
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
لا يوجد للكون كتيب إرشادي - ولكن لو حدث وأن كان له ذلك، فإن الأستاذ المساعد في جامعة ميسوري، تشارلز شتاينهاردت Charles Steinhardt، يظن أن بعض صفحاته قد فُقدت. إمّا أن يكون الكون محكومًا بقواعد مختلفة من البداية، أو أن الناس قد قرأوا النص خطأً.
تقليديًّا، صنف علماء الفلك المجرات (1) إلى فئتين مختلفتين: المجرات الزرقاء، وهي المجرات الفتية [في مرحلة مبكرة من تكوِّنها] (2) التي لا تزال نشطة في تكوين نجوم جديدة، والمجرات الحمراء، والتي هي أقدم عمرًا وتوقفت عن تكوين نجوم جديدة. في دراسته الجديدة، طعن شتاينهاردت في صحة الفهم التقليدي للمجرات وذلك بطرحه فئة ثالثة من المجرات: وهي المجرات المكونة للنجوم الحمراء. لا تشبه في خصائصها المجرات الزرقاء ولا المجرات الحمراء المألوفة - ولكنها تحمل خصائص من هذين الصنفين.
وقال: "تولّد المجرات المكوِّنة للنجوم الحمراء نجومًا منخفضة الكتلة، مما يجعل تلك النجوم تبدو حمراء بالرغم من ولادتها المستمرة"، "تطورت هذه النظرية لمعالجة عدم الاتساق في النسب التقليدية الملاحظة لكتلة الثقب الأسود إلى الكتلة النجمية واختلاف دالة الكتلة الأولية (3) في المجرات الزرقاء والحمراء - مشكلتان لا يمكن تفسيرهما من خلال شيخوخة المجرات (4) أو باندماجها فقط. ومع ذلك، فإن ما تعلمناه هو أن معظم النجوم التي نراها اليوم ربما قد تشكّلت في ظل ظروف مختلفة مما كنا نعتقد سابقًا".
تشير دراسة شتاينهاردت إلى أن المجرات المكوِّنة للنجوم الحمراء قد لعبت دورًا أكبر بكثير في تاريخ الكون مما كان يعتقد سابقًا. هذا يمكن أن يغير فهمنا الحالي لطريقة تطوّر المجرات، والعمليات التي أثرت فيها وكيف نقيس تكوِّن النجوم طوال تاريخ الكون.
وقال "إن وجود هذه المجرات قد يعني أن الكون قد كوَّن نجومًا أكثر بكثير مما قُدِّر سابقًا". "وهذا يدعم فكرة أن دورة حياة المجرات أكثر تعقيدًا من التحول البسيط من المجرات الزرقاء إلى المجرات الحمراء وإنتهاءً بموت تلك المجرات".
تجربة جديدة على مجرات الانفجار النجمي (5)
تقليديًّا، من المعروف أن المجرات قد تطورت إما من خلال الشيخوخة التدريجية أو عن طريق الاندماج، حيث يمكن أن يؤدي التصادم بين المجرات إلى ولادة نجوم جديدة. لذلك، مجرات الانفجار النجمي (5) حيرت علماء الفلك منذ فترة طويلة، والتي توقفت فجأة عن تكوين نجوم جديدة بعد فترة قصيرة من تكوينها المكثف للنجوم. النظرية المعروفة هي أن هناك تصادمًا بين مجرتين، مما تسبب في تكوِّن سريع للنجوم جديدة قبل نفاد طاقتها ومن ثم خمودها.
لكن شتاينهاردت طرح احتمالًا آخر. بعض هذه المجرات قد شكلت نجومًا حمراء صغيرة بشكل بطيء بدلاً من مرورها بانفجار نجمي مفاجئ وتكوين نجوم جديدة. وقال لو كان هذا الافتراض صحيحًا، فقد نحتاج إلى تغيير تعريف مجرات الانفجار النجمي (5)، حيث قد ينتمي البعض إلى فئة مختلفة من المجرات المكوِّنة للنجوم الحمراء.
يخطط شتاينهاردت وطلابه من قسم الفيزياء في جامعة ميزوري في المستقبل لإجراء اختبارات أكثر تقدمًا لمواصلة دراسة المجرات المكوِّنة للنجوم. سيبحث جونيور ماثيو هاربر Mathieux Harper الابن وفريق من طلاب المرحلة الجامعية عن المزيد من الأدلة لدعم فكرة أن بعض مجرات الانفجار النجمي تندرج ضمن صنف المجرات المقترحة مؤخرًا. وفي الوقت نفسه، سيقود طالِبا السنة الجامعية الثانية، كارتر مايرهوف Carter Meyerhoff وزاك بورووياكZach Borowiak مشروعًا بحثيًّا باستخدام بيانات من القمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لدراسة أكثر من ملياري نجم في درب التبانة.
ورقة بعنوان: "هل تشكل المجرات الحمراء نجومًا أكثر من المجرات الزرقاء؟" تم نشرها في المجلة الفيزيائية الفلكية (6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/مجرة
2- "عمر معظم المجرات يتراوح بين 10 مليارات و 13.6 مليار سنة. يبلغ عمر الكون حوالي 13.8 مليار سنة، لذلك تشكّلت معظم المجرات عندما كان الكون فتيًا جدًا! يعتقد علماء الفلك أن مجرة درب التبانة تبلغ من العمر حوالي 13.6 مليار سنة. أحدث مجرة نعرفها تشكلت قبل حوالي 500 مليون عام فقط." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://spaceplace.nasa.gov/galaxies-age/en/
3- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/دالة_الكتلة_الأولية
4- https://www.hindawi.org/books/39396273/10/
5- "مجرة الانفجار النجمي starburst galaxy هي مجرة تتميز بنشاط كبير لتكوين نجوم جديدة فيها بالمقارنة بمجرة عادية أخرى بنفس الحجم". مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/مجرة_انفجار_نجمي
6- https://iopscience.iop.org/article/10.3847/1538-4357/adb95b
المصدر الرئيس
https://showme.missouri.edu/2025/mizzou-researcher-offers-new-theory-on-universes-star-formation/
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
عدنان الحاجي
مناجاة الذاكرين (5): بذكره تأنس الرّوح
الشيخ محمد مصباح يزدي
بين الأمل والاسترسال به (1)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الذّكاء المصنوع كعلم منظور إليه بعين الفلسفة من الفيزياء إلى الميتافيزياء
محمود حيدر
معنى (توب) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
الشيخ محمد صنقور
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
سيّد النّدى والشّعر
حبيب المعاتيق
الإمام الباقر: دائرة معارف الإمامة
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
سيّد النّدى والشّعر
شهر رجب محضر الله
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
مناجاة الذاكرين (5): بذكره تأنس الرّوح
باقر العلوم
الإمام الباقر: دائرة معارف الإمامة
(مبادئ الذّكاء الاصطناعيّ) محاضرة في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
بين الأمل والاسترسال به (1)
الذّكاء المصنوع كعلم منظور إليه بعين الفلسفة من الفيزياء إلى الميتافيزياء