يا ابن أمّي.. كلّ شيء كان أحمر.. والطّريق إليك.. هاوية على أشفار هاوية.. وأنت تئنّ.. من حرّ الصّفاح.. ركضتُ.. يسبقني اشتياقي.. قسطلاً في إثر قسطل.. لا أرى أحدًا سواك.. أجوز أجسادًا مقطّعة.. وأعثر بالرّؤوس.. يقودني وقع الخيول على ضلوعك..

لئن ألقت الحربُ أوزارَها، وحدّثت الطفُّ أخبارَها، وأمستْ على الرّملِ تلك الشّموسُ، تُخضّبُ بالدّمِ أنوارَها، تفانت فداءَ إمامِ الإبا، وأهدت لعلياهُ أعمارَها، وشعّت تَوهّجُ بِيضُ النّحورِ، تعانقُ في الطّفّ أوعارَها

وأنت طريح على الأرض، لا أحد كان يقدر أن يتقرّب منك، وكان انقباضك أغلق أوعية الفيض، خدّك مكتنف للرّمال، دماؤك تملأ محجر عينيك، حولك يسمع خفق لشيء خفيّ، أخذت بطرفك في ظللٍ من غمام، وكانوا يظنّون أنّك حين تموت، ستعدم، لكنّهم في الحقيقة أيقظوك

أتظنّ أنّك قد قتلتَهْ، وعلى القنا الخَطيْ حملتَهْ، أتظنّ أنكَ نِلتَ منهُ، فأيُّ شيءٍ منهُ نِلتَه، تلكَ الشّقوقُ على جدارِrnالقصرِ خطوُ دمٍ أسلتَهْ، جيشُ الكوابيسِ التي، احتلَّتكَ منه فما احتللته، بجراحه قطَّعْتَ نفسكَ إذ بسيفكَ قد وصلته، وجراحُهُ طعنَتْ رماحَكَ رحتَ تُسكِتُهُ فقُلته

هناك في نغمة الأمنيات الأخيرة تسقط الكلمات العارية أعمق من الأقواس الماتحة الصيت متدحرجة دون أن تصدر صوتاً غير رجفة القصيدة فوق الصمت المعتم ساعة الارتطام .. ‏في هوة الليل يقفز الرماد خفيفًا لتستأنف الكائنات رقصة الزرقة والوميض بقبة المكان المعتمل بدم الهباء ودم والكواكب مشرعًا للتراب

تَنفّسَ صبحُ المجدٌ من شامخِ الذرُى، يُجسّدُ في دنيا البطولاتِ أكبرا، عليٌّ ورُبَّ اسمٍ هوَ النّورُ أَحرُفًا، كأنّ عليًّا في عليٍّ تَمظهرا، تلألأَ في عَلياهُ مُذْ كانَ خمسةً، وحسبُكَ مَن أنوارُهُ سادةُ الورَى

إذا التقت الأيدي وضجّت سنابك الوداع، وفار الصّمت في الطّين أسودا، ونادى: ألا من ناصر؟! وهو ينظر السّماء، بوجه كاد أن يتفصّدا، وشاعت على الزّيت النّهاري لمعة القضاء ومهر الصّبح من كهفه عدا، لواها كما لو أنّها رخوة، وما تأخّر نجل المجتبى لحظة ابتدا...

خذني إلى وطني لبحرك لا أرى، إلّاك في عمق المسافة موطني، خذني فذا قلقي تقاذفه المدى، والعيش في جوف الغريب أذلّني

أسفرتَ تُزهرُ كالضّياءِ بهاءَ، فَأعادَ وَهجُكَ أمَّكَ الزّهراءَ، وبَزغتَ من أفُقِ الـمُخيّمَ (قاسمًا)، غَضَّ الملامح نَضرةً ونقاءَ، وعليكَ خطَّ الحُسنُ صورةَ (مُجتبًى)، ومنََ الشّمائلِ ما يكونُ رَواءَ

هو ذا يَضيقُ عليهِ جِلبابُ الأسى شيئًا، ويَكبرُ في الحقيقةِ ظِلُّهُ، هو ذاكَ أكثَرُ مِن دُموعِ العالمينَ أَقَلُّهُ، هو ذلكَ المعنى الكبيرُ على التأمُّلِ، بَعضُهُ في الحُبِّ أن يُبكى عليهِ وكُلُّهُ… اللهُ أَعلَمُ كيفَ يُحسبُ كُلُّهُ...

خُذ في يمينكَ رُضّعًا وخِباءَ، واملأْ سِقاكَ تَضوُّرًا وبكاءَ، واحملْ لِواكَ وصلِّ نافلةَ الظّما، واقرأ على عطشِ الحُسينِ الماءَ، وامسحْ خطاكَ عن الخيامِ مُودّعًا، وأفِضْ على لهبِ الحَشا الحوراءَ، واجمعْ بِقِربتكَ الصغارَ وقل لهمْ، إن عدتُ لن تجدَ الخيامُ ظِماءَ

يحارُ قلبيَ يُبدي للمسا قلقَهْ، والروحُ بالهاجسِ المستورِ مُحترقَة، هذي الجنانُ ونارُ اللهِ أيهما أختارُ؟ أم غيهبي إختارَ لي غرقَهْ؟ أُصغي لواعيةٍ للسبطِ تَخلقني، مِن الضياءِ الذي ألقى لنا ألقَهْ