كيف توفّقون بين كون جابر بن عبدالله كفيف البصر في كربلاء حيث كان يقوده خادمه أو غلامه عطية، وبين كونه قد رأى الإمام الباقر عليه السلام في المدينة وهو صغير فقال شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم بلغه سلام النبي؟ فإن كان كفيفًا، فكيف رأى الباقر؟ وإن كان مبصرًا حينئذ فكيف كان كفيفًا في الأربعين (العشرين من صفر)؟
من الأخطاء التي وقع ويقع فيها بعض الناس هو القياس في سلوك الأنبياء والأوصياء، فإذا أحد منهم قام بعمل بارز وحساس بحيث يعجبهم ويتلائم مع رغباتهم وأفكارهم، فحينئذ يتوقّعون من الآخرين أيضاً أنْ يفعلوا نفس ذلك الفعل، ويقوموا بمثل ما قام به فلان؛ لأنّه أعجبهم ووافق أهواءهم
وهذه النتائج لأولئك الأشخاص الذين قاموا بالجرائم حرصاً على دنياهم، ورغبة في بقائهم، فلا مُتع الدنيا حصلوا عليها، ولا البقاء أُتيح لهم، فكما قلنا ما مرّ عقد من الزمان إلاّ وقد ابتلعت الأرض أجسادهم، وفرّقت عن الأجسام رؤوسهم، بل ربما لو لم يرتكبوا تلك الجرائم لحصلوا على مُتع من الدنيا كثيرة، ولعمروا أكثر ممّا صاروا إليه.
وأمّا على الاعتبار الثاني من اعتبارات الإمام الحسن عليه السلام اعتباره بوصفه أميناً على التجربة، أميناً على الواقع السياسي الحيّ الذي كان يجسّد تلك الصبغة الإسلاميّة الكاملة للحياة، بوصفه أميناً على هذه التجربة، كان لا بدّ أن يدرس موقفه ليختار أحد هذين الطريقين
سوف يبرز على أساسها موقف الحسين عليه السلام على كلّ واحدٍ من هذه الاعتبارات الثلاثة، يبدو هناك فرق كبير بين موقف الإمام الحسن عليه السلام وموقف الحسين عليه السلام، بين الظروف الموضوعية لموقف الإمام الحسن عليه السلام والظروف الموضوعية لموقف الإمام الحسن عليه السلام.
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية: بـ: «أنَّا معك، وإن شئت أخذنا الحسن أسيراً وبعثناه إليك».. بل لقد قال عليه السلام لحجر بن عدي: «والله يا حجر، لو أني في ألف رجل، لا والله، إلا ماءتي رجل، لا والله، إلا في سبع نفر لما وسعني تركه».. يعني ترك معاوية الذي جاء في مئة ألف، حسب نص تلك الرواية نفسها..
أما خيار الحرب: فإنه يجعله أمام ثلاثة احتمالات، لا بد في كل واحد منها من الموازنة بين التضحيات وبين النتائج، ثم اختيار الخيار الذي يحقق الأتم والأفضل، والأصلح منها، حيث إن موقع الإمامة يفرض على الإمام التفكير في جميع الجوانب، والحالات التي تواجهه في سياسة الأمة، من أجل حفظ دينها، ووجودها، ومصالحها
كلّ المسلمين سكتوا، لم يقم أحد، لم يجب أحد، لم يبرز أحد شيئاً، هؤلاء المسلمون المجتمعون في المسجد، هؤلاء هم الأمناء على التجربة، هم أصحاب عليّ، هم قادة هذا المجتمع، هم الطليعة التي كان بها يصول وبها يكافح وبها يجاهد هذا الإمام العظيم، كلّهم سكتوا، لم يجب واحد لم يقل شيئاً أبداً.
بعدما خرَّ الإمام علي عليه السلام صريعاً في المسجد، كانت بذرة التناقض للتجربة الإسلامية التي تزعّم قيادتها لإعادة كامل الصيغة الإسلامية إلى الحياة بدأت تستفحل وتشتدّ، هذه البذرة هي التي سمّيناها بالشّكّ... ونقصد من هذا الشكّ: الشكّ في القائد، في نظرية القائد وأطروحته التي يكافح من أجلها ويحارب على أساسها
السيد محمد باقر الصدر
الشهيد مرتضى مطهري
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد عادل العلوي
د. سيد جاسم العلوي
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ حسين مظاهري
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
كشكول الشيخ البهائي
سلامة القرآن من التحريف (1)
المحنة في المفهوم القرآنيّ
مدرسة أهل البيت عليهم السلام في وجه التحريف
مكانة التوكّل في التمهيد للظهور
نعم، أنا مع تمكين المرأة، ولكن...
لماذا يتجنّب النّاس الأعمال التي تتطلّب جهدًا؟
بصدد التنظير لقول عربي مستحدث في نقد الاستغراب (2)
بصدد التنظير لقول عربي مستحدث في نقد الاستغراب (1)
التّعامل مع سلوك الأطفال، محاضرة لآل سعيد في بر سنابس