لطالما أزعجتنا الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لتربية المراهقين باستمرار على مر السنين، وهذا يعكس حالة من تشوه وجهة نظر المرء حينما يرى “مراهقاً”. وحتى حينما يستذكر كل منا اللحظات والأيام التي كان فيها مراهقاً، لا نتأملها إلا بعيون ضبابية ومشهد وردي وصورة غير مفهومة، مرحلة ساحرة ومفعمة بالحيوية نرى فيها تفتح أبواب للطاقة الجديدة وانغلاق أبواب أخرى بلا عودة، براعم الشخصية تتفتح بحياة مليئة بالاحتمالات التي لم يسبق لها مثيل، وفي الواقع لن تتكرر مرة أخرى. في الحقيقة، الشيء الذي نعرفه أن كلاً من المراهق ووالديه يعانون من ندوب وآثار المعركة العاصفة التي خاضوها جميعاً، معركة تلقي بظلالها على لسنوات على أجواء العائلة والمنزل، يمر خلالها المراهق بمرحلة عصيبة وعصبية تتراوح بين الاندفاع والحماس وعكسه انطواء وحزن واكتئاب، يعاني خلالها المربون من تصرفات المراهقين دون معرفة الأسباب الواقعية وراء تصرفاتهم. والدين ينتظران ابنهما بقلق شديد لحد المرض، والأخير خارج المنزل لوقت متأخر دون أي اخطار لوالديه، يعود بعدها دون أي اكتراث بوجه عابس أو خادع أو كليهما، وبعد معركة طاحنة يدخل غرفته ويغلق خلفه الباب، ويظل والديه في حيرة من أمرهما كيف يعالجون هذه المشكلة المتكررة والمؤرقة؟!
الدكتورة فرنسيس جينسين أستاذة ورئيس قسم علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا - وهي أم لمراهق - تخوض مغامرة البحث في تقديم إجابات ونصائح لتربية المراهقين والشباب، منطلقة من خبرتها في مجال الأبحاث والدراسات حول نمو الدماغ من فترة ما بعد الولادة حتى مرحلة البلوغ، واستناداً لمعرفتها البحثية قدمت طبيبة الأعصاب أفكاراً اعتبرها البعض بالثورية حول علم عقل المراهق والتي تطرق لأول مرة بشكل مثير وجدير بالاهتمام، عارضة رؤى علمية ترجمتها بأسلوب مبسط إلى نصائح عملية للأهل والمراهقين على حد سواء تحت عنوان فرعي للكتاب “ دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب”. تؤكد الدكتورة جينسين وتوضح أن المراهقين ليسوا “كائنات غربية”؛ بل فكرة يساء فهمها. في حين أن للمراهق نفس القدر من الهرمونات مثل الشباب، إلا أنهم يتفاعلون بشكل مختلف تماماً، مما يجعل أدمغتهم غير قادرة على تحقيق إنجازات ملحوظة، وفي الوقت نفسه تقرّ بأن هذا المنحنى يجعلهم في خطر محتمل. كل هذا تعزوه جنسين إلى “ المادة البيضاء” في الدماغ وهي النقطة الفارقة بين دماغ البالغين والمراهقين، الأمر الذي يغلّب لديهم العاطفة على العقل، وقد يأخذهم لمسارات خطيرة من سهولة وقوعهم في الإدمان للتبغ والمخدرات، وممارسة الرياضات الخطيرة الخ.
كتاب دماغ المراهقين ’The Teenage Brain” وعدد صفحاته ٢٣٨ صفحة، نقله لللغة العربية معن الكشك، لصالح الدار العربية للعلوم ناشرون، وكانت الطبعة الأولى فبراير ٢٠١٦م - ١٤٣٧هـ.
ماذا يحصل داخل أدمغة المراهقين بالفعل؟ ما علاقة المادة البيضاء والرمادية وتشكل عقل المراهق المرن بتصرفاته وسلوكياته التي نعتبرها سيئة وغبية في بعض الأحيان، هل يمكن الاستثمار في دماغ المراهق وهل لديه استعدادات فائقة للتعلم؟ كيف يتجاوب دماغ المراهق مع الإجهاد والتذّكر والنوم والرغبة وتعدد المهام؟ ما هو تأثير ما يعبر عنه بالغزو الرقمي والمواد الإعلامية على أدمغة المراهقين سلباً وإيجاباً؟، هل يتساوى المراهق في الجريمة والعقاب مع البالغ؟ ماذا بعد المراهقة؟ وهل انتهت القصة!
مجموعة من الأسئلة تجيب عنها الدكتورة جينسن في هذا الكتاب بأسلوب جدّي ومبسط وبطريقة مباشرة، وتصنف ضمن البحوث الحديثة في فهم عقول المراهقين والناشئة وسلوكهم، نحو توظيف هذه المعرفة في أساليب محددة تمكّن الأهل والمربين من مساعدة المراهقين في الوصول إلى مرحلة الرشد بسلاسة وبأقل الخسائر.
السيد عادل العلوي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
عدنان الحاجي
الأستاذ عبد الوهاب حسين
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلم الإلهامي برؤية جديدة
الشيخ عبد الجليل البن سعد: المجتمع الرّشيد
هل خلق آدم للجنّة أم للأرض؟
معنى (الدعاء الملحون)
اختلاف آراء الفلاسفة المادّيّين في حقيقة المادّة
كتاب الدّين والضّمير، تهافت وردّ
عوامل احتمال الإصابة بالسّكتة الدّماغيّة الحادّة
صراع الإسلام مع العلمانية
طريقة إعداد البحث
القانون والإيمان باللّه