تعدد القدماء، وهو محال، لأنه يتنافى والوحدانية.
وفي توحيد الصدوق(1): «عن الحسين بن خالد: قال: سمعت الرضا علي بن موسى (ع) يقول: لم يزل اللّه تبارك وتعالى عليماً قادراً حياً سميعاً بصيراً.
فقلت له: يا ابن رسول اللّه إن قوماً يقولون: إنه عز وجل لم يزل عالماً بعلم وقادراً بقدرة وحياً بحياة وقديماً بقدم وسميعاً بسمع وبصيراً ببصر.
فقال(عليه السلام): من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع اللّه آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شيء.
ثم قال(عليه السلام): لم يزل اللّه عز وجل عليماً قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً "لذاته تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً".
والإمام الرضا(عليه السلام) يشير بقوله: (ليس من ولايتنا على شيء) إلى ما أشير إليه في حديث أبان بن عثمان الأحمر: «قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أخبرني عن اللّه تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بصيراً عليماً قادراً؟
قال: نعم.
فقلت له: إن رجلاً ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول: إن اللّه تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بسمع وبصيراً ببصر وعليماً بعلم وقادراً بقدرة.
فغضب (عليه السلام)، ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شيء، إن اللّه تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة»(2).
وعرف قولهم هذا بأنه قول المعتزلة.
وإليه ذهب أيضاً كل من الإمامية والزيدية والإباضية.
ـــــــــــــــــــــ
(1) ص 140 .
(2) . م ن 144 .
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الفيض الكاشاني
عدنان الحاجي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد مهدي النراقي
حيدر حب الله
الشهيد مرتضى مطهري
السيد عباس نور الدين
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ محمد باقر الأيرواني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
زكي السّالم: ظاهرة الأديب الكبير!
حُجُب الحب وموانعه
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
طلاق الأبوين وإصابة كبار السّنّ بالسّكتة الدّماغيّة
ماذا یعني إن الله «رحمن» و«رحیم»؟
العدالة أشرف الفضائل
كيف تتمّ الوسوسة؟
كيف ينظر الإسلام إلى العلم؟
التوستماسترز والخطابة الأدبيّة، محاضرة لأمل الحرز في الأحساء
من بركات القرآن الكريم