هَبْ لِعينَيَّ أن تَعيشَكَ عِيدا، وَالمَسِ الرّوحَ كيْ تَراكَ وُجُودا، واقرأِ النّبضَ فَهْوَ بِاسمِكَ غَنَّى، وَتلا يَومَكَ البَهِيَّ نَشِيدا، وأفِضْ مِن "سِقاكَ" وَاسقِ فُؤادي، فَلَكَمْ أنعشَ الضّمائِرَ جُوداrn

حَيِّ شَعبانَ مَنارَ الأشهُرِ، شَهرُ مَولانا النبيِّ الأَطهرِ، فَهوَ بالخَيراتِ واللطْفِ حَرِي، مُسرِجًا ثالِثَهُ باسمِ الحُسينْ، حَيِّ يَومًا فيهِ زَهراءُ النّدى، أسرجتْ لِلكَونِ مِصباحَ الهُدَى، مِن بَهاءِ العَرشِ لِلنّاسِ بَدا، فَلَقُ النُورِ بِمَولانا "الحُسينْ"rn

أأهنّي الهدى بشعبان بشرى، أم أعزّيه والعزا فيه أحرى، إن يكن باعث الهنا مولد السّبط، فعين الهدى لأرزاه عبرى، إن تكن مكرماته لا تناهى، فرزاياه قد تجاوزن حصراrn

كنتَ حبّاً يشعُّ، وكانَ انطفاءَ انتحابةْ، كنتَ تطويْ الدُّروبَ، لتنثالُ فوقَ شفاهِ الصَّحارى سَحابةْ، والذي كانَ يصقلُ أحقادَهُ في الظّلامِ، ويَشحذُ بالوَيلِ نَابهْrn

فيا بعثة صبح الهدى متنفّس، بها ودجى الإلحاد في الكون عاكر، ويا بعثةٌ عمّ الخلائق خيرها، ودام فلا يلفي له الدّهرُ آخرُ، بها بالتّجلي الأعظم الله خصّه، فأبصر ما لم تكتنهه البصائرrn

حَيِّ يَومًا كانَ أهدتْهُ السّماءْ، ثمّ حَفّتهُ بِيُمنٍ وبَهاءْ، وكَساهُ اللهُ أبرادَ الضِياءْ، (فَتجلّى مُشرِقًا لـمّا بَدَاrn كيفَ لا يُشرق في عيدِ النّبي)rn

طاب النّسيم فقلت فاح المندل، أم من ربى الأحباب هبّت شمأل، يا حبّذا تلك العراص ومن بها، هي مأمن للخائفين ومعقل، ما خاب قاصدها فإنّ مليكها، باب الحوائج بالمنى متكفّلrn

في ذِمّةِ القَيدِ هذا النّعشُ والجَسَدُ، مُلقًى علَى الجِسرِ ما امتدّتْ إلَيهِ يَدُ، مُلقًى علَى الجِسرِ دَوّتْ مِنهُ خَشخشةٌ، وقد تَمكّنَ مِنهُ الغِلُّ والصَّفَدُ، من ظُلمةِ السّجنِ حَمّالونَ أَربعةٌ، منَ القُساةِ، فَلا قَلبٌ ولا رَشَدُrn

أنا حرفُ الهوى في الأبجديّة، وأذرعُ نشوةَ السّككِ القصيّة، كأنَّ الغيبَ يفسحُ لي سماءً، مؤثثةً بأحلامٍ نديّة، فهذي الأرضُ أشقاها التّلظّي، على جمرِ الحكاياتِ الشّجيّةrn

مصاب أطلّ على الكائنات، فأوحش بالشكل أزمانها، وأفجعنا وجمع الورى، وأوقد في القلب نيرانها، فللّه سهم رمى المكرمات، فهدّ علاها وبنيانها rn

على الصّادقِ الصِّدّيِقِ تَبكي المفاخرُ، ويَنعاهُ لِلدّينِ الهُدَى والمنابِرُ، ويَندِبُهُ التّوحيدُ والعِلمُ والنّدَى، وتَبيَضُّ من حُزنٍ عليهِ النّواظِرُ، لَهُ اللهُ مِن يَومٍ بِهِ سَيّدُ الـمَلا، ومَولَى الوَرَى دارتْ عليهِ الدّوائِرُrn

بأبي عترة النبي ورهط، من كهول وصبية وشبابِ، قد خلت منهُمُ الربوع فأمسوا، في بطون الثّرى وبين الشّعابِ، ولقد أسهر العيون وأورى، في قلوب الأنام نار المصابِ، رزء خير الأنام صادق أهل البيت بل خير ناطق بالصّوابِrn