الرياضة التي تكتنفها ضيافة هذا الشهر - رياضة الصيام وتحمّل الجوع - ربّما كانت أعظم مكتسبات هذه الضيافة الإلهية. البركات والخيرات التي يحققها الصيام للإنسان هائلة وجمّة من الناحية المعنوية، ومن حيث تفجير الأنوار في قلب الإنسان إلى حدّ يُتاح القول معه إن الصيام هو أعظم خيرات هذا الشهر.
كلّ إنسان وعِرق حميّته، حيث أنّ كلّ إنسان له حميّة... وينبغي أن نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذلك الصوم: صوم خواصّ الخواصّ، فالتوفيق منه أيضاً، بل حتّى لو وفّقنا لما هو أعلى فلا ضير في ذلك وسنكون راضين، ولو وفّقنا لِما هو أعلى من ذلك فلن نعترض، توقّعنا ينبغي أن يكون عالياً. ففي النتيجة نحن نشاهد ونرى أنّ الأوضاع هناك لها نحوٌ آخر.
ابحث دومًا عن مصدر ووسيلة وطريق الخير، وعن الأداة التي يمكن لك إذا انتهجتها أن تستفيد منها من أجل أن تحصّل الخيرات. إذًا، من أين يمكن لي أن أحصّل الخير كلّه؟ ومن أين يمكن لي أن أنهج نهج الخير كله؟ ومن أين لي أن أصل إلى ثمار الخير كله؟ إن كنت تريد فعلًا أن تحصل على كل ذلك فإنّ طريقك ودربك وصراطك واضح محدد ولا ثاني له
شهر رمضان هو الشهر الذي تتنزّل فيه رحمة الله على عباده، وهو الشهر الذي تكون مغفرته فيه وفيوضاته العامّة على الناس أعمّ وأكثر من سائر الأشهر، ومن خصوصيّات هذا الشهر: أنّ الإنسان يَرى التغيير في نفسه في هذا الشهر سواءً أكان صائماً أم غير صائمٍ ويرى التحوّل والتبدّل في نفسه، يعني: هناك غلبةٌ للقوى المعنويّة للصوم على جميع الناس؛ ولهذا يتأثّر الإنسان رغب أم لم يرغب
للمناجاة في شهر رمضان طعم خاص، لطبيعة الأجواء الروحية، وأدعية شهر رمضان لها عذوبة خاصة، وتأثير في ترقيق الفؤاد، والذهاب بقسوته، فلا تدع لياليه تمضي دون مناجاته تعالى، ودون التجول في دعاء الافتتاح أو دعاء أبي حمزة الثمالي، فهذا الدعاء من شأنه أن يكسر جبروت شهوات النفس ويشعر الإنسان بالتقصير أمام الله تعالى.
والأهمّ على الإطلاق هو الرّشد الديني، عندما يقترب الإنسان من ربه، ويؤمن به، ويبتعد عن الرّذائل والمغريات الدنيوية الزائلة وخدع وحبائل الشيطان وحزبه، ومنه قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)، (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا).
لقد حَظي هذا الدعاء الشريف، المنسوب إلى الإمام المهديّ (عج)، باهتمام في المصادر الشيعيّة الإماميّة؛ وذلك أنّه ليس المأمول منه أن يُقرأ كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لتحصيل البركة ولمناجاة الله سبحانه فحسب، بل للتدبُّر في مادّته المعرفيّة والروحيّة وفَهمها، والاستفادة منها في بناء علاقة سليمة مع الله
فالصوم الكامل هو الذي يشتمل على صوم الجسد عن المفطرات المادية، وصوم النفس عن ارتكاب المآثم. وإلا إذا امتنع الصائم عن المفطرات الحسية ولكنه كان يرتكب المآثم بعينه وأذنه ولسانه وقلبه فإن مثل هذا الصيام لا ينفع صاحبه. فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: (رُبّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظه من قيامه السَّهر)
مع أول أيام الشهر الكريم، شعر سالم بنداء داخلي يدعوه للتقرّب إلى الله، ليس فقط في أوقاته المعتادة، بل في كل لحظة من يومه. بدأ بتجهيز زاوية عبادته، كأنها موطن لقلبه الباحث عن الطمأنينة. اشترى سجادة صلاة جديدة، وحين سجد عليها لأول مرة، شعر وكأن الأرض تضمّه بحنان، تحمل روحه إلى عالم من النور. كان بجانبها مصحف ذو حروف كبيرة، يقرأ فيه بتمعّن، مستشعرًا كلّ آية وكأنها تخاطبه وحده.
قال الله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). اختار القرآن الكريم كلمة (عبادي) ولم يقل كما في آيات أخرى (يَسْأَلُكَ النَّاسُ) ولم يضمر فيقول (يَسْأَلُونَكَ)، وذلك للدلالة على العلاقة الحقيقية التي تربط الناس بالله سبحانه، فهم (عباده).
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عادل العلوي
الشيخ فوزي آل سيف
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الحسين دستغيب
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
أحمد الرّويعي
السيد محمد حسين الطهراني
حبيب المعاتيق
حسين آل سهوان
أحمد الرويعي
أسمهان آل تراب
حسين حسن آل جامع
أحمد الماجد
فريد عبد الله النمر
علي النمر
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
الأخت.. فكرة أمٍّ ثانية
الإمام السجّاد (ع) بعد عاشوراء
السُؤال في عين كونه جوابًا (3)
سورة الماعون
خلود ثورة الإمام الحسين (ع)
الأسارى في دمشق، وخطبة العقيلة زينب (ع) (1)
قضايا الحياة الكبرى، قضية المرأة نموذجًا
محاضرة حول (الشّخصيّة الموضوعيّة) في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
اسجدوا للّه شكراً
هل نملك إرادة حرة واقعًا؟